الماء يعني الحياة.. والماء يكون 90 % من أجسام الأحياء ونحو 60- 70 % من أجسامنا. الماء يُشكِّل ما يقارب 99 % من الجسم الزجاجي للعين، و90 % من الدم، و79 % من القلب. وقد نهى القرآن الكريم عن الإسراف في أكثر من موضع، فقال تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}. الماء يعنى الزراعة والغذاء والشراب والطاقة.. قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}. إن معدل الاستهلاك المقبول عالمياً يتراوح ما بين 200 إلى 250 لتراً في اليوم الواحد ومعدل استهلاك الفرد من المياه يختلف من بلد إلى آخر وهناك عده عوامل توثر على معدل استهلاك الفرد ومن هذه العوامل حاله الطقس ومستوى المعيشة وتعرفه المياه وثقافة المجتمع. أتساءل لماذا المملكة من ضمن الدول العشر الأولى عالمياً في استهلاك الماء للفرد الواحد؟.. لماذا لا نكون من ضمن الدول الأخيرة عالمياً في استهلاك الماء؟.. هل تعلمون إن معدل استهلاك الفرد من المياه في المملكة 263 لتراً يومياً.. بينما المعدل العالمي 200 لتر يومياً. جاءت الإستراتيجية الوطنية للمياه ومن خلال قطرة ليهدف إلى تخفيض كمية الاستهلاك إلى 200 لتر وفي عام 2030 يهدف إلى التخفيض المطلوب 150 لتراً يومياً للفرد. قطرة برنامج وطني تقوم بتنفيذه وزراه البيئة والمياه والزراعة.. قطرة أحد برامج مبادرات التحوّل الوطني. برنامج قطرة جاء ليستوعب كيفية الحد من استهلاك الفرد في المملكة، والذي لا يتماشى مع ظروفها المائية. قطرة سيسهم في الحد من الاستخدام غير الأمثل للمياه ونشر الوعي بأهمية ترشيدها وضرورة تغيير سلوكيات استخداماتها. قطرة برنامج وطني على جميع أفراد المجتمع ومؤسساته وقطاعاته سواء الحكومية أو الخاصة التفاعل معه من خلال الحفاظ على المياه فضلاً عن ضرورة تغيير السلوك ورفع الوعي المائي. نعم نحن نعيش ظاهرة الإسراف في استهلاك المياه ترى ما هي جذور هذه الظاهرة؟ من تلك الجذور الإسراف في الحمامات ودورات المياه العامة، الإسراف في غسيل أواني المطبخ، ترك الأطفال يسرفون ويعبثون في مياه الاستحمام، الري غير المرشد للحدائق والملاعب، غسيل السيارات بخرطوم المياه، الإهمال في إصلاح التسربات، تسربات صنابير المياه وأدوات السباكة المختلفة، تسربات خزانات المياه الأرضية، وجذور أخرى ربما تحتاج إلى حوارات وبرامج تلفزيونية وحملة تثقيف مستمرة لجميع فئات المجتمع وحملة أخري في المدارس العامة والأهلية. برنامج قطرة يعتمد نجاحه إلى توعية وتثقيف المجتمع وفي كافة مناطق المملكة. وفي الختام طرق ترشيد استهلاك المياه المقررة والمتفق عليها والتي تتماشي مع تقاليد المجتمع يقع نجاحها على كيفية إيصالها وتغيير ثقافة المجتمع في الاستهلاك ومن طرق الإيصال والتواصل الجامعات والمدارس على اختلاف مستوياتها والمساجد واللوحات الإرشادية والقنوات الفضائية والبورشورات والجمعيات الخيرية والأندية الرياضية وطرق أخرى. الحملة الإرشادية لكي تنجح يجب أن تستمر لفترة زمنية طويلة وليس أسبوعاً واحداً كما هو المعتاد.