صرح مسؤول أمني عراقي أمس الثلاثاء أن القوات العراقية المشتركة تمكنت في ساعة متأخرة من الليلة الماضية من تحرير ناحية العلم بعد معارك مع تنظيم «داعش» شمال شرقي محافظة صلاح الدين. وقال جاسم الجبارة رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين: «إن قوات من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية معززة بالدروع ومن أبناء عشائر ناحية العلم تمكنوا من دخول الناحية عبر الطريق الجنوبي، وأنهم رفعوا العلم العراقي على مبنى مديرية الناحية والمجلس البلدي فيها». وأضاف: «إن القوات توقفت في ساحة الشهيد عبدالله الجبارة بعد ان استكملت تحرير الحي العسكري وجميع الدوائر الحكومية في الناحية، وستبدأ في الصباح الباكر بالانتشار في جميع مناطق الناحية لتفتيشها». وذكر جبارة «إن عناصر داعش هربوا من الناحية بعد غروب الشمس، وقاموا بإحراق عدد من المنازل والمحلات التجارية وسط الناحية في منطقة البورصة ومروحيات الجيش العراقي لعبت دورًا مهمًا، ودمرت دبابة كان يستخدمها عناصر داعش لقتال القوات الأمنية، كما دمرت ست عجلات تحمل رشاشات أحادية ثقيلة قبل أن تتمكن القوات من دخول المنطقة». وأوضح أن «العملية أسفرت عن مقتل أحد عناصر الشرطة وجرح 7 آخرين بانفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق الرئيس في الناحية وأن القوات بدأت أمس الثلاثاء عملية تحرير مدينة تكريت مركز المحافظة بعد أن تم تطويقها من الجهات الأربع». من جانبه قال الفريق عبدالوهاب الساعدي قائد عمليات صلاح الدين في تصريح صحفي: «إن القوات العراقية استكملت أمس جميع الترتيبات والاستعدادات اللازمة لدخول مدينة تكريت من بينها وصول دبابات (برامز) الأمريكية وعدد من ناقلات الجند المصفحة المضادة للعبوات الناسفة». وأضاف: «لا نتوقع حصول قتال في المدينة بسبب هروب معظم عناصر «داعش» إلى محافظة كركوك ومن ثم إلى محافظة نينوى وأن الدخول إلى تكريت سيكون بطيئًا جدًا اعتمادًا على ما يمكن تفكيكه من آلاف العبوات الناسفة التي زرعت في الطرق والشوارع المؤدية إلى المدينة وفي ساحاتها الرئيسة ودور المواطنين». أدانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» استهداف عصابات تنظيم «داعش» الإرهابي لآثار مدينتي نمرود والحضر في العراق، معبرة عن استنكارها لما اقترفته هذه العصابات الآثمة والمجرمة من اعتداءات متكررة في حق التراث الثقافي الإنساني في العراق. وقالت المنظمة في بيان لها أصدرته من مقرها في تونس: «إن جرائم داعش قد طالت آثار نمرود الآشورية في العراق التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وآثار مدينة الحضر القديمة المسجلة على لائحة التراث العالمي، والتي شيدت قبل أكثر من ألفي عام في عهد الدولة السلوقية، حتى صارت أعمال التدمير الثقافي التي ترتكبها هذه الجماعات المارقة عن القانون الدولي في حق الإنسانية وتاريخها ومعالم حضارتها جرائم حرب ضد الإنسانية وتحديًا صارخًا لمشاعر الشعوب. ودعت «الألكسو» المجموعة الدولية إلى التضامن من أجل مكافحة هذه الجرائم البشعة والتصدي لأعمال التدمير المنهجي الذي يستهدف التراث الإنساني، وتعبئة الجهود من أجل حلول عملية تمنع تكرار مثل هذه الجرائم الآثمة في ظل ما آل إليه الوضع في العراق من تهديد لمكون أساسي من مكونات الذاكرة الإنسانية. وأهابت المنظمة في بيانها بالمجتمع الدولي وبمجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمة «اليونسكو» والمنظمات الدولية المتخصصة من أجل أن تضرب بيد من حديد على هذه الممارسات التي تستهتر بالمقومات الثقافية للبشرية، مؤكدة استعدادها للتعاون مع الجهات العراقية والدولية المتخصصة من أجل التدخل العاجل لوضع الخطط العملية اللازمة لإنقاذ التراث الثقافي الإنساني في العراق.
مشاركة :