أكد مختصون في مجال النشر أن تكلفة الكتاب في السعودية مرتفعة، ولا تتماشى مع متوسط الدخل للأفراد، وأوضحوا أن على المؤسسات الحكومية المختصة خصوصا الجامعات والمؤسسات الثقافية، مراعاة وجود تفاوت بين طبقات المجتمع عبر تطوير صناعة النشر في المملكة، ودعم سعر الكتاب وسن تشريعات من شأنها تعزيز دور المكتبات المدرسية، إلى جانب فرض أنظمة أخرى مساندة مثل اشتراط وجود مكتبات في محال بيع القهوة "الكوفي شوب"، وصالات الانتظار في الدوائر الحكومية والمطارات للمساهمة في تعزيز انتشار المعرفة. وقدمت الدكتورة نجاح القبلان أستاذة المكتبات والمعلومات في كلية الآداب بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ورقة عمل تناولت قضايا النشر في السعودية، وذلك خلال ندوة بعنوان صناعة النشر في السعودية أقيمت مساء البارحة في معرض الرياض الدولي للكتاب، وشارك فيها الناشر والقاص جبير المليحان والدكتورة فوزية الغامدي الأستاذة في جامعة الملك عبد العزيز. الكتب الإسلامية والفقهية الأكثر رواجا بين المؤلفات. ولخصت القبلان عوامل ضعف النشر في العالم العربي إلى عوامل اقتصادية تتعلق بعدم تناسب أسعار الكتب ومتوسط دخل الفرد، إضافة إلى عوامل تعليمية ومهنية، بسبب ضعف الإقبال على القراءة وانتشار الفقر، إلى جانب عوامل سياسية أسهمت في ضعف النشر ومشكلات في التوزيع نظرا لندرة وجود شركات نشر قوية وذات إمكانات وكفاءة عالية، كما تضمنت تلك العوامل عدم تجانس الوسط الثقافي في العالم العربي، واختلاف قوانين الطباعة في الدول العربية ومستوى هامش الحرية ووجود نسبة أمية عالية. أسرة تفاضل بين إحدى مطبوعات المعرض .تصوير:عبد الرحمن السالم واستعرضت القبلان تلك النتائج من خلال دراسة سابقة لها، وأوضحت أن صعوبة القراءة للنشر الإلكتروني تسهم، بشكل كبير، في تفوق النشر الورقي، مضيفة أن من تلك الأسباب ارتفاع تكلفة استخدام الإنترنت، وأجهزة التصفح المستخدمة، وصعوبة القراءة الإلكترونية، وانتشار القرصنة، واختتمت القبلان ورقتها بالتأكيد على ضرورة وجود دعايات جاذبة للكتب وزيادة حجم المؤلفين السعوديين، ومعالجة ضعف التوزيع، إلى جانب تعزيز دور المكتبات المدرسية وقيام الجامعات بدور أكبر في نشر البحوث والدراسات والاهتمام بها مشيرة إلى أن المقارنة بين النشر الورقي والإلكتروني مقارنة جدلية لن تنتهي، مضيفة أن الكتاب الجيد يفرض نفسه سواء كان ورقيا أو إلكترونيا، حيث إن الورقي يستمر والإلكتروني يتطور، على الرغم من أن هناك نقصا كبيرا في تلبية احتياجات وتوجهات القراء في السعودية. يبحث الأطفال عن كتبهم المفضلة التي تنوعت بين المطبوعات. وأكدت أن النشر ذاكرة للأمم الثقافية في حفظ أفكارها وبناء تاريخها الثقافي والحضاري، ويعد مدخلا للتطوير المستقبلي، ونشاطا اقتصاديا، وصناعة وتجارة، وخدمات تستثمر، كما أنه مهنة وركيزة للمشاريع الحضارية، ويعد مؤشرا لقياس التعليم والتطور والاستثمار المعرفي، ويساعد على القراءة والاطلاع والوصول إلى المعلومات وتعزيز الثقافة والوعي، ويساعد على الانتشار ويسهم في التنمية الاقتصادية والذاتية". وأضافت الدكتورة فوزية الغامدي الأستاذة في جامعة الملك عبد العزيز، أن السوق السعودية تعاني مشكلات تتعلق بالتوزيع وضعف انتشار الكتاب محليا، نظرا لعدم وجود مؤسسات نشر مستقلة احترافية.
مشاركة :