قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة إن هناك جهودا حثيثة يبذلها المجلس لترميم وإعادة تأهيل موقع قصر الغانم (قصر خزعل) التاريخي أحد أهم مشاريع الترميم وصون التراث الثقافي التي يشرف عليها المجلس. وأضاف اليوحة اليوم أن المشروع يأتي برعاية ودعم مادي من عائلة الغانم ممثلة بكل من فؤاد وقتيبة وضرار الغانم "حرصا منهم على إعادة القصر لأصالته التاريخية وضمان القيمة التراثية وحفاظا على الإرث التاريخي لعائلة الغانم وإعادة إحياء القصر ليكون أحد مصادر الإنتاج الثقافي للكويت". وأفاد بأن المرحلة الثانية من مشروع الترميم وإعادة التأهيل التي انطلقت في شهر يناير الماضي يشرف عليها معماريون ومهندسون من إدارة الشؤون المعمارية والهندسية في المجلس بدعم فني ولوجستي في الموقع من شركة الغانم إنترناشيونال. وأوضح أن فريق المشروع يستعين بخبرات إقليمية في مجال ترميم وصون البناء التاريخي المبني من مواد طينية وبالأخص الطراز المعماري لسلسلة قصور الشيخ خزعل بن مرداو حاكم المحمرة المنتشرة في المناطق المحيطة بالجزء الشمالي لمنطقة الخليج العربي في بوشهر والبصرة والكويت. وبين أن الفريق يعمل مع استشاريي (يادمان) لصون التراث الثقافي وهم متخصصون من مدينة طهران لوضع السياسات العامة والأسس العلمية للتوثيق والترميم والتقييم التاريخي والتقييم الانشائي للموقع وتوفير خطة الدعم للحماية وتأمين الأجزاء التاريخية المتبقية من المبنى لافتا إلى مشاركة فريق من الاستشاريين من ألمانيا بعمل مواز بغية توثيق المبنى باستخدام تقنية الليزر ثلاثي الأبعاد. وذكر اليوحة أن المرحلة الأولى للمشروع تمثلت بالكشف عن جميع عناصر ومكونات البناء ذات القيمة التاريخية التي تضمن أصالة الموقع تاريخيا وتصنيف هذه العناصر وحمايتها واستخراج أجزاء المبنى المدفونة من خلال تطبيق أسس الكشف الأثري الذي أدى الى اكتشاف حمام مبني على الطراز التركي بنقوشه وقبابه والتوزيعة المساحية للحمام. وقال إنه تم التعاون مع كلية العمارة بجامعة الكويت ليعمل الطلبة في الموقع إلى جانب فريق المجلس الوطني للثقافة بإشراف من المعمارية ايفانجيليا سايموس الفودري وذلك بتوثيق التفاصيل الحرفية من أعمدة ونوافذ وأشغال خشبية امتاز بها القصر تطابقا مع طراز قصور خزعل المنشرة في المنطقة. وبين أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أسس عام 1973 ليشكل أهم المنارات التنويرية الساعية إلى الدفع بالعجلة الثقافية وإبراز الوجه الحضاري للكويت. وأضاف أن المجلس يعمل على تطوير البنية التحتية الثقافية للمجتمع عن طريق تشجيع ودعم الإنتاج الفكري والإبداعي في شتى المجالات ومنها الأدب والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح. وأشار إلى الجهود التي يقوم بها المجلس الوطني للثقافة للحفاظ على العديد من المباني التراثية في الكويت وترميمها والتي تعد محطات مهمة في تاريخ الكويت ورموزا للماضي لتكون جزءا لا يتجزأ من النشاط والحياة اليومية للمجتمع ومحركات ثقافية للتغيير. وبين الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن من شأن ذلك المساهمة في تشجيع الإبداع والإنتاج الفكري ليتناسب استراتيجيا مع رؤية (كويت جديدة 2035). ويقع قصر الشيخ خزعل في منطقة دسمان بمدينة الكويت وبناه الشيخ خزعل الكعبي أمير المحمرة عام 1916 م بعد أن أهداه الشيخ مبارك الصباح قطعة أرض فضاء في منطقة دسمان. واستملك القصر في ثلاثينيات القرن الماضي من أحمد محمد الغانم في حين قام الشيخ عبدالله الجابر الصباح بشراء ديوان خزعل. وأقيم في الديوان أول متحف بتاريخ الكويت في عام 1957 وفي عام 2008 قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب باستملاك القصر والديوان بغرض الترميم وإعادة التأهيل. وتميز القصر بالطراز الفارسي وتكمن أهمية المشروع بأنه شاهد على الفطنة السياسية وثقافة الانفتاح والتواصل مع الآخر الأمر الذي يميز الكويت وأهميتها الإقليمية الى يومنا هذا. ويمثل الموقع كذلك البعد التاريخي للممارسات الثقافية في الكويت متمثلا في احتضان أول متحف بالخليج العربي في مبنى الديوان إضافة لأن القصر يحكي تاريخ التجارة ودور الأسر العاملة في التجارة في نهضة الكويت وتطورها.
مشاركة :