قال مراقبون فلسطينيون، إن كافة الأحزاب المتنافسة في الانتخابات الإسرائيلية، تجمع على أنه لا دولة فلسطينية مستقلة، وأن المستوطنات هي الطريقة الأمثل لمنع أي حلم للفلسطينيين بدولة مستقلة مترابطة. وأوضح المراقبون، في أحاديث منفصلة لموقع قناة الغد، أن ذلك يعود إلى الدعم الأمريكي اللامتناهي لإسرائيل، وهذا ما دفع كافة الأحزاب الإسرائيلية أن تتعمد السكوت عشية الانتخابات المقررة غدا، الثلاثاء، وترك الوقائع الإسرائيلية من أن تفرض نفسها على الأرض يكون الفلسطينيون هم ضحيتها. إنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي وقال وجيه أبو ظريفة، المختص بالشأن الإسرائيلي، “منذ أن بدأت الدعاية الانتخابية في إسرائيل، بدأت الأحزاب في تحديد توجهاتها ورؤيتها لكافة القضايا الداخلية والخارجية السياسية، وعندما يكون هناك انتخابات تظهر المواقف الحقيقية والرسائل التي يوجهها كل حزب لجمهوره”. وذكر أبو ظريفة، أنه من “خلال ما يدور على الساحة الإسرائيلية من تصريحات لرؤساء الأحزاب المتنافسة، نجد أن هناك توقفا تاما عن الحديث حول إنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، ويعملون على إعطاء الزمن والوقت لحسم هذه القضايا، والتوجه لفرض سياسات الأمر الواقع على الساحة السياسية وخاصة على الفلسطينيين، الورقة الأضعف في ظل الانقسام والتشتت التي يعانون منه”. ورأى أبو ظريفة، أن هذا الوقت هو فرصة ذهبية للاحتلال لتحقيق ما يريده نتنياهو من خلال التأييد الأمريكي لإسرائيل، وفي المقابل هناك تراجع لهذا التأييد تجاه الموقف الفلسطيني، وما تم حسمه سابقا من نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، واعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وما تلى ذلك من الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، والآن الاستعداد لفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة”. وأضاف أن كل هذا يعطي الفرصة لتقطيع أواصل الدولة الفلسطينية، خاصة أنه تبقى عامان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الحكم، وهناك انتظار للمزيد من الخطوات الداعمة للاحتلال، وبالتالي ستكون كافة الظروف مهيئة لفرض الوقائع الإسرائيلية على الأرض ويكون الفلسطينيون هم ضحيتها”. ضم المستوطنات من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن التوجهات الإسرائيلية في ظل تصاعد الأجواء الانتخابية كلها مجمعة على أن الفلسطينيين هم وقودها. وأضاف أن بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف يسعون إلى ضم مناطق C، الذي يشكل معظم أراضي الضفة، وتتواجد فيه المستوطنات ومعسكرات الجيش ومناطق التدرب على إطلاق النار والمحميات الطبيعية. وكان نتنياهو قد تحفظ حتى الفترة الأخيرة على ضم رسمي وفضّل خطوات صغيرة تعزز ربط المستوطنات بإسرائيل. وأوضح إبراهيم، أن نتنياهو فضل الحفاظ على مناطق مفتوحة في الضفة لتسوية مستقبلية مع الفلسطينيين، لكن بضغط الحملة الانتخابية، ورغبته بسرقة أصوات من شركائه في اليمين المتطرف وتعلقه المتزايد بهم قبيل اتخاذ قرار بتقديم لوائح اتهام ضده، غير نتنياهو الاتجاه يتحدث الآن عن تأييده للضم وأمله بأن يحظى باعتراف أمريكي. واستطرد قائلا:”كذلك كان هناك تبرير من نتنياهو حول سياسة الاحتواء التي يمارسها تجاه غزة بتعميق الانقسام بين الضفة والقطاع، من أجل منع دولة فلسطينية تحيط بإسرائيل من جهتين، ويقترح نتنياهو تحطيم الأمل الفلسطيني بدولة ذات تواصل جغرافي في الضفة، وتقوية حماس كحاكمة للقطاع”. وأضاف إبراهيم، ويتضح من ذلك أن الخلاف هو على من يستكمل “المشروع الصهيوني”، ويقود إسرائيل نحو اليمين، سواء اليمين الجديد المتمثل بنتنياهو وفريقه والذي يسرع الخطى في استكمال “المشروع الصهيوني”، أو اليمين القديم المتمثل بأزرق أبيض، وأن طرفي المعسكر في إسرائيل نحى القضية الفلسطينية جانبا، وأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يعد له مكان في الدعاية الانتخابية أو حتى على جدول أعمال الحكومات الإسرائيلية المختلفة، وتشكل في إسرائيل إجماع على عدم وجود شريك فلسطيني. وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ذكر السبت الماضي أنه سيضم مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة إذا احتفظ بمنصبه في الانتخابات، وتعد المستوطنات واحدة من أشد القضايا الحرجة في الجهود الرامية إلى إعادة إطلاق محادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية المجمدة منذ عام 2014. ومعظم الدول تعتبر المستوطنات التي أقامتها إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في حرب 1967 غير قانونية، وفي مارس/ آذار 2019، خالفت الولايات المتحدة عقودا من الإجماع الدولي عبر اعترافها بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب 1967.
مشاركة :