تجددت، أمس الاثنين، المطالبات العربية والدولية لأطراف الصراع في ليبيا إلى وقف الاقتتال فوراً، وضرورة الالتزام؛ باعتماد الحل السياسي كسبيل لتجاوز الأزمة، فيما منعت روسيا، أول أمس الأحد، صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي، يدعو قوات الجيش الوطني الليبي لوقف هجومها على طرابلس، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.وأعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها البالغ من القتال الدائر قرب طرابلس.وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في بيان،: إن واشنطن «تشعر بقلق عميق من القتال قرب طرابلس»، وتحث على إجراء محادثات؛ لوقف القتال.وأضاف: إن واشنطن أوضحت اعتراضها على الهجوم العسكري، الذي تشنه قوات الجيش الليبي، وحثها على الوقف الفوري لهذه العمليات.ودعت روسيا، أمس، جميع الأطراف الليبية إلى التهدئة، وتجنب إراقة الدماء، مؤكدة استعدادها للوساطة؛ من أجل التسوية.ونقلت وكالة «سبتوتنبك» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تستخدم كل الإمكانات المتاحة؛ لحث جميع الأطراف في ليبيا على الامتناع عن التصرفات، التي من شأنها أن تؤدي إلى إراقة الدماء.وأضاف بيسكوف: إن بلاده مستعدة للوساطة؛ من أجل التسوية في ليبيا.وأشار إلى أن الجانب الروسي يستخدم كل الإمكانات المتاحة له؛ لحث جميع الأطراف على التخلي عن أي أعمال قد تثير معارك دامية، وتؤدي إلى مقتل مدنيين.بدورها، دعت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أمس، إلى هدنة إنسانية في ليبيا، والعودة إلى المفاوضات في الوقت، الذي تشهد فيه البلاد مواجهات بين فصائل متناحرة.وحثت موجيريني، القادة الليبيين على تجنب أي تصعيد عسكري، والعودة للتفاوض. وقالت: إنه من المتوقع أن يؤيد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذين عقدوا اجتماعاً عادياً، أمس، في لوكسمبورج، هذه الدعوة.في أثناء ذلك، أعلن مصدر دبلوماسي فرنسي، أمس، أن بلاده لم تتلق إنذاراً مسبقاً بتقدم قوات الجيش الوطني الليبي، نحو طرابلس، وأن باريس لا تحاول سراً تقويض عملية السلام في البلاد.وقال المصدر: إن الحاجة الملحة في ليبيا هي حماية السكان المدنيين، ووضع حد للقتال، وإعادة كل الأطراف الليبية الرئيسية إلى طاولة (الحوار)، مضيفاً: إن فرنسا ليس لديها «أجندة سرية».وأكدت الكويت، أنها تتابع بقلق بالغ، التطورات الأخيرة في ليبيا، ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع الفوري عن أي ممارسات تؤدي إلى مزيد من التصعيد وإراقة الدماء. وشددت على ضرورة الالتزام باعتماد الحل السياسي سبيلاً لتجاوز الأزمة.وفي وقت سابق من يوم أول أمس الأحد، منعت روسيا صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي، يدعو قوات الجيش الوطني الليبي لوقف تقدمها إلى طرابلس.وحسب «فرانس برس» فإن الوفد الروسي في الأمم المتحدة طلب تعديل صيغة هذا البيان الرئاسي؛ بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات الجيش الليبي.ولكنّ الولايات المتّحدة رفضت مقترح التعديل الروسي، فأجهضت موسكو صدور البيان؛ ذلك أنّ بيانات مجلس الأمن تصدر بالإجماع.وكان مجلس الأمن الدولي عقد، الجمعة، جلسة مغلقة طارئة؛ لبحث الوضع في ليبيا، أصدر في ختامها بياناً صحفياً دعا فيه «الجيش الوطني الليبي»، الذي يقوده حفتر إلى وقف هجومه على العاصمة طرابلس، محذّراً من أنّ هذا الهجوم يعرّض الاستقرار في ليبيا للخطر. (وكالات)
مشاركة :