كتب - طوخي دوام: أكد اقتصاديون ومُحللون أهمية تنظيم حملة توعويّة للمستثمرين بإيجابيات تجربة القيمة الاسميّة للسهم، قبل تنفيذ القرار لتعريفهم بالآثار الإيجابيّة المتوقّعة له، وآلية التجزئة وكيف سيكون انعكاسها على بورصة قطر، خاصة أن هناك بعض اللبس عند بعض المستثمرين حول آليّة تطبيق هذا القرار، وحول إن كان هذا القرار سوف يشمل الشركات المقبلة على الاكتتاب في البورصة، وكيفية التعامل مع كسور الأسهم عند التجزئة. وقال الخبراء إن السوق أصبح مستعداً لتطبيق آلية تجزئة الأسهم، خاصة بعد موافقة الجمعيات العمومية للشركات على تعديل بعض بنود النظام الأساسي للشركات ليكون سعر السهم ريالاً واحداً بدلاً من 10 ريالات، مشيرين إلى أن تجزئة الأسهم خطوة مهمّة تدعم السوق، وتعزّز من تدفّق الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتوسّع من قاعدة المساهمين، وسيكون لها أثر بالغ في انتعاش السوق. وتوقع الخبراء أن يشهد السوق القطري دخول منتجات وإدراجات جديدة خلال النصف الثاني من العام الحالي، خاصة بعد إعلان هيئة قطر للأسواق الماليّة عن تطبيق آليّة تجزئة الأسهم خلال شهر يونيو المُقبل، مشيرين إلى أن بورصة قطر أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت آخر لاستقبال إدراجات ومنتجات جديدة وذلك من خلال الارتفاعات التي شهدها السوق الفترة الماضية، وذلك بفضل الوضع المتميّز للاقتصاد القطري الذي يعدّ من أقوى الاقتصادات العالميّة. سوق الإصدارات أفاد الخبراء بأن تجزئة الأسهم تسهم في تشجيع سوق الإصدار الأولي للأوراق المالية وتحقيق التنوّع فيها بما يتلاءم مع خبرة وقدرة المستثمر في السوق من خلال خفض الحد الأدنى للقيمة الاسميّة للأسهم لتكون ريالاً بدلاً من 10 ريالات. وأشاروا إلى أن تخفيض القيمة الاسميّة للأسهم سيكون في صالح السوق بصفة عامة وصغار المستثمرين بصورة خاصّة، ويساهم في تنشيط حركة التداول ويرفع من حجم السيولة بالسوق، ويعزّز ثقة المستثمرين في الأجواء الإيجابية للاستثمار المباشر في بورصة قطر التي باتت سوقاً ماليّة متقدمة تتوفّر فيها كل مقوّمات النجاح والاستدامة. وقال الخبراء: إن خفض وتجزئة القيمة الاسميّة للأسهم سوف يمكن المستثمرين، وخاصة الصغار منهم، من شراء الأسهم القيادية أو التي تعتبر أسعارها عالية، وسيعزّز من تدفق الاستثمارات الخارجية والداخلية نحو السوق ويعمل على تعميقها، وسيفتح الباب أمام دخول شرائح جديدة من مستثمرين محليين وأجانب. ولفتوا إلى أن تطبيق هذا المقترح من شأنه أيضاً أن يسهم في تسريع وتيسير الطرح العام الأولي للأسهم بالبورصة. تطوير السوق وأشاد الخبراء بجهود هيئة قطر للأسواق المالية، وإدارة البورصة والجهات المعنيّة الأخرى من خلال العمل وفق استراتيجية مدروسة لتطوير السوق القطري وتعزيز مكانته عالمياً، وكانت هيئة قطر للأسواق المالية قد أعلنت في شهر أكتوبر من العام الماضي عن نجاح الاختبارات الخاصة بتجزئة الأسهم في بورصة قطر. ونوّه الخبراء إلى أن تجزئة الأسهم تتطلب تكاتف العديد من الجهات في الدولة لتعديل التشريعات الخاصّة بالشركات، من 10 ريالات للسهم إلى ريال واحد، مشيرين إلى أن هناك الكثير من الإيجابيات بهذا القرار، إلا أنهم أكدوا أهمية عقد ندوات توعويّة للمستثمرين، لتعريفهم بآليّة تجزئة الأسهم، وكيفية الاستفادة منها. وأشاروا إلى أن تجزئة الأسهم سوف تشجع صغار المستثمرين وتنشر حالة من الثقة والطمأنينة لديهم، كما أن تجزئة الأسهم سيكون لها رد فعل إيجابي على أداء السوق والإسراع في عمليات التداول حتى يدرك المستثمر أن هناك سوقاً قوياً وقادراً على أن يشتري مثل هذا السهم وبالتالي فإن التغير السعري سيكون له تأثير قوي على السهم ذي القيمة الصغيرة أفضل من السهم الذي تكون قيمته كبيرة. الرئيس التنفيذي لبورصة قطر : نتائج إيجابية لتجزئة الأسهم إنعاش التداولات وتمكين صغار المستثمرين حملات توعية اعتباراً من أبريل الجاري إدراج شركات ومنتجات جديدة خلال 2019 قال السيد راشد المنصوري الرئيس التنفيذي لبورصة قطر ان تجزئة الاسهم سيتم تطبيقه في بداية النصف الثاني من العام الحالي، وذلك بعد موافقة الجمعيات العمومية للشركات على ذلك، مشيرًا إلى أن إدارة البورصة سوف تعقد عدد من الحملات التوعوية على تجزئة الاسهم بداية من منتصف أبريل الحالي، وذلك قبل تنفيذ القرار لتعريفهم بالآثار الإيجابية المتوقعة له، وآلية التجزئة وكيف سيكون انعكاسها على بورصة قطر. وأشار إلى أن الهدف من إطلاق الحملة للتوعية بأهمية تجزئة القيمة الاسمية للشركات المدرجة إلى ريال واحد والعمل على تحفيز الاستثمار في البورصة، توفير كافة المعلومات للمستثمرين عن تجزئة الأسهم والإجابة على استفساراتهم، حيث تستهدف البورصة جميع فئات المستثمرين بالإضافة إلى المستثمرين الأجانب، وذلك لاستقطاب مستثمرين جدد إلى البورصة القطرية. ونوه المنصوري إلى أن البورصة القطرية تسعى دائمًا إلى تطوير أدائها وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية وتوسيع قاعدة مستثمريها. وقال المنصوري في تصريح لـ [ الاقتصادية: إن تجزئة الأسهم سيكون لها تأثير إيجابي على أداء البورصة ويسهم في تنشيط التداولات،، مشيرًا إلى أن هذه الآلية سوف تمكن صغار المستثمرين من شراء الأسهم ذات الأسعار المرتفعة بالنسبة لهم. مشيرًا إلى أن الشركات المدرجة تعمل حاليًا من خلال جمعياتها العمومية على توفيق أوضاعها بما يتفق والشرط الجديد للإدراج قبل نهاية شهر أبريل من العام 2019. وتوقع الرئيس التنفيذي لبورصة قطر أن يتم إدراج شركات ومنتجات جديدة في البورصة خلال العام الحالي، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من الشركات تقدمت بالفعل للأدراج في البورصة، وهي تحت الإجراء حاليًا، ولكن لم يتم تحيد موعد نهائي للإدراج، وتوقع أن تشهد البورصة العام الحالي عدة إدرجات سواء صناديق استثمارية أو شركات. المصطلحات المرتبطة بالتجزئة القيمة الاسمية للسهم: وهى القيمة التي يصدر بها سهم الشركة عند التأسيس، ويشكل مجموع القيم الاسميّة لأسهم الشركة الإجمالية قيمة رأس مال الشركة المصدر. القيمة الدفترية للسهم: وهي نصيب السهم الواحد في حقوق المساهمين (حقوق الملكية) أو صافى الأصول، وتحتسب من خلال قسمة إجمالى حقوق الملكية (حقوق المساهمين) على عدد الأسهم المصدرة والقائمة وتتمثل حقوق الملكية (حقوق المساهمين) في نصيب المساهمين في الأصول المملوكة والمستثمرة بالشركة. وهي بهذا تعبّر عن الفرق بين إجمالي القيمة الدفترية للأصول المستثمرة وإجمالي الالتزامات التي تستحق على الشركة للدائنين على اختلاف أنواعهم. القيمة السوقية للسهم: وهي آخر سعر إقفال مسجل للتداول على السهم بالبورصة أي هو متوسط أسعار كل الصفقات التي تمت على السهم خلال جلسة التداول ويتم حسابه على أساس أسعار التداول مرجحة بالكميات المنفذة، وهي تتحدد نتيجة للصفقات التي تعقد على أسهم الشركة بيعاً وشراءً. سعر تداول السهم اليومي: هو عبارة عن المدى السعري الذي تم التنفيذ به لعمليات التداول خلال الجلسة. ربحية السهم: هو نصيب السهم الواحد في صافى الربح القابل للتوزيع، وتحتسب من خلال قسمة صافي الربح القابل للتوزيع على عدد الأسهم المصدرة. سيولة السهم: هو عبارة عن إمكانية تحويل السهم إلى نقدية بسرعة وبأقل تكلفة وبسعر يقارب آخر سعر للتداول، وتؤدّي السيولة إلى توفير فرص أوسع للشراء والبيع مما يزيد من جاذبيته الاستثمارية وتعمل السيولة على انتظام الأسعار أي استقرار الأسعار في السوق حيث تؤدي إلى انخفاض التقلبات الحادّة في السعر ومن ثم انخفاض حدة التذبذب فيه وهو ما يعبّر عنه بعمق السوق. صغار المستثمرين الأكثر استفادة.. أبو حليقة: تجزئة الأسهم نقلة نوعية للبورصة أكد المستثمر يوسف أبو حليقة، أن تجزئة الأسهم وطرح أدوات ومنتجات استثمارية جديدة أمام المستثمرين يسهم في تنشيط التداولات وزيادة شهية الاستثمار داخل السوق المالي في ظل التنافس الواضح بين أسواق المنطقة لجذب الاستثمارات الأجنبية، مشيراً إلى أن أحجام التداولات في السوق لا تتناسب مع ثاني أكبر أسواق المنطقة، ولا تتواكب مع ما وصلت إليه البورصة من مكانة على المستوى العالمي. وقال أبو حليقة إن تجزئة القيمة الاسمية للأسهم تعتبر نقلة نوعية للبورصة وتعزز مكانتها عالمياً، وتمنحها دفعة كبرى للأمام، وسيكون لها دور قوي على السوق وتزيد من السيولة في السوق وتعطي رغبة قوية لدى المستثمر بالشراء في هذه الأسهم خاصة من جانب صغار المستثمرين، لافتاً إلى أن شريحة صغار المستثمرين تعد الفئة الأكثر استهدافاً من هذا القرار الذي يقضي على استئثار شريحة المستثمرين ذوي الملاءة المالية الكبرى للاستثمار بالأسهم الثقيلة ذات القيمة المرتفعة حيث تعزز التجزئة من جاذبية الأسهم لصغار المستثمرين لتصبح الأسهم في متناول أحجام محافظهم الماليّة، الأمر الذي يزيد من شهيّة الإقبال عليها ويرفع معدّلات المضاربة ودوران الأسهم. وأضاف: إن خفض قيمة السهم الاسمية إلى ريال واحد بدلاً من أسعارها السابقة بـ 10 ريالات، سيؤدي إلى جاذبية الأسهم في المرحلة المقبلة نظراً لتداول كميات كبيرة منها ودخول مستثمرين جدد بأعداد كبيرة في السوق، كما أن تنفيذ قرار تجزئة الأسهم سيعمل على إنهاء الاحتكارات في السوق ويوسعه ويزيد من عمقه ويجعله أكثر مرونة في مواجهة الأزمات. وأكد ابو حليقة أن اقتراب موعد الإعلان عن نتائج الربع الأول للشركات المساهمة العامة، يسهم في تحفيز السوق نحو مزيد من التداولات، في ظل التوقعات المتباينة حول مستوى التداولات، وما تحركه من نشاط على مستوى التداول، من المستثمرين الذين يعتبرون أن هناك فرصة مواتية لشراء الأسهم بأسعار مغرية. توقع ارتفاع قوي للمؤشر ..الهيدوس: زيادة سيولة السوق خلال الفترة المقبلة توقع المستثمر والمحلل المالي عبد الرحمن الهيدوس أن يكون لعمليات تجزئة الأسهم دور قوي ومؤثر في زيادة سيولة السوق، وانتعاش التداولات في السوق، وتحفز على شراء الأسهم خاصة من جانب صغار المستثمرين الذين يدركون أن هناك سوقاً قوياً وقادراً على توفير كافة البدائل الاستثمارية، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه العملية هو زيادة عدد الأسهم المتداولة لتصبح في متناول عدد أكبر من المساهمين، فضلاً عن تخفيض سعر السهم، ليصبح أكثر جاذبية للمستثمرين، وبالتالي زيادة الطلب على أسهم الشركة. كما توقع الهيدوس أن يرتفع مؤشر السوق خلال الجلسة المقبلة وذلك بالتزامن مع الإعلان عن قرب تطبيق قرار تجزئة الأسهم، مشيرًا إلى أن البورصة تهدف إلى جذب المستثمرين بتخفيض القيمة الاسمية للأسهم، حيث سيزيد الطلب على الأسهم بما يتجاوز ضعف الطلب الحالي، مضيفًا إنه يعمل أيضا على إنعاش السوق من خلال زيادة كمية تداول الأسهم بيعا وشراءً حيث إن الطلب على الوحدات الصغيرة يكون دائمًا أعلى من الطلب على الوحدات الكبيرة، كما تسهم تجزئة الأسهم في زيادة الأسهم المتاحة للتداول أمام المستثمرين. ونوه إلى أن تجزئة القيمة الاسمية للسهم ليس له تأثير على عائد السهم أو أرباحه، مشيراً إلى أن التأثير الإيجابي لهذا القرار ليس له علاقة بالجانب الأساسي الخاص بالسهم بل بالجانب النفسي، ما يجعله عاملاً محفزًا لصغار المستثمرين من خارج السوق لدخول السوق وبالتالي ارتفاع النشاط على صعيد كميات التداول وقيمه.
مشاركة :