المتطرفون يصورون للشباب أن قتل الناس طريقهم لدخول الجنةالجهل يحول الأطفال إلى إرهابيين محتملينالإرهابيون يستغلون الجهل في نشر الأفكار البعيدة عن تعاليم الأديانالأديـــان السماويـــة بريئــة مـن الإرهــاب.. والتطـرف مـن صنع البشـرالجماعـــات المتطــرفــة تركّــــز جهــودهــا على أمـاكـن انتشار الأمية كتب -نشأت أمين: أكّد عددٌ من البرلمانيين على خطورة الجهل والبطالة في نشر التطرّف والإرهاب في المُجتمعات، لافتين إلى أنَّ التنظيمات والجماعات المتطرّفة تستخدم مثل هذه الآفات مطية لبثّ سمومها بين الناس، وأنه في الوقت الذي تسعى فيها الحكومات إلى تحصين شعوبها بالتعليم فإن الجماعات المُتطرّفة تسعى لاستثمار الجهل في نشر الإرهاب والأفكار البعيدة عن تعاليم الأديان. وقال البرلمانيون الذين تحدثوا لـ الراية على هامش مشاركتهم في اجتماع الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي أمس إن الجماعات المُتطرّفة تركّز جهودها نحو الأماكن التي ترتفع فيها نسبة الأمية وتنخفض فيها مُستويات التعليم بهدف تمرير أفكارهم بسهولة، لافتين إلى أن تلك الأوساط تعتبر بيئات خصبة لنشر أي أفكار أو معتقدات مهما كانت درجة غلوّها وتصادمها مع صحيح الدين. و لفت هؤلاء إلى أن هذه الجماعات نجحت في أن تصوّر للشباب أن قتل الناس طريقهم لدخول الجنة، مع أن القرآن الكريم والسنة النبوية يؤكدان أن قتل النفس من الكبائر، وأنه السبيل إلى دخول جهنّم وبئس المصير. وشدّدوا على أن الأديان السماوية بريئة تماماً من الإرهاب، وما يحدث من عمليات إرهابية هي سلوكيات من صنع البشر، لأن الأديان رسالات سماوية لا تدعو للإرهاب على الإطلاق، داعين إلى ضرورة إبعاد الأطفال عن دوامة الجهل والبطالة حتى لا يسقطوا في مُستنقع التطرّف، ويصبحوا إرهابيين مُحتملين. محمد سعدان: التعليم يحارب الأفكار الظلامية أوضح محمد سعدان رئيس الوفد التونسي أن الأديب العالمي فيكتور هيجو قال « لو فتحت باب مدرسة فقد أغلقت باباً للسجن «، مضيفاً من هذا المنطلق يأتي دور التعليم في مكافحة الأفكار الظلامية والمتطرّفة، وقد كانت تونس مُدركة لأهمية التعليم منذ عام 1956 أيام الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة وهو الذي ساهم في وصول تونس إلى ما وصلت إليه حالياً من تطوّر رغم فقر مواردها الطبيعية، وأضاف: العديد من الدول الأخرى التي لم تسعَ للاستثمار في التعليم كان مصيرها التخلّف وانتشار النزاعات حتى في ظلّ ثورة ما يسمّى بالربيع العربي، فقد استطاعت تونس أن تحافظ على وحدتها وتماسكها على النقيض مما حدث في دول عربية أخرى والتي عانت ولا تزال من الإرهاب والتطرّف. وأكّد أنه في الوقت الذي تسعى فيها الدول إلى تحصين شعوبها بالتعليم، فإنّ الجماعات المُتطرّفة في المُقابل تسعى لاستثمار الجهل لنشر الإرهاب والأفكار الشاذة البعيدة عن وسطية الدين الإسلامي الحنيف. وقال إن تلك الجماعات تتوجّه في الغالب نحو الأماكن التي ترتفع فيها نسبة الأمية وتنخفض فيها مُستويات التعليم لتمرير أفكارهم بسهولة في تلك الأوساط التي تُعتبر بيئات خصبة لنشر أي أفكار أو مُعتقدات مهما كانت درجة غلوّها وتصادمها مع صحيح الدين، لدرجة أنهم يصوّرون للشباب قتل الناس على أنه طريقهم لدخول الجنة، مع أن القرآن الكريم والسنة النبوية يؤكّدان أن قتلَ النفس من الكبائر، وأنه السبيل إلى جهنّم وبئس المصير. ريتشارد ميسويا: من الخطأ ربط الإرهاب بالدين الإسلامي قال ريتشارد ميسويا النائب ببرلمان دولة ملاوي: الجهل يمثل أرضيّة خصبة لنشر الإرهاب والتطرّف في كافة المُجتمعات وعندما يغيب التعليم فإن الباب سيكون مفتوحاً على مصراعيه أمام استفحال خطر التطرف والإرهاب وأن يتحول إلى أفعال تهدّد حياة البشر. وأضاف: عندما ينتشر التعليم يكون الناس أكثر قدرة على الحوار وتحكيم العقل في كافة شؤون الحياة، وبالتالي الحيلولة دون نشوب النزاعات والحروب التي تدمّر المجتمعات وتزعزع الاستقرار فيها. وأوضح أن الأديان السماوية بريئة تماماً من الإرهاب، وأي عمليات إرهابية تحدث فهي من سلوكيات البشر، لأن الأديان رسالات سماوية لا تدعو للإرهاب على الإطلاق، ولذلك فمن الخطأ ربط الإرهاب باسم الدين الإسلامي فيما يعرف بالإسلامو فوبيا وحتى ربطه بأي دين آخر. د. بيانكا جلفار: الجهل أخطر تحدٍ يواجه المجتمعات قالت د. بيانكا جلفار النائبة في البرلمان الرومانيّ: الشعب المُتعلم والمُثقّف شرط تقدّم وتنمية أي مُجتمع، أما الأشخاص والشعوب غير المُتعلمين فمن السهل جداً استقطابهم نحو أيّ طرق بخلاف الطريق الصحيح، وفي مقدمة ذلك طريق التطرف وممارسة الإرهاب. وأضافت: التعليم يجب أن يكون شاملاً، وفي جميع المجالات، وليس في مجال معين، وأن يكون هناك مُناخ يسمح بالتعددية الثقافية واستيعاب الآخر، وعندما يكون الإنسان مُثقفاً ومُستوعباً لأصحاب الثقافات الأخرى، فإن هذا من شأنه أن يُساهم في تبادل الخبرات والمعارف بين مُختلف المُجتمعات، وأكدت أنّ الجهل هو أخطر تحدٍ يواجه كافة المُجتمعات، لأنه البيئة الخصبة والمطية التي تتخذها الجماعات الإرهابية وسيلة لنشر أفكارها الهدامة، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، سبق أن قال: هل تعتقدون أن التعليم يكلفكم كثيراً؟ ..انتظروا حتى تعلموا كم يكلفكم الجهل؟. وأوضحت أن ما حدث في سوريا من تشريد للآلاف من النساء والأطفال هو أمر محزن للغاية وهو مأساة وتراجيديا مؤلمة ونحن بحاجة إلى سنوات وسنوات حتى نستطيع مُعالجة تلك التداعيات، وقالت إنه ينبغي على جميع أصحاب الضمائر في كافة البرلمانات والمجتمعات في شتى أنحاء العالم أن يعملوا على مساعدة هذه الأعداد الضخمة من أطفال سوريا ليجدوا طريقهم للعودة إلى مقاعد التعليم مرة أخرى وأن يُدركوا أنهم إن لم يفعلوا ذلك فإن هؤلاء الأطفال سيكونون إرهابيين مُحتملين، قد يهدّدون حياتهم في المُستقبل القريب. د. محمد جمالي: داعش دمّر الآثار والحضارة السورية قال د. محمد جواد جمالي رئيس الوفد البرلماني الإيراني المُشارك في اجتماع الجمعيّة العامة للاتحاد البرلمانيّ الدوليّ إنّ الجماعات الإرهابية وعلى وجه الخصوص تنظيم داعش يسعى لاستغلال الأطفال المحرومين من التعليم للانضمام إليه وتبنّي أفكاره، مُضيفاً إن التنظيم الإرهابيّ بدلاً من أن يقوم بتزويد الأطفال السوريين بالكتب والأقلام فإنه يزوّدهم بالبنادق والقنابل وبدلاً من أن يقوم بتعليمهم القراءة والكتابة فإنه يعلمهم كيفية قطع الرؤوس وتفجير أنفسهم بين الناس. وأضاف: لقد رأينا أيضاً كيف تمّ تدمير الآثار والحضارة السوريّة العريقة بسبب تصرّفات هذه الجماعات الإرهابية المُتطرّفة التي لا تعرف سوى تلك اللغة البغيضة في التّحاور مع المُخالفين لوجهات نظرها، وهي جماعات تحارب تعليم النساء مثلما حدث في سوريا، وكذلك في أفغانستان بصفة خاصة، مُوضحاً أنّ أوضاع الأطفال السوريين تُثير الأسى والألم بالفعل، وهؤلاء الأطفال إن لم يجدوا الرعاية والاهتمام من كافّة الجهات المعنية فإنهم من الممكن أن يتحوّلوا إلى إرهابيين مُحتملين في المُستقبل. بيتر تولستوي: تعليم الأطفال حتى لا يسقطوا في فخّ التطرف قال النائب بيتر تولستوي عضو مجلس الدوما الروسي إنه يجب الاهتمام بتعليم الأطفال منذ الصغر حتى نضمن عدم انزلاقهم في مُستنقعات الإرهاب. وأوضح أن تفشّي الجهل والبطالة هما من أبرز العوامل التي تُساعد على نموّ التطرف والإرهاب، حيث تسعى الجماعات المتطرّفة إلى استغلال جهل الناس فتقوم ببثّ أفكارها ومعتقداتها في نفوسهم وتتعزز تلك الجهود بالبطالة المُنتشرة في بعض المُجتمعات، وعجز الناس عن العثور على فرص عمل، مُؤكّداً أنه من الأهمية بمكان أن نجعل الأطفال بعيدين كل البعد عن دوامة الجهل حتى لا يسقطوا في فخّ التطرّف والإرهاب. وأضاف: أودّ أن أتوجّه بالشكر إلى دولة قطر على التنظيم الجيد لأعمال اجتماع الجمعية العامة للاتحاد البرلمانيّ الدوليّ، وكذلك على تركيزهم على قضية التعليم ودوره في تعزيز السلام ومُكافحة الإرهاب والتطرّف.
مشاركة :