أعلن المنجي الحرباوي، المتحدث باسم «حزب النداء» في تونس، أن المشاركين في المؤتمر الانتخابي الأول الذي تحتضنه مدينة المنستير (وسط شرقي البلاد)، منذ السبت الماضي، قرروا تعويض الهيئة السياسية التي كان يرأسها حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الحالي بمكتب سياسي يضم 32 عضواً، في خطوة تدعم المشاركة السياسية الواسعة وتقطع مع اتهامات سابقة بالانفراد بالرأي.وأكد الحرباوي حصول نقاش مطول ضمن اللائحة السياسية المعروضة على المؤتمرين والخط السياسي للحزب الفائز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لسنة 2014 خاصة في علاقته ببعض الأحزاب الأخرى. وتابع: «لقد تم اعتماد ما طالب به المؤتمرون وهو القطع النهائي مع الأحزاب السياسية التي تتبنى المرجعية الدينية (في إشارة إلى التحالف السياسي مع حركة النهضة)، والتمسك بالخط الوطني الدستوري البورقيبي (نسبة إلى الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة) لحركة نداء تونس».وأقر الحزب استبعاد كل من يستقيل من هياكله السياسية، في محاولة للتصدي لما يعرف في المشهد السياسي التونسي بـ«السياحة الحزبية» وانتقال أعضاء البرلمان من حزب سياسي إلى آخر.وتنتظر الساحة السياسية التونسية تركيبة جديدة وهياكل منتخبة لقيادة الحزب الذي أسسه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي منتصف سنة 2012، ومن بين تلك الهياكل إحداث لجنة مركزية ومجلس وطني ومكتب سياسي جديد. ومن المنتظر الإعلان اليوم (الثلاثاء) عن قائمة أعضاء اللّجنة المركزية التي تضم 217 عضواً وذلك إثر الانتهاء من عملية فرز الأصوات التي تواصلت حتى وقت متقدم ليلاً، علاوة على انتخاب 32 عضواً يمثّلون المكتب السياسي الجديد.وفي السياق ذاته، أعلنت سميرة بلقاضي رئيسة المؤتمر الانتخابي الأول لحزب «النداء» الذي يتزعمه حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي الحالي، أن أشغال المؤتمر ستتواصل إلى غاية الانتهاء من عمليات التصويت على القيادات السياسية لهياكل الحزب. وكان المؤتمر مبرمجاً ليومي السبت والأحد قبل أن تعلن بلقاضي عن تواصله ليومين إضافيين.وأفادت بعرض 34 قائمة انتخابية من كلّ الجهات على المجلس الوطني لـ«النداء»، مؤكدة أن جهات تقدمت بقائمتين أو ثلاث قائمات انتخابية، ما استوجب تشكيل لجنة لمحاولة التوفيق بينها وبالتالي تفادي التشتت والانقسامات السياسية من جديد. وتشتد المنافسة بين القائمة الانتخابية التي تضم حافظ قائد السبسي وناجي جلول، من جهة، والقائمة التي تضم سفيان طوبال وأنس الحطاب، من جهة ثانية، وهما قائمتان توافقيتان رفضهما مشاركون في المؤتمر وطالبوا بـ«انتخابات شفافة ونزيهة».وانطلق المؤتمر السبت الماضي بحضور الرئيس الباجي قائد السبسي الرئيس الشرفي لـ«النداء»، في ظل منافسة بين ثلاث قوائم انتخابية على قيادة الحزب، هي قائمة حافظ قائد السبسي، وقائمة ناجي جلول وزير التربية السابق، وقائمة سلمى اللومي مديرة ديوان رئاسة الجمهورية. ويعمل هذا المؤتمر على إرساء دعائم الاستقرار السياسي داخل حزب «النداء»، وداخل المشهد السياسي التونسي ككل، علاوة على انتخاب قيادات شرعية للمرة الأولى منذ تأسيس الحزب سنة 2012.على صعيد آخر، كشف المجلس الوطني لحزب «المبادرة الدستورية»، وهو حزب مشارك في الائتلاف الحاكم الحالي إلى جانب «حركة النهضة»، عن اتخاذه قراراً بترشيح رئيسه كمال مرجان، وزير الدفاع الوطني في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، لخوض الانتخابات الرئاسية المبرمجة يوم 17 نوفمبر (تشرين الثاني). وكانت «النهضة» قد عبّرت من خلال رئيسها راشد الغنوشي عن إمكانية دعم كمال مرجان في الانتخابات الرئاسية المقبلة في حال لم تقدم الحركة مرشحها الخاص في تلك الانتخابات.
مشاركة :