السالمي: عصرنة الثقافة لا خيار لنا فيها

  • 4/9/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الكاتب والباحث حماد السالمي رئيس النادي الادبي الثقافي بالطائف سابقا وصاحب منتدى السالمي الثقافي، احد الاسماء التي ساهمت في اثراء المشهد الثقافي في المنطقة على وجه الخصوص والمملكة بشكل عام.. التقته «الرياض» في هذا الحوار الذي اكد من خلاله أن الطائف سابقة لغيرها بمراحل في مجال الشعر والادب والفنون، معتد بما انجزه وزملاؤه خلال ترؤسه النادي الادبي من إسهامات كان اهمها دعم الشباب في التأليف والنشر ونقل المناشط الى خارج اسوار النادي بل والى خارج حدود مدينة الطائف. ورأى ان عصرنة الثقافة هي حتمية فرضها الزمن ولا بد من اخذها بالاعتبار.. الطائف حضرية وتجربتي في ناديها ناجحة لماذا غاب المشهد الثقافي الطائفي عن الساحة الثقافية؟ لا أظن أنه غائب بالمطلق. الطائف مدينة ومحافظة منجبة وملهمة للشعر والأدب والفنون، وسابقة لغيرها بمراحل، وهي إضافة إلى ذلك مصدّرة للمنتج الثقافي والفني والرياضي منذ زمن بعيد وما زالت كذلك. كل ما في الأمر؛ أن أبناء الطائف يتفرقون في جهات عدة من حواضر المملكة تبعًا لمصالحهم وواجباتهم الحياتية والوطنية. مساحة الطفل ثقافياً غير كافية والمرأة مكتفية *هل مخرجات الكتاب حاليًا تفي بثقافة المجتمع؟أظن -وكثير من الظن ليس بإثم- أن المعارف الإنسانية المتداولة ورقيًا أصبحت اليوم في مفترق طرق. وأن العالم كله يمر بمرحلة بين مرحلتين: قديم وقادم. فالوسائط الورقية التي منها الكتاب؛ آخذة في الإنزواء تدريجيًا، والوسائط الرقمية تزحف لتأخذ مكانها. هنا نجد أنفسنا في المجتمع السعودي؛ نسير مع كل المجتمعات في هذا الاتجاه. المعلومة "المكبسلة"..المضغوطة.. بالتحديد؛ هي الأسرع في الوصول إلى هذا الجيل، والمسيطرة على الأجيال القادمة. حتى الكتاب الرقمي يبدو وكأنه مُكلف في الوقت، وثقيل على البعض. ثم من الأجدر أن نتساءل هنا: ما حاجة المجتمع الثقافية اليوم وغدًا؛ التي ينبغي أن نفيها حقها..؟ *أين الكاتبة السعودية من المشهد الثقافي؟ -الكاتبة السعودية موجودة وحاضرة في المشهد السعودي، ويزداد حضورها يومًا بعد يوم، خاصة بعد أن أعطيت الكثير من حقوقها لتكون مشاركة ومساهمة في البناء والإنماء. بناء الوطن وإنماء العقول التي تبني الوطن. أنا راض جدًا عن ما ألمسه من حضور نسائي في كافة المناشط الثقافية والأدبية والفنية والرياضية والاجتماعية. *عصرنة الثقافة هل تواكب طموح المتلقي؟  -في العادة؛ فإن المنتج الثقافي هو تلبية لحاجة عند المتلقي في أي مجتمع، وهو صدى لفكر وهموم المتلقي، وما عدا ذلك هو ترف زائد. الكاتب والمؤلف والشاعر والفنان والمثقف؛ هو جزء من وسط اجتماعي يعبر عنه ويعكس ثقافته. وبما أن العالم كله أصبح عبارة عن قرية تفتح نوافذها على بعضها؛ فإن العصرنة الثقافية والمعرفية لا تختص فقط بالكاتب والمثقف، وإنما تشمل حتى المتلقين الذين هم اليوم في صلب التعاطي مع كل منتج ثقافي ومعرفي جديد. *أين الطفل السعودي من الثقافة والأدب؟ -من حقك أن تسأل مثل هذا السؤال. وأنا أقول بأن المساحة المتاحة للطفل في مجتمعنا غير كافية. هناك فرصة لطرح الأمر على جهات مثل التعليم والإعلام والثقافة وغيرها. وهناك ما يدعو إلى البحث عن الطاقات الإبداعية من أطفالنا وشبابنا في المدارس والدور، وتشجيعها وإبرازها، لتظهر وترى النور. المواهب الأدبية والشعرية والفنية والرياضية تبدأ من الصفوف الدراسية الأولى. لكي تنمو وتؤتي أكلها؛ لا بد من اكتشافها ومعرفتها، ومن ثم متابعتها وتنميتها إلى النهاية. *تجربة حمّاد السالمي بنادي الطائف الثقافي الأدبي بماذا تقيسها؟ -هذا سؤال يوجه للآخر الذي عرف النادي في تلك الفترة، وتقاطع مع فعالياته ومناشطه. كانت التجربة مفيدة جدًا لي وبشكل شخصي، استهدفنا وقتها الخروج بفعالياتنا ومناشطنا إلى خارج أسوار النادي، ووصلنا إلى محافظات ومراكز كثيرة في:تربة والخرمة ورنية وبني سعد وميسان بالحارث وثقيف وبني مالك. وكنا نخطط أن نصل إلى: عشيرة والمحاني وأم الدوم، وخلافها. هذا جانب.  الجانب الآخر: ركزنا على تشجيع المنتج الشبابي لأبناء وبنات الطائف، فمن بين (52 كتابًا) أصدرناها في عام ونصف؛ كان للشباب الذي ينشر لأول مرة نصيب جيد. وكان مجلس الإدارة وقتها حريص على توفير أرض وبناء مقر للنادي، وحصلنا على وعد بتوفير 10000 مترًا مربعاً. تعهد بها أمين المحافظة أمام الملأ في الحفل الذي أقمناه في فندق ماريوت الهدا لتكريم أعضاء مجالس الإدارة منذ عام 1395هـ حتى يومنا ذاك. وكنا دشنا في الحفل إصدار 16 كتابًا جديدًا من بين الكتب التي طبعها النادي ونشرها في تلك الفترة. وتبنى النادي وقتها؛ إعداد ونشر موسوعة شاملة للطائف، وبدأنا بنشر الجزء الأول منها؛ الذي تناول أعلام الطائف عبر تاريخها في مجلدين. هذا وغيره كثير مما أعتبره تجربة ثرية لي ولزملائي أعضاء مجلس الإدارة. *أعضاء وعضوات الثقافة والأدب الطائفي؛ هل خدموا ثقافة الطائف وآدابها؟  -بدون شك. كانت الطائف سباقة في هذا الميدان، وكان أبناؤها وبناتها في مقدمة شعراء وأدباء ومثقفي المملكة، الذين أسهموا في المشهد الثقافي بعمومه. كان لهم ناديهم، وكانت لهم جمعيتهم الثقافية. وكان لهم حضور لافت في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء. وإذا استعرضت قوائم شعراء المملكة وقاصيها وكتّابها وصحافييها وإعلامييها؛ فستجد الكثرة من الطائف. الطائف مدينة حضرية وحضارية منذ آلاف السنين، فهي ليست جديدة ولا طارئة، ولكنها ثابتة وضاربة بجذورها الثقافية في تاريخ البشرية جمعاء.

مشاركة :