شنت طائرة عسكرية غارة على مطار معيتيقة، الوحيد الذي يعمل في طرابلس، والواقع في الضاحية الشرقية لطرابلس، بينما احتدم القتال في العاصمة الليبية في وقت ارتفع فيه عدد القتلى إلى 48 شخصاً، فيما أعلنت الأمم المتحدة نزوح نحو 2800 شخص من طرابلس جراء الاشتباكات ووجود المئات محاصرين في العاصمة. وقال مصدر أمني في المطار لوكالة فرانس برس إن الغارة استهدفت مدرجاً، من دون أن تؤدي إلى وقوع ضحايا. وقال مسؤول أمني بمطار معيتيقة إن السلطات أغلقت المطار بعد ضربة جوية. وقال مراسل لرويترز بالمطار إنه يمكن رؤية الركاب وهم يغادرون المطار. لكن عائشة البصير، مديرة المكتب الإعلامي بوزارة المواصلات التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، نفت التقارير التي تحدثت عن تعرض مطار معيتيقة الدولي للقصف الجوي، قائلة إن القصف استهدف محيط المطار وليس المطار نفسه. وأضافت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أنه تم إخلاء المطار من المسافرين حرصاً على سلامتهم، ومن المتوقع تحويل الرحلات لمطار مصراتة. وأكد شهود عيان من منطقة سوق الجمعة بطرابلس أن مقاتلات حربية قصفت مطار معيتيقة. وأضافوا أن المضادات الأرضية ردت على المقاتلات وتصاعدت أعمدة دخان من المطار. وأفادت وسائل إعلام ليبية بتعليق الرحلات الجوية من وإلى المطار، وإخلائه من الركاب، بعد تعرضه للقصف. وذكر شهود عيان في طرابلس أن الطائرات التابعة لقوات الجيش الليبي نفذت ضربات جوية على الجزء الجنوبي لطرابلس. وكشفت مصادر عسكرية ليبية لـ«الاتحاد» أن قوات الجيش تسعى للتقدم نحو معسكر النقلية في مطار طرابلس الدولي وبعدها السيطرة على محور صلاح الدين، مشيرة إلى نجاح قوات الجيش في السيطرة على مناطق قصر بن غشير وكوبري وادي الربيع وشركة النهر الصناعي ومثلث القيو والزهراء وعين زارة ومعسكر اليرموك. وذكرت المصادر أن قوات الجيش الليبي تتطلع للوصول إلى ساحل طرابلس للدخول إلى مركز المدينة، موضحة أن القوات تتحرك ببطء حرصاً على المدنيين. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس ارتفاع عدد القتلى في المعارك إلى 32 شخصاً وإصابة 80 آخرين. وبحسب المتحدث باسم الوزارة فإن عدد القتلى يضم مقاتلين وأيضاً مدنيين بينهم أسرة قتل كل أفرادها، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الليبي عن مقتل اثنين من عناصره خلال معارك اليومين الماضيين ليبلغ عدد القتلى في صفوفه 16 عسكرياً وإصابة 60 آخرين منذ بدء معركة طرابلس. من جانبه، قال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، لـ«الاتحاد» إن قوات الجيش تتقدم على سبعة محاور في جنوب وغرب طرابلس، مشيراً إلى دعم القوات الجوية للوحدات المقاتلة لفتح مسالك للهجوم ضد المليشيات الإرهابية. وقال المسماري لـ«الاتحاد» إن العمليات العسكرية تسير بشكل ممتاز في يومها الخامس مع بدء انخراط القوات الجوية لاستهداف مواقع الإرهابيين. وأوضح المسماري أن «معركة تحرير طرابلس ليست منفصلة كما يروج البعض، ولكنها تأتي استمراراً للحرب الشاملة الذي يخوضها الجيش الوطني ضد الإرهاب في ليبيا»، موضحاً أن الجيش يحارب تنظيم «القاعدة» الإرهابي وأجنحته كتنظيم «أنصار الشريعة» و«المقاتلة» و«ليبيا الإسلام»، وكذلك جماعة «الإخوان» الإرهابية وقوة «دروع ليبيا» التابعة لها. وطالب المسماري الليبيين بعدم الانصات والانصياع خلف حملة التشويه الإعلامي التي يتم ممارستها ضد الجيش، لافتاً إلى أن الجماعات الإرهابية بدأت تشعر بما لا يدع مجالاً لأي شك أنهم خسروا على الأرض ولذلك تم اللجوء للفبركات الإعلامية على منصات التواصل الاجتماعي والقنوات الموجهة. بدورها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن أكثر من 2800 شخص نزحوا من مناطق الاشتباكات من طرابلس ومحيطها، مما أدى إلى عرقلة وصول خدمات الطوارئ إلى الضحايا والمدنيين، وإلحاق أضرار بخطوط التيار الكهربائي. ودعت ماريا فالي ريبيرو، كافة الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتهم وفق القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي لتأمين كافة المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمرافق العامة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من الصراع من دون عراقيل. وواصلت الأمم المتحدة الدعوة إلى هدنة إنسانية مؤقتة للسماح بتقدم خدمات الطوارئ وخروج المدنيين، بمن فيهم الجرحى من مناطق الصراع. وبحسب تقرير المفوضية السامية، فإن «غالبية النازحين انتقلوا إلى مساكن أقاربهم في مناطق آمنة، بينما يُستضاف البعض الآخر في ملجأ بتاجوراء»، وهي مدينة ساحلية في ضاحية طرابلس. وإضافة إلى ذلك، تريد المفوضية التي تقول إنها متواجدة على الأرض «ضمان سلامة اللاجئين المحتجزين في مناطق الاشتباكات، بما في ذلك دعوة السلطات إلى السماح بنقل الفئات الأكثر ضعفاً إلى مركز التجمع والمغادرة». وأشارت إلى أن «ما يعقد هذا الأمر هو صعوبة الحركة بسبب الوضع الأمني الراهن». وقالت المفوضية إنها «قلقة بشأن سلامة الآلاف من اللاجئين والمهاجرين الذين يقبعون في مراكز الإيواء في مناطق تجري فيها الاشتباكات وتبادل النيران». وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على «تويتر» إنها ما زالت تواصل عملها من طرابلس على الرغم من احتدام الاشتباكات جنوبي العاصمة. وأضافت أن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة التقى بفايز السراج رئيس وزراء حكومة طرابلس في مكتبه في العاصمة وناقش معه سبل المساعدة التي يمكن أن تقدمها الأمم المتحدة وبعثتها «التي ما زالت تواصل عملها من طرابلس خلال هذه المرحلة الصعبة والحرجة».
مشاركة :