ستكون مسابقة دوري أبطال أوروبا اليوم على موعد مع أمسية إنجليزية بامتياز، حين يحل مانشستر سيتي بطل الدوري ضيفاً على توتنهام في ملعبه الجديد، فيما يواجه ليفربول المتصدر الحالي لـ«البريميرليج» مع ضيفه بورتو البرتغالي، وذلك في ذهاب الدور ربع النهائي. وسيكون سيتي الذي ينافس على أربع جبهات (حسم واحدة حتى الآن بإحرازه كأس الرابطة)، أول ضيف «قاري» على ملعب «توتنهام هوتسبر ستاديوم»، في أول لقاء بين الغريمين المحليين على الساحة الأوروبية، وهو يقاتل من أجل الفوز بكل الألقاب، لكن تبقى بطولة أوروبا هي الحلم الكبير للفريق وجمهوره. وشاءت الصدف أن يصطدم سيتي، الذي يتخلف بفارق نقطتين عن ليفربول المتصدر في الدوري بعد 33 جولة، لكنه يملك مباراة مؤجلة، في الدور ربع النهائي بفريق إنجليزي للموسم الثاني توالياً. لكن فريق المدرب الإسباني جوسيب جوارديولا يأمل في أن يخرج منتصراً هذه المرة، بعدما انتهى مشواره العام الماضي على يد ليفربول. وخلافاً لتوتنهام الذي خرج خالي الوفاض من مختلف المسابقات المحلية الثلاث، ما زالت الفرصة قائمة أمام سيتي لتحقيق رباعية تاريخية، كونه بلغ أيضاً نهائي مسابقة كأس إنجلترا بفوزه على برايتون 1-صفر. لكن جوارديولا رفض المبالغة في التفاؤل لدى سؤاله عن إمكانية إحراز الرباعية بالقول: «رأيي هو أن أحداً لم يحقق ذلك من قبل، والسؤال لماذا سنكون نحن من ينجز ذلك؟ من شبه المستحيل الفوز بكل شيء، هذه هي الحقيقة». وأردف: «من الرائع أن نصل إلى ما وصلنا إليه حتى الآن»، متطرقاً إلى الأداء المتواضع الذي قدمه فريقه أمام برايتون بالقول: «هل تصدقون بأننا سنلعب 60 مباراة، وسنقدم أداء رائعاً في كل مباراة؟ لا يوجد فريق يمكنه فعل هذا الأمر. السير أليكس فيرجوسون مدرب مانشستر يونايتد السابق، حقق الثلاثية ولم تكن كل مباراة رائعة، الأمور لا تسير بهذه الطريقة». وشهدت مباراة برايتون عودة الفرنسي بنجامان مندي إلى التشكيلة الأساسية لسيتي للمرة الأولى منذ يناير الماضي، بينما غاب الهداف الأرجنتيني سيرخيو أجويرو للمباراة الثانية على التوالي، لكنه يرجح أن يكون جاهزاً للقاء اليوم، الذي سيشكل مواجهة مميزة مع هداف توتنهام هاري كاين الذي يتخلف عن «كون» أجويرو بهدفين فقط في صراعهما على لقب هداف الدوري. وأشار جوارديولا إلى أن «حالة سيرخيو أجويرو أفضل بكثير، لم يتدرب بعد لكننا سنرى ما هي الحال بالنسبة لمباراة اليوم أو مباراة كريستال بالاس» الأحد المقبل في الدوري. وبعد مباراة برايتون في ملعب «ويمبلي»، بقي سيتي في لندن للتحضير لمباراة توتنهام، حيث يأمل جوارديولا أن يحقق فريقه فوزه الـ23 في مبارياته الـ24 الأخيرة. ويعول سيتي على سجله في مواجهاته الأخيرة مع رجال المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، إذ خرج منتصراً من المباريات الثلاث الأخيرة، علماً أن الأخيرتين كانتا بين جماهير «سبيرز» على ملعب ويمبلي، الذي استخدمه الفريق بشكل موقت لحين انتهاء أعمال ملعبه الجديد. وشاءت الصدف أن يكون توتنهام محطة حاسمة في مشوار سيتي هذا الموسم، إذ بعد أن يلتقيه في إياب ربع النهائي في 17 الشهر الحالي، سيبقى رجال بوكيتينو في مانشستر للقاء الـ«سيتيزينس» في ملعبهم في 20 منه، ضمن المرحلة الـ35 من الدوري . وعلى بعد حوالي 300 كلم إلى الشمال من لندن، يتجدد الموعد بين ليفربول وضيفه بورتو، اللذين تواجها في الدور ثمن النهائي الموسم الماضي، وخرج «الحمر» منتصرين ذهاباً في البرتغال بخماسية نظيفة قبل التعادل سلباً في أنفيلد إياباً. ولعب النجم السنغالي المتألق ساديو مانيه الدور الأساسي في تأهل ليفربول على حساب بورتو المتواجد في ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2014-2015 والثانية فقط منذ 2008-2009، وذلك بتسجيله ثلاثية في لقاء الذهاب الموسم الماضي. وتطرق السنغالي إلى تلك الأمسية في حديث لموقع الاتحاد الأوروبي للعبة، قائلاً: «كانت لحظة رائعة، إحدى أعظم الأمسيات في مسيرتي كلاعب. اللعب في دوري الأبطال إحساس مذهل، بالتالي تسجيل ثلاثية ارتدى أهمية كبرى بالنسبة لي. كنت مغتبطاً حقاً وسعيداً للفريق أيضاً». وتطرق إلى لقاء اليوم: «لدينا ذكريات جميلة من الفوز عليهم بفارق كبير. ذلك كان العام الماضي، سيكونون متحفزين أكثر، هذا أمر طبيعي. ستكون أكبر خطيئة نرتكبها أن نعتمد على ما تحقق الموسم الماضي. العام الماضي من الماضي، وبالتالي سنحاول أن ننسى ما حصل». ويعول ليفربول بقيادة مدربه الألماني يورجن كلوب وثلاثي الهجوم مانيه والمصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو، على سجله في هذه المرحلة من المسابقة القارية، إذ تأهل إلى نصف النهائي في 10 من المرات الـ14 التي وصل فيها سابقاً إلى ربع النهائي، لكن آخرها قبل العام الماضي حين فاز على مواطنه سيتي، كان يعود إلى موسم 2008-2009 حين خرج على يد مواطنه الآخر تشيلسي. وبتأهله في ثمن النهائي على حساب بايرن ميونيخ الألماني (3-1 إياباً في ملعب الأخير وصفر-صفر ذهاباً)، يكون ليفربول قد خرج منتصراً من مواجهاته الأوروبية التسع الأخيرة من مباراتي ذهاباً وإياباً، بينها الأدوار التمهيدية، وتعود هزيمته الأخيرة على هذا الصعيد إلى الدور الثاني لمسابقة «يوروبا ليج» لموسم 2014-2015 على يد بشكتاش التركي بركلات الترجيح. دي بروين: لا نخشى «ملعب المليار» لن تتجه الأنظار صوب موقعة توتنهام ومان سيتي في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال الليلة لاعتبارات تتعلق بمتابعة مباراة واعدة بالإثارة بين فريقين كبيرين فحسب، بل إن شغف الملايين لرؤية الملعب الجديد لتوتنهام سوف يجذب الأنظار بصورة مضاعفة للمباراة، خاصة أنها الموقعة القارية الأولى للفريق اللندني بمعقله الجديد. كما أن تكلفة المشروع بلغت ما يقرب من مليار جنيه إسترليني، بعد أن كان مخصصاً له 400 مليون فقط، تم رفعها إلى 750 مليون إسترليني، ثم بلغت الكلفة في نهاية المطاف مليار إسترليني، ليصبح واحداً من أكثر ملاعب العالم تكلفة مالية، ولم يكن مخططاً أن تصل تكلفته إلى هذه المبالغ الكبيرة. نجم مان سيتي العائد بقوة كيفين دي بروين، أشار إلى أن الجميع يتحدثون عن استاد توتنهام الجديد، وكأنه حدث لم يسبق له مثيل، وأضاف: «الجميع يتحدثون عن استاد توتنهام الجديد وكأن الحدث استثنائي، كل فريق في العالم لديه ملعب، كما أن كل فريق في العالم لديه جمهوره، لا أعلم ما سر الحديث الدائم عن استاد توتنهام، لا أهتم بالملعب بل بالمنافس، ومن المؤكد أن المباراة ستكون صعبة على الفريقين، إلا أن هذه الصعوبة لا علاقة لها بأن توتنهام يخوض المباراة بملعبه الجديد». وتبلغ سعة مدرجات استاد توتنهام 62 ألفاً، وهي سعة تفوق الملعب القديم «وايت هارت لين» بما يقرب من 25 ألفاً، كما أن التمسك برقم محدد للمقاعد وهو 62 ألفاً هدفه في الأساس أن يفوق سعة استاد المنافس اللندني التاريخي أرسنال، والذي يخوض مبارياته على استاد الإمارات والذي تبلغ سعة مدرجاته 60 ألفاً. وسوف يكون استاد توتنهام الثالث في إنجلترا من حيث سعة المدرجات بعد ويمبلي المخصص للمنتخب الإنجليزي، ومباريات نهائي الكأس، وملعب أولد ترافورد معقل مان يونايتد، ومن المعروف أن رفع سعة الملاعب وتوسعتها، أو بناء ملعب جديد يساهم في إنعاش جماهيرية الأندية، ويرفع من قيمة العوائد المالية، ويؤشر بطريقة أو بأخرى إلى أن تلك الأندية تتطور على المستويات كافة. لوريس: «سوبر باور» في معقلنا الجديد ! يؤكد هوجو لوريس، حامي عرين الفريق اللندني، أن الأجواء التي يصنعها جمهور توتنهام، في حال كان حاضراً بقوة تصنع الفارق بكل تأكيد، وأشار إلى أن الملعب الجديد، وتوسعة المدرجات، والحماس الجماهيري، يجعل فريقه يشعر بأنه «سوبر باور»، أي من بين الأندية القوية، وهذا في حد ذاته يحفز الجميع على الأداء بثقة، وتقديم مباريات أكثر قوة. وتابع الحارس الفرنسي: «في بعض اللحظات سوف نشعر بأننا فريق قوي، يستمد طاقته من جماهيره في معقله الجديد، لقد حدث ذلك أمام كريستال بالاس على سبيل المثال، بالطبع سيكون للملعب تأثير إيجابي في المباراة المرتقبة أمام مان سيتي، ولكن يظل الأهم أن نؤدي بصورة جيدة بكل تأكيد، خاصة أن المباراة صعبة، وفي مواجهة فريق يعد من بين الأفضل عالمياً في الوقت الراهن». وأضاف لوريس: «إنها لحظة تاريخية لتوتنهام، نحن الآن في معقلنا الجديد، ونخوض ربع نهائي دوري الأبطال، إنها فرصة رائعة لكي نقول للجميع إن توتنهام يمكنه أن يكون مع الأندية الكبيرة سواء على المستوى المحلي أو القاري، ومثل هذه اللحظات هي التي تساهم في صنع تاريخ جديد للأندية» وعن المباراة أمام السيتي وصعوبتها قال: «هدفنا أن نجعل مان سيتي يشعر بصعوبة المهمة، يجب علينا أن نكون في قمة الجاهزية من الدقيقة الأولى، وأن نستمتع بكافة تفاصيل المباراة، وحينما أقول يجب أن نستمتع فإن ما أقصده هو أن نستمتع بالدفاع والضغط والهجوم وعدم ادخار الجهد، نعم جمهورنا سوف يكون له مفعول السحر، ولكن في المقابل لن نتمكن من تحقيق نتيجة إيجابية إلا من خلال الأداء القوي طوال المباراة». وأبدى لوريس شعوره بالفخر لأنه أول من يحمل شارة قيادة توتنهام في أول مباراة له بمعقله الجديد، مشيراً إلى أن الفوز بهدفين نظيفين على كريستال بالاس، وهي المباراة الأولى بمعقل توتنهام الجديد إنما هو فصل جديد في تاريخ النادي، ويجب البناء عليه في المراحل المقبلة وفي مختلف البطولات، على أن تكون البداية في مواجهة مان سيتي الليلة في دوري الأبطال. المشهد الأول في «الرباعية التاريخية» لم يسبق لتوتنهام مواجهة مان سيتي في دوري أبطال أوروبا من قبل، كما أن الفريق اللندني يخوض مباراته الأوروبية الأولى الليلة في ذهاب ربع نهائي الشامبيونزليج بمعقله الجديد، وفضلاً عن ذلك فإن المان سيتي في المقابل يريد أن يخطف الأنظار في المشهد الأول لـ«رباعية الأحلام» على مسرح توتنهام. «موقعة بريطانيا» كما أطلقت عليها الصحافة الإنجليزية تتوفر لها كافة بواعث القوة والإثارة، فالمسرح الجديد للفريق اللندني يخطف الأنظار، كما أن توتنهام يسعى لكتابة فصل جديد في تاريخه الكروي بتجنب الخسارة في موقعته القارية الأولى بين جماهيره بمعقله الجديد، بعد أن قرر توتنهام أن يقتحم دائرة الكبار، ويحلم ماوريسيو بوتشيتينو المدير الفني للفريق إلى تحقيق إنجاز تاريخي بالتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال. مان سيتي بدوره ما زال يسير في طريق صناعة المجد والتاريخ، فقد تأهل إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ويتنافس مع ليفربول على لقب الدوري، كما فاز بلقب كأس الرابطة، ويخوض الليلة مباراة الذهاب في ربع نهائي دوري الأبطال، مما يعني أنه يستطيع الفوز برباعية تاريخية لم يحققها أي فريق آخر من قبل في تاريخ الكرة الإنجليزية. مانشستر سيتي سيخوض موقعة الليلة وهو مكتمل العدد، حيث لا توجد إيقافات أو إصابات مؤثرة، مما يدفع جوارديولا إلى الاستعانة بالعناصر الأكثر جاهزية وقدرة على حسم المباراة تجنباً لسيناريو أكثر صعوبة في موقعة الرد باستاد الاتحاد، كما أن الفريق سوف يواجه توتنهام الليلة، ويعود لمواجهته في 17 أبريل في مباراة الإياب، ثم 20 أبريل في المرحلة 35 لبطولة الدوري الإنجليزي، قبل أن يلتقي مع مان يونايتد 24 أبريل، وهي مرحلة المطبات الصعبة التي يتعين على السيتي تجاوزها بنجاح للحفاظ على حلم رباعية المجد والتاريخ. التشكيلة، التي سيخوض بها مان سيتي مباراة الليلة من المتوقع أن تضم إيدرسون حارساً، وفي الدفاع الرباعي دانيلو على الجهة اليمنى وميندي في الجانب الأيسر، وفي قلب الدفاع ستونز ولابورت، وفي منتصف الملعب فرناندينيو، ودي بروينه، ودافيد سيلفا، ثم ثلاثي المهام الهجومية برناردو سيلفا، وسترلينج، وأجويرو. وفي المقابل يتأهب الثلاثي الهجومي القوي هاري كين، والكوري الجنوبي هيونج مين سون، ومن خلفهم الدنماركي أيركسن لقيادة الفريق اللندني، ويملك الثلاثي القدرة على تهديد دفاعات أي فريق، وفي منتصف الملعب يقوم سيسوكو وانياما بأدوار مهمة على المستويين الدفاعي والهجومي، وعلى الأرجح سوف يخوض توتنهام المباراة بـ5 مدافعين، وهم تريبير، وسانشيز، وألديرفيريلد، وفيرتونخين، ودافيز، وكما جرت العادة سوف يكون الفرنسي لوريس حامياً لعرين توتنهام. واستباقاً لموقعة الليلة حرص الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» على استطلاع رؤية النجم الجزائري رياض محرز في المباراة، حيث قال: «بالطبع هي مواجهة من العيار الثقيل، نحن نعلم كل كبيرة وصغيرة عنهم، وكذلك هم يعرفون جيداً كيف نخوض مبارياتنا، وهذا الأمر يجعل الأمور أكثر صعوبة على الفريقين، لدينا فريق رائع، ومدير فني يملك رؤية خاصة، ولا يدخر جهداً في تطوير أداء الجميع، وأخذنا إلى مستويات أعلى دائماً». وكشف محرز عن أن الحصول على لقب دوري الأبطال هو حلمه الكبير، وقد أصبح أمام فرصة تاريخية للحصول علي البطولة لأنه أحد نجوم فريق مان سيتي المؤهل أكثر من غيره لتحقيق هذا الإنجاز. وتابع: «لقد كنت أشاهد برشلونة في عهد جوارديولا، لقد كان فريقاً ساحراً، وقد ارتبطت بدوري الأبطال بقوة منذ هذه الفترة، لا أنسى الأداء الذي كان يقدمه ميسي، ومن نجوم الأندية الأخرى آرين روبن، وغيرهما، بالطبع أتطلع بشغف كبير للحصول على دوري الأبطال مع مان سيتي». بورتو.. رحلة قلب التوقعات لا يزال بورتو البرتغالي الفريق الوحيد، الذي يمتلك الأمل سنوياً لقلب المعادلة على كبار الكرة الأوروبية، ونجح بذلك مرتين في تاريخه، لعل أبرزها عام 2004، حينما غير معادلة الأموال ونجح على خطي «روبن هود» في انتزاع الكأس الغالية، رغم فارق الإمكانيات بين الدوري البرتغالي والدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى. ورغم أن بورتو يواجه ليفربول الإنجليزي، الذي تصب الترشيحات لصالحه، فإن «الريدز» يدركون تماماً أن منافسهم قادر على تحقيق المفاجأة، وهو الذي يعتبر مصدراً لا ينضب للنجوم الصاعدين في الكرة الأوروبية، لكنه اختار تقمص شخصية خطف هؤلاء أصحاب المواهب الواعدة والعمل على صقلهم، ثم إعادة بيعهم بمبالغ ضخمة. هذه الخطوة نجحت في منح الفريق البرتغالي الاستقرار المادي، في زمن تضخم رواتب اللاعبين وتكاليف طموحات التتويج بالألقاب الأوروبية، إلى جانب الحفاظ على قدرته للمنافسة محلياً، والوجود في أدوار متقدمة سنوياً، لكنه يدرك أن جماهيره تتمنى منه التخلي عن دور «الأكاديمية» وأن يتحول إلى منافس حقيقي على اللقب الأوروبي. ولطالما مثل بورتو بوابة الأمل للحالمين بالمستحيل، وقد نال تعاطفاً عربياً بعدما توج معه الجزائري رابح ماجر بلقب دوري الأبطال في ثمانينات القرن الماضي، بعدما سجل هدفاً بلعبة الكعب الشهيرة التي تحولت إلى تمثال خالد للأبد، مروراً بالأسماء التي قدمها الفريق للعالم ومنها على سبيل المثال الكولومبي فالكاو والبرازيلي هالك، والأرجنتيني أوتاميندي، والبرازيلي دانيلو، والكولومبي خاميس رودريجيز، إلى جانب المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي شق طريقه للنجاح من بوابة هذا الفريق. ويمتلك بورتو خطاً هجومياً قوياً، بعدما نجح بتسجيل 19 هدفاً في 8 مباريات لحد الآن، إلى جانب عدم حصوله على أي بطاقة حمراء، فيما ستكون الأنظار مسلطة على السنغالي موسى ماريجا، الذي سجل 6 أهداف في المسابقة، والمكسيكي جيساس كورونا، الذي سجل 3 أهداف. المواجهات الفردية سلاح «الريدز» يتطلع ليفربول لتحقيق نتيجة إيجابية في مواجهة بورتو البرتغالي الليلة في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، لكنه يدرك تماماً أن هناك 3 مواجهات فردية رئيسية، يجب أن ينجح لاعبوه بتجاوزها، في حال أرادوا قطع خطوة بلوغ المربع الذهبي في موقعة «الآنفيلد». البداية مع الإنجليزي جوردن هندرسون قائد الفريق، الذي قدم أداء مميزا أمام ساوثهامبتون في الدوري الإنجليزي، وقبلها أمام بايرن ميونخ الألماني في إياب الدور الثاني للبطولة الأوروبية، وهو ما يجعله مرشحا بقوة للبدء أمام بورتو، لكن سيتوجب عليه تكرار هذا التألق في مواجهة البرتغالي دانيلو ضابط الإيقاع في وسط ميدان بورتو، وهو اللاعب، الذي خاض كافة دقائق مباريات الفريق البرتغالي في المسابقة الأوروبية هذا الموسم. ويركز هندرسون على اللعب في عمق وسط الملعب، ونجح في مواجهة بايرن ميونخ الماضية في تمرير 41 كرة ناجحة في وسط الميدان، كما نجح في 4 تدخلات وقطع الكرة 8 مرات، وهي أرقام تتمنى الجماهير أن يكررها رغم الضغط، الذي سيتعرض لها من دانيلو، الذي سيكون أمام مسؤولية مضاعفة في ظل غياب زميله هيريرا، وهي المرة الأولى في دوري الأبطال هذا الموسم، الذي يغيب فيها طرف من الثنائي عن مواجهة. من جانبه سيكون الهولندي فيرجيل فان ديك على الموعد بمواجهة السنغالي ماريجا هداف بورتو في المسابقة الأوروبية هذا الموسم برصيد 6 أهداف في 7 مباريات، وأظهر فان ديك تأثيره تحديداً، أمام بايرن ميونخ بعد عودته لخوض مواجهة الإياب، حيث كان قد غاب عن الذهاب للإيقاف. أما البرازيلي فيرمينو فسيخوض مواجهة قوية أمام مواطنه المدافع فيليبي، واستعاد فيرمينو رونقه في الوقت المناسب لليفربول، الذي يستعد للمرحلة الحاسمة من الموسم. من جانبه تغزل الألماني يورجن كلوب مدرب ليفربول، بأداء كابتن الفريق هندرسون، وقال: الهدف الذي سجله أمام ساوثهامبتون يعني الكثير بالنسبة له وبالنسبة للفريق كله، هندرسون لاعب رائع بحق، إنه يستحق كل الثناء والإشادة، ولكنه لا يحصل عليهما كثيرًا، من وجهة نظري، هندرسون لاعب لا غنى عنه، فهو قائد الفريق ويتمتع بشخصية رائعة، إذا كنت سأكتب كتابًا عنه، أعتقد أنه سيكون من 500 صفحة. وتابع: راضٍ تمامًا عما يقدمه معنا، لقد كانت المشكلة الكبرى هي إيجاد البديل المناسب لستيفن جيرارد!، ففي تصور البعض، إن لم يكن جيرارد متواجدًا، فلن يستطيع أحد أن يلعب مكانه بنفس الكفاءة. لقد تعامل هندرسون مع الأمر جيدًا، وأثبت جدارته باحتلال مكان أساسي له في تشكيلتنا، لذلك عليه أن يفخر بنفسه.
مشاركة :