أخصائية توظف الرسم في علاج التوحد والإعاقة العقلية

  • 4/9/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبرت أخصائية التربية الخاصة موضي الشمري، الرسم من أهم الأدوات المستخدمة لعلاج ذوي القدرات الخاصة، لأنه يعكس شخصية الطفل، وبخاصة أطفال التوحد والإعاقة العقلية، كونه نوعاً من أنواع الإبداع، ويدل على الاسترخاء والتواصل مع العالم الخارجي، وهو بمثابة لغة التواصل بين الطفل والمحيطين به. وأشارت الشمري في حديثها لـ"الحياة"، إلى أهمية الرسم في معرفة الأمور الحياتية الخاصة بالطفل، وتعليمه الكثير من السلوكيات الهادفة، وقالت: "يمكن لطفل التوحد في المرحلة التعليمية، اكتساب زيادة التركيز في التلوين داخل الرسمة وتقوية عضلات اليد، وتعزيز الثقة بالنفس، إضافة إلى معالجة الكثير من المشكلات السلوكية". وأضافت: "الرسم واللعب بالألوان داخل اللوحات الفنية، يعد من الأمور المهمة بالنسبة إلى أطفال التوحد، فهو يمكنهم من الخروج من العزلة التي يوجدون بها"، موضحة أن تنمية قدرات الطفل على الإبداع في الرسم في سن باكرة يكون له الأثر الإيجابي على الطفل خلال مرحلة المراهقة والشباب. وأشارت الشمري إلى أن النتائج مذهلة بالنسبة لكسر الكثير من القلق والتوتر لدى الأطفال، وبخاصة في التلوين كونه يمتص غضبهم ومزاجهم السيء، ويساعدهم على الهدوء النفسي، ويفرغ الطاقة السلبية ويحولها طاقة إيجابية، إضافة إلى توظيف الرسم لعمل قصص توعوية هادفة تنمي قدرات الطفل المعرفية. وبينت الشمري أن الطالبات ذوات الإعاقة الفكرية البسيطة والمتوسطة، يتميزن بقدارت ومواهب خاصة، كالقدرة اللفظية التذكرية العالية، مثل قراءة القرآن الكريم وحفظه وترتيله وتجويده بطريقة متقنة، والقدرة على الإنشاد بصوت جميل يطابق ما سمعه من مصدره الأصلي، إضافة إلى قدارت شكلية تذكرية مكانية كالرسم الانطباعي الدقيق، وحفظ الألوان والتعامل معها بإتقان عال، وقدرات للأعمال اليدوية، كما اتضح لدى البعض منهن مع الاستمرار في التلوين القدرة على التلوين بدقه عالية. وحول الخطط القادمة لتطوير طرق التعلم لذوي القدرات الخاصة، لفتت إلى السعي نحو استخدام تحليل الرسم من الناحية النفسية للأطفال، وتقديم ورش عمل مع أولياء الأمور، وتقديم مبادرات مجتمعيه عن العلاج بالرسم وفوائده النفسية والسلوكية للأطفال لنشر وتعزيز هذه الثقافة، وخلق وعي مجتمعي يهدف لتمكين ودعم هذه الفئة الغالية. ولفتت الشمري إلى أن صعوبة تقبل الفكرة في بداية الأمر كان يمثل تحدياً بالنسبة لها، كون الكثير يعتبرها مجرد نشاط ترفيهي، ولكن ظهور التعديل الإيجابي على السلوك، وأثره النفسي في شخصية الطفل، اختصر الكثير من العمل، وأصبح هناك وعي وتقبل وتفاعل من الجميع. وتابعت الشمري تقول: "جلسات الرسم تزيد الإحساس بالسرور والبهجة، وتجعل الأطفال يشعرون بحالة نفسية إيجابية، وبخاصة بعد الانتهاء من التلوين"، وتبرر ذلـك التحسـن بالتنفيس الانفعالي، مستعرضة تجربة طالبة جديدة من متلازمة داون كانت هادئة وصامتة، ومع تكرار تجربة التعلم بالرسم ظهر عليها التغيير الإيجابي، وتحسنت نفسيتها، وكسرت الخوف والخجل. واستعرضت الشمري النقاط التي يتم مراعاتها في تنفيذ هذا النوع من التعليم، بداية من اختيار الألوان المناسبة، ومعرفة أنواعها، وطريقة دمجها، والامساك الصحيح للفرشاة المناسبة للمساحة المطلوبة، والتلوين بخفة يد.

مشاركة :