نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، حسن إسماعيل، اليوم الاثنين، ما تداولته وسائل إعلام غربية حول اعتزام الرئيس عمر البشير، التنحي عن منصبه وتسليم السلطة للجيش. ونقلت وكالة أنباء السودان، عن إسماعيل، قوله «إن التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) ونقلته عنها وسائل إعلام أخرى، وزعمت فيه أن السيد رئيس الجمهورية بات أقرب لتسليم السلطة للجيش عار تمامًا من الصحة». وأكد الناطق الرسمي أن هذه المعلومات عارية من الصحة تمامًا؛ ولم تتم مناقشة مثل هذا الموضوع أصلًا، وأن مثل هذه المزاعم هدفها إثارة البلبلة وسط المواطنين. وقال إسماعيل، إن الرئيس سيلتقي ممثلي لجنة تنسيقية الحوار مساء الاثنين؛ للاتفاق على الجداول الزمنية وأجندة ملتقى الحوار. من جانب آخر، حذّر وزير الدفاع السوداني، الفريق ركن عوض بن عوف، من أن الجيش لن يتسامح مع مظاهر الانفلات الأمني، مؤكدًا في الوقت نفسه أن القوات المسلحة هي صمام أمان السودان ولن تفرط في أمنه وسلامة مواطنيه. جاء ذلك لدى اجتماع وزير الدفاع مع قادة القوات المسلحة برتبة الفريق واللواء، اليوم، بمقر الوزارة بالخرطوم. ونقلت وكالة أنباء السودان عن بن عوف، قوله، إن «هناك جهات تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإحداث شرخ في القوات المسلحة وإحداث الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد»، مؤكدًا أنه «لن يتم السماح بذلك مهما كلف من عنت وضيق وتضحيات». وأبان وزير الدفاع السوداني أن القوات المسلحة تقّدر أسباب الاحتجاجات، وهي ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، ولكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن تتسامح مع أي مظهر من مظاهر التفلُّت الأمني. وفي الخرطوم، واصل آلاف المتظاهرين السودانيين اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة السودانية رغم الغاز المسيل للدموع، داعين المؤسسة العسكرية لدعم مطالبتهم باستقالة الرئيس عمر البشير، وفق ما أفاد شهود. ومنذ اندلاع التظاهرات في ديسمبر، يشن عناصر من جهاز الأمن والمخابرات وشرطة مكافحة الشغب، حملة أمنية على المتظاهرين، إلا أن الجيش لم يتدخل. ووصلت مركبات عدة تحمل عناصر من جهاز الأمن والمخابرات وشرطة مكافحة الشغب في وقت مبكر من صباح الاثنين إلى الموقع؛ حيث يحتشد المتظاهرون بشكل متواصل منذ السبت.