تستأنف الفرق الثمانية الصامدة في دوري أبطال أوروبا هذا الأسبوع المسابقة بخوض منافسات ذهاب ربع النهائي وهي تتطلع إلى تحقيق الفوز وقطع خطوة نحو النهائي. وفي ربع النهائي تنافس أربعة فرق إنكليزية وفريق إسباني وآخر هولندي وفريق إيطالي وآخر برتغالي. وإنكلترا هي الدولة الوحيدة التي تضمن وجودها في نصف النهائي، حيث تضمن مواجهة توتنهام ومانشستر سيتي تأهل فريق إنكليزي على الأقل لهذا الدور. لندن - ستعيش مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم الثلاثاء على وقع أمسية إنكليزية بامتياز حين يحل مانشستر سيتي بطل الدوري الممتاز ضيفا على توتنهام في ملعبه الجديد، فيما يتواجه ليفربول المتصدر الحالي لـ”البريميير ليغ” مع ضيفه بورتو البرتغالي، وذلك في ذهاب الدور ربع النهائي. وسيحظى سيتي الذي يقارع على أربع جبهات (حسم واحدة حتى الآن بإحرازه كأس الرابطة)، بشرف أن يكون أول ضيف “قاري” على ملعب “توتنهام هوتسبر ستاديوم”، في أول لقاء بين الغريمين المحليين على الساحة الأوروبية. بالنسبة لصانع ألعاب سيتي البلجيكي كيفن دي بروين “لا يهمني على الإطلاق الملعب. ما يهمني هو الفريق الذي سنواجهه. الجميع يتحدث عن الملعب كأنه أمر مميز. للكل ملاعبهم، وللكل جمهور…”. ورأى أن لاعبي توتنهام “قد يكونون متحمسين بعض الشيء (للعب على ملعبهم الجديد)، لكنه في نهاية المطاف ملعب مع مشجعين. إذا كانوا يلعبون في ‘ويمبلي’ مع 80 ألف مشجع أو هناك مع 62 ألف مشجع، فالأمر سيان. ستكون مباراة صعبة لكني أعتقد أننا سنكون على ما يرام”. وشاءت الصدف أن يصطدم سيتي الذي يتخلف بفارق نقطتين عن ليفربول المتصدر في الدوري الممتاز بعد 33 مرحلة لكنه يملك مباراة مؤجلة، في الدور ربع النهائي بفريق إنكليزي للموسم الثاني تواليا. لكن فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا يأمل في أن يخرج منتصرا هذه المرة بعدما انتهى مشواره العام الماضي على يد ليفربول. وخلافا لتوتنهام الذي خرج خالي الوفاض من مختلف المسابقات المحلية الثلاث، ما زالت الفرصة قائمة أمام سيتي لتحقيق رباعية تاريخية كونه بلغ أيضا نهائي مسابقة كأس إنكلترا بفوزه السبت على برايتون 1-0. ليفربول بقيادة يورغن كلوب وثلاثي الهجوم مانيه ومحمد صلاح وفيرمينو، يعول على سجله في هذه المرحلة من المسابقة لكن غوارديولا رفض المبالغة في التفاؤل لدى سؤاله عن إمكانية إحراز الرباعية بالقول “رأيي هو أن أحدا لم يحقق ذلك من قبل، والسؤال لماذا سنكون نحن من ينجز ذلك؟ من شبه المستحيل الفوز بكل شيء، هذه هي الحقيقة”. وأردف “من الرائع أن نصل إلى ما وصلنا إليه حتى الآن”، متطرقا إلى الأداء المتواضع الذي قدمه فريقه أمام برايتون بالقول “هل تصدقون أننا سنلعب 60 مباراة وسنقدم أداء رائعا في كل مباراة؟ لا يوجد فريق يمكنه فعل هذا الأمر. السير أليكس فيرغوسون (مدرب مانشستر يونايتد السابق) حقق الثلاثية ولم تكن كل مباراة رائعة، الأمور لا تسير بهذه الطريقة”. مواجهة مميزة وشهدت مباراة السبت عودة الفرنسي بنجامان مندي إلى التشكيلة الأساسية لسيتي للمرة الأولى منذ يناير الماضي، بينما غاب الهداف الأرجنتيني سيرجيو أغويرو للمباراة الثانية على التوالي لكنه يرجح أن يكون جاهزا للقاء الثلاثاء الذي سيشكل مواجهة مميزة مع هداف توتنهام هاري كاين الذي يتخلف عن “كون” أغويرو بهدفين فقط في صراعهما على لقب هداف الدوري الممتاز. وأشار غوارديولا إلى أن “حالة سيرجيو أغويرو أفضل بكثير، لم يتدرب بعد لكننا سنرى ما هي الحال بالنسبة لمباراة الثلاثاء أو مباراة كريستال بالاس”الأحد في الدوري. وبعد مباراة السبت ضد برايتون في ملعب “ويمبلي”، بقي سيتي في لندن للتحضير لمباراة توتنهام حيث يأمل غوارديولا أن يحقق فريقه فوزه الـ23 في مبارياته الـ24 الأخيرة، وهو ما شدد عليه دي بروين بالقول إن هذه السلسلة “ليست سيئة على الإطلاق لكن يجب أن نواصل لأنه، في النهاية، إذا لم نحقق النجاح (الألقاب)، ستقفون (وسائل الإعلام) وتقولون إننا فشلنا”. يعول سيتي على سجله في مواجهاته الأخيرة مع رجال المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، إذ خرج منتصرا من المباريات الثلاث الأخيرة، علما بأن الأخيرتين كانتا بين جماهير “سبيرز” على ملعب ويمبلي الذي استخدمه الفريق بشكل مؤقت لحين انتهاء أعمال ملعبه الجديد. وشاءت الصدف أن يكون توتنهام محطة حاسمة في مشوار سيتي هذا الموسم، إذ بعد أن يلتقيه في إياب ربع النهائي في 17 الشهر الحالي، سيبقى رجال بوكيتينو في مانشستر للقاء الـ”سيتيزينس” في ملعبهم في الـ20 من الشهر ذاته ضمن المرحلة الـ35 من الدوري الممتاز. من ناحية أخرى يتجدد الموعد بين ليفربول وضيفه بورتو اللذين تواجها في الدور ثمن النهائي الموسم الماضي، وخرج “الحمر” منتصرين ذهابا في البرتغال بخماسية نظيفة قبل التعادل سلبا في أنفيلد إيابا. ولعب النجم السنغالي المتألق ساديو مانيه الدور الأساسي في تأهل ليفربول على حساب بورتو المتواجد في ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2014-2015 والثانية فقط منذ 2008-2009، وذلك بتسجيله ثلاثية في لقاء الذهاب الموسم الماضي. ما زالت الفرصة قائمة أمام سيتي لتحقيق رباعية تاريخية كونه بلغ أيضا نهائي مسابقة كأس إنكلترا بفوزه السبت على برايتون 1-0 وتطرق السنغالي إلى تلك الأمسية في حديث لموقع الاتحاد الأوروبي للعبة، قائلا “كانت لحظة رائعة، إحدى أعظم الأمسيات في مسيرتي كلاعب. اللعب في دوري الأبطال إحساس مذهل… وبالتالي تسجيل ثلاثية اكتسى أهمية بالغة بالنسبة إليّ. كنت مغتبطا حقا وسعيدا للفريق أيضا”. وتطرق إلى لقاء الثلاثاء قائلا “لدينا ذكريات جميلة من الفوز عليهم بفارق كبير. ذلك كان العام الماضي، سيكونون متحفزين أكثر، هذا أمر طبيعي. سيكون أكبر خطإ نرتكبه إذا اعتمدنا على ما تحقق الموسم الماضي. العام الماضي من الماضي، وبالتالي سنحاول أن ننسى ما حصل”. ويعول ليفربول بقيادة مدربه الألماني يورغن كلوب وثلاثي الهجوم مانيه والمصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو، على سجله في هذه المرحلة من المسابقة القارية، إذ تأهل إلى نصف النهائي في 10 من المرات الـ14 التي وصل فيها سابقا إلى ربع النهائي، لكن آخر التأهلات قبل العام الماضي (حين فاز على مواطنه سيتي)، كان يعود إلى موسم 2008-2009 حين خرج على يد مواطنه الآخر تشيلسي. وبتأهله في ثمن النهائي على حساب بايرن ميونيخ الألماني (3-1 إيابا في ملعب الأخير و0-0 ذهابا)، يكون ليفربول قد خرج منتصرا من مواجهاته الأوروبية التسع الأخيرة من مباراتي ذهاب وإياب، بينها الأدوار التمهيدية. وتعود هزيمته الأخيرة على هذا الصعيد إلى الدور الثاني لمسابقة “يوروبا ليغ” لموسم 2014-2015 على يد بشكتاش التركي بركلات الترجيح.
مشاركة :