تعمل مكتبة الإسكندرية، على إثراء الثقافة المعرفية في المجتمع المصري والحفاظ على المواد التراثية، من خلال اقتنائها مكتبات كبار الكتاب والمكفرين والشخصيات العامة، لتوثيقها.ومن ضمن الشخصيات التي نجحت المكتبة في اقتناء مكتباتها، الدكتور الراحل رفعت السعيد، حيث تلقت وحدة الإهداءات والتبادل بالمكتبة، مكتبة الراحل، السياسي اليساري المرموق ورئيس حزب التجمع السابق.وشمل الإهداء على مؤلفاته، بالإضافة إلى العديد من الكتب والدوريات التي تتناول موضوعات مختلفة، أبرزها الكتب السياسية والدينية، بالإضافة إلى الكتب التراثية النادرة والقيمة."رفعت محمد السعيد"، ولد في المنصورة 11 أكتوبر 1932، وتوفي في القاهرة 17 أغسطس 2017، وهو سياسي يساري مصري ترأس حزب التجمع خلفًا لخالد محيي الدين، وحصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا وكان نائب سابق في مجلس الشورى المصري. ويُعتبر السعيد من الأسماء البارزة في الحركة الشيوعية المصرية منذ أربعينات القرن العشرون وحتى نهاية السبعينات، واعتقل مرات عديدة، وعرف بمعارضته لجميع الرؤساء الذين حكموا مصر، إلا أن معارضته للرئيس السادات كانت الأكثر جذرية حسب وصفه.ويعد السعيد من أشد المعارضين لجماعة الإخوان وله العديد من المؤلفات النقدية لحركات الإسلام السياسي، مثل "حسن البنا: متى؟.. كيف؟.. لماذا؟" و"ضد التأسلم". ويعتقد السعيد أن جماعة الإخوان كانت سببا في خروج اليسار المصري من العملية السياسية نتيجة لما يعتبره قيامها بخلط الدين بالسياسية.وأثناء فترة توليه رئاسة حزب التجمع، تعرض السعيد للانتقاد من قبل مجموعة من أعضاء الحزب، من بينهم عبد الغفار شكر، لما وصفوه من تحول مسار الحزب علي يده من أكبر حزب معارض في مصر أيام الرئيس أنور السادات، إلى حزب صغير مهادن لنظام الرئيس حسني مبارك ومعاد لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما دفع عدد من المعترضين على الانشقاق وتأسيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بثورة 25 يناير 2011.