يأمل بايرن ميونيخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي في إنهاء مهمتيهما على أرضيهما اليوم في إياب دور الـ16 ببطولة دوري أبطال أوروبا لضمان التأهل لدور الثمانية من البطولة الأوروبية بعدما تمكن الفريقان من الخروج بتعادلين ثمينين خارج أرضيهما في جولة مباريات الذهاب. وكان تشيلسي، بطل أوروبا في 2012، تعادل مع مضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي 1 / 1 بينما تعادل بايرن ميونيخ، بطل أوروبا في 2013، من دون أهداف مع مضيفه الأوكراني شاختار دونتسيك في مدينة لفيف. ويبحث باريس سان جيرمان عن الثأر من خصمه بعد 11 شهرا على خروجه من دور الثمانية على يد تشيلسي في نهائيات المسابقة. وخرج فريق العاصمة الفرنسية بسيناريو موجع العام الماضي، فبعد تقدمه على الفريق اللندني 3 - 1 في باريس سقط 2 - صفر إيابا بهدف متأخر للمهاجم السنغالي ديمبا با. لكن هذه المرة كانت مباراة الذهاب أكثر توازنا، فافتتح الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش التسجيل لفريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو قبل أن يعادل سان جيرمان على أرضه عبر الأوروغواياني أدينسون كافاني في الشوط الثاني. ويعيش تشيلسي، الذي بلغ الأدوار الإقصائية من المسابقة الأوروبية الأولى 11 مرة في آخر 12 موسما، أحلى أيامه محليا، فيتصدر الدوري الإنجليزي «البرمير ليغ» بفارق 5 نقاط عن مانشستر سيتي حامل اللقب مع مباراة ناقصة، فيما يطارد سان جيرمان ليون في صدارة الدوري الفرنسي. وخلافا لمواجهة الموسم الماضي، عاد السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إلى لياقته وسجل 3 أهداف في 4 مباريات ومرر كرة حاسمة جميلة للأرجنتيني خافيير باستوري خلال الفوز الكبير على لنس 4 - 1 السبت الماضي في الدوري المحلي. وخاض فريق المدرب لوران بلان 14 مباراة من دون خسارة في مختلف المسابقات، ورغم فشله في استعادة مستويات الموسم الماضي لا يزال في صراع على رباعية نادرة. وقال بلان: «بالطبع لدينا إيمان في مباراة تشيلسي». جدير بالذكر أن باريس سان جيرمان مملوك من شركة قطر للاستثمار الرياضي لكنه واجه عدة صعوبات لجلب اللاعبين بسبب قانون اللعب المالي النظيف، وهو ما لم يواجهه مورينهو في ولايته الأولى مع تشيلسي عندما استقدمه الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش لبناء مجد الفريق اللندني. لكن سان جيرمان تمكن رغم كل ذلك من جلب المدافع البرازيلي ديفيد لويز الذي هز الشباك في المباراة الأخيرة من ضربة حرة جميلة، مقابل 50 مليون يورو من تشيلسي بالذات. وعما يجعل مورينهو مدربا مميزا قال لويز: «هو مميز بالنسبة لكم وليس بالنسبة لي». ولعب لويز في مركز الوسط الدفاعي ذهابا لكن مع عودة الإيطالي تياغو موتا بعد شفائه من إصابة في ربلة ساقه، يتوقع أن يلعب في قلب الدفاع إلى جانب مواطنه تياغو سيلفا الذي أراحه المدرب ضد لنس. وفي ظل غياب لاعب الوسط البرازيلي لوكاس مورا، يتوقع أن يشارك المتألق باستوري أساسيا إلى جانب إبراهيموفيتش وكافاني. من جهته، يغيب عن تشيلسي لاعب وسطه النيجيري جون أوبي ميكيل ويتوقع عودة لاعب الوسط نيمانيا ماتيتش لصفوف تشيلسي اليوم بعد انتهاء عقوبة إيقافه الأوروبية التي أصيب خلالها بالتواء في كاحله أثناء احتفاله بهدف له في نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية أول مارس (آذار) الحالي. واستعد تشيلسي، الذي يكفيه التعادل السلبي للتأهل إلى ربع النهائي، لمدة أسبوع لهذه المباراة بسبب إقصائه من مسابقة الكأس، وقال مدافعه الدولي غاري كاهيل: «عملنا على أمور محددة في التحضيرات. ستكون مباراة مهمة على غرار النهائيات». وتابع كاهيل بموقع النادي على الإنترنت: «حظينا بفترة راحة أطول من المعتاد للاستعداد جيدا في التدريبات لمدة 3 أو 4 أيام قبل المباراة.. وقد عملنا على بعض النقاط المحددة في الاستعداد للمباراة». وأضاف: «نعرف مستوى كفاءة باريس سان جيرمان والعمل الذي ينتظرنا أمامهم. ستكون مباراة صعبة كالنهائي، مباراة واحدة حاسمة، وسنكون مستعدين للخروج إلى الملعب وبذل كل ما في وسعنا للوصول إلى الدور التالي من البطولة». وتركزت الأنظار في المباراة الأخيرة على حادثة عنصرية تمثلت في منع جماهير تشيلسي رجل أسمر البشرة من الدخول في مترو الأنفاق الباريسي وهم يرددون هتافات عرقية. ورد تشيلسي بإيقاف 5 من مشجعيه على دخول ملعب ستامفورد بريدج ودعوة الضحية سليمان س. لمشاهدة مباراة الإياب في الملعب لكن يعتقد أنه رفض الدعوة. * بايرن ميونيخ - شاختار دانيتسك * سيكون بايرن ميونيخ الألماني أمام مهمة بلوغ ربع النهائي عندما يستقبل شاختار دانيتسك الأوكراني بعد تعادلهما ذهابا من دون أهداف. وسيبحث لاعبو المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا عن هدف مبكر على ملعب «إليانز إرينا»، بيد أن الفريق البافاري سيكون تحت ضغط تلقي الأهداف التي ستحتسب مزدوجة لخصمه بحال التعادل. ورأى حارس مرمى بايرن الدولي مانويل نوير (28 عاما) أن حامل لقب 2013 أمام مهمة بلوغ دور الثمانية: «يجب الفوز بالمباراة بكل بساطة. نحب هذا النوع من الحالات وخروجنا سيكون مميتا لكننا نفكر بطريقة إيجابية». ويغيب عن المضيف لاعب وسطه الإسباني تشابي الونسو بعد طرده في مباراة الذهاب. وفي ظل غياب الإسباني المخضرم، يتوقع أن يلعب الظهير النمساوي ديفيد الابا في الوسط إلى جانب باستيان شفاينشتايغر والبرازيلي رافينيا والإسباني خوان برنات. وعاد قائد بايرن المصاب فيليب لام إلى التمارين الاثنين بعد كسر في كاحله في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال لام: «نحن مرشحون عندما نلعب أمام عدة خصوم وأداؤنا يفرض وجودنا من عدمه في فرق المقدمة». ويسير بايرن نحو لقب ثالث على التوالي في الدوري الألماني (بوندزليغا) بعد فوزه على هانوفر 3 - 1 ليبتعد بفارق 11 نقاط عن فولسبورغ. ولم يظهر بايرن ميونيخ بالمستوى المنتظر منه أمام هانوفر في البوندزليغا السبت الماضي ليوسع فارق صدارته إلى 11 نقطة بعدما خسر أقرب منافسيه فولسبورغ مباراته لهذا الأسبوع. ولكن كل من في النادي البافاري، وفي مقدمتهم المدرب غوارديولا، يعرفون جيدا أن الساحة الأوروبية وليست المحلية هي التي ستحدد ما إذا كان الموسم ناجحا أم فاشلا بالنسبة لبايرن. وقال غوارديولا عقب مباراة السبت محولا انتباهه سريعا إلى لقاء شاختار: «إنها بداية جيدة للأسبوع بالنسبة لنا.. إنها مباراة (أمام شاختار) بأهمية النهائي، ويجب أن نفوز بها». وسافر شاختار إلى ميونيخ بعد تعادله مع ميتاليست خاركيف 2 - 2 في الدوري الأوكراني السبت، ورأى مدربه الروماني ميرسيا لوشيسكو أن تكرار هذا الأداء في بايرن سيكون مصيره الفشل: «لقد سيطرنا على اللعب لكن ارتكبنا عدة أخطاء خصوصا في الوسط والدفاع ودفعنا ثمن ذلك». وسجل قائد شاختار الكرواتي داريو سرنا والمهاجم البرازيلي لويز أدريانو لكنه تلقى هدف التعادل في الوقت القاتل. ولا تبدو معنويات اللاعبين قوية بعد انتقال الفريق من مقره إلى العاصمة كييف بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد. ولم يكن موسم شاختار عاديا على الإطلاق إذ اضطر لهجر مدينته دانيتسك بسبب النزاع الدموي القائم بين السلطات الأوكرانية والثوار الانفصاليين المدعومين من روسيا واتخذ من العاصمة كييف مقرا لتمارينه ومن لفيف مسرحا للمباريات القارية المقررة على أرضه، ومن ملعب «بانيكوف إرينا» في العاصمة كييف والذي يتسع لـ1700 متفرج فقط مقرا لمبارياته المحلية مما أثر كثيرا على أداء بطل أوكرانيا الذي جمع ما مجموعه 55500 متفرج فقط في المباريات الست التي خاضها في كييف خلال مبارياته المقررة على أرضه قبل العطلة الشتوية، أي أكثر بـ3200 متفرج فقط من حجم سعة ملعبه «دونباس إرينا». ولم يكن أمام شاختار أي خيار سوى الهرب من مقره الذي تعرض للقصف في النزاع القائم في جنوب شرقي البلاد، خصوصا أن لاعبيه الأجانب، وبالأخص كتيبته البرازيلية المكونة من 13 لاعبا، رفضوا البقاء في المدينة لكنهم أعربوا عن تعاطفهم مع جمهورهم والسكان في ظل هذا الوضع المأساوي.
مشاركة :