حررت قوات الجيش اليمني، مدعومة بقوات التحالف العربي لدعم الشرعية، عدداً من المواقع في جبهة نهم شمال شرق صنعاء، كما واصلت تقدمها في جبهات شمال الضالع وشرق إب وكتاف صعدة، فيما استمرت ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، في انتهاكاتها وخروقاتها للهدنة بمحافظة الحديدة. وتقدمت قوات الجيش الوطني في محيط العاصمة صنعاء، وتمكنت من تحرير عدد من المواقع في جبهة نهم، وتقدمت نحو منطقة المدفون، بعد معارك مع ميليشيات الحوثي، خلّفت قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين. وتزامنت المعارك في نهم مع شن مقاتلات التحالف أكثر من 15 غارة جوية، استهدفت تحركات وتعزيزات للميليشيات في مناطق المواجهات، وفقاً لمصادر ميدانية، أكدت أن الغارات تمكنت من تدمير عدد من الآليات العسكرية، وتدمير تحصينات، ومصرع وإصابة عدد من عناصر الميليشيات. فيما أعلنت الأمم المتحدة، عبر حسابها على “تويتر”، مقتل 11 يمنياً، بينهم خمس طالبات، وجرح عدد آخر، وأبدت قلقها بشأن ما وصفته بـ”التفجير” الذي وقع في مديرية شعوب شرق صنعاء، ثم أصدرت المنظمة الدولية بياناً، عصر أمس، دعت فيه إلى التحقق من ملابسات الحادث، ونوهت إلى تصريح للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ذكر فيه أن المنظمة الدولية تتابع بقلق بالغ “الانفجار”، وجاءت كلمتا “انفجار” و”تفجير” في البيانين، لتبرهنا على عدم صحة الرواية التي سوقت لها ميليشيات الحوثي بأن الضحايا سقطوا نتيجة قصف جوي. في السياق نفسه، أكد عدد من سكان المديرية عدم سماعهم أي أصوات لطائرات في سماء المنطقة، سواء قبل أو أثناء أو بعد الانفجار، وأكدوا أن الانفجار وقع بعد دقائق من تصاعد أعمدة دخان من أحد المباني التابعة للميليشيات الحوثية، الذي يضم مواد يستخدمها الحوثيون في صناعة المتفجرات والألغام والعبوات الناسفة، كما يضم رؤوس صواريخ. وأكدت المصادر وجود عدد من المخازن والهناجر المماثلة في أحياء أخرى داخل صنعاء، تضم متفجرات وأسلحة جوية، وتهدد حياة الآلاف من أبناء العاصمة. وتابعت المصادر أنه توجد أربعة مصانع حوثية لتجميع الصواريخ داخل العاصمة صنعاء، يشرف عليها عناصر من الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات «حزب الله» اللبناني، وكلها في مناطق مكتظة بالسكان، إلى جانب وجود عدد من الورش الخاصة بصناعة المتفجرات والألغام. وكان المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، أكد لـ«سكاي نيوز عربية»، أن الانفجار الذي وقع شرق صنعاء، أول من أمس، ناجم عن انفجار في معمل حوثي لصناعة السلاح والمتفجرات، نافياً صحة ادعاءات ميليشيات الحوثي الانقلابية، حول الحادث. وقال المالكي إن “ما تسوق له الميليشيات الحوثية من خلال وسائل الإعلام التابعة أو الموالية لها، هي ادعاءات عارية من الصحة”، مؤكداً أن قيادة القوات المشتركة تنفي أن يكون هناك أي استهداف داخل العاصمة صنعاء، أو أن تكون هناك أي عمليات عسكرية في المدينة، أول من أمس. وأشار إلى أن العمليات العسكرية مستمرة في كل الأراضي اليمنية، لتحريرها من قبضة الميليشيات، لافتاً إلى أن الجبهة القريبة من صنعاء، التي تجري فيها عمليات عسكرية للجيش الوطني اليمني، بدعم من التحالف، هي جبهة نهم. من جانبه، نشر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، فيديو لمواطنين يمنيين وثقوا لحظة الانفجار الذي وقع شرق صنعاء، والذي حدث بعد تصاعد كثيف للدخان من داخل أحد الهناجر، واندلاع نيران، وعدد من الانفجارات الصغيرة، وأكد أنه لم تكن هناك أية أصوات للطيران أو صواريخ لحظة الانفجار، ما يؤكد أن الحادث ناجم عن انفجار مخازن للأسلحة أو معمل لتجميع الصواريخ أو الأسلحة الكيماوية. وأضاف الإرياني في تغريدات على “تويتر”: “ندين ونستنكر استمرار الميليشيات الحوثية الإجرامية في تخزين الأسلحة في الأحياء، وتحويل التجمعات السكنية إلى معامل لتصنيع الألغام، وتطوير الصواريخ الباليستية، وتجميع الطائرات المسيرة، التي يذهب ضحيتها المواطنون الأبرياء”. وتابع: “نحمّل الميليشيات الحوثية الإيرانية كامل المسؤولية عن هذه الجريمة، ونطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة هذه الجريمة، والضغط على الميليشيات لوقف عمليات تخزين الأسلحة في الأحياء السكنية، وتحويل المدن الآهلة بالسكان إلى معامل لتجاربها وإدارة أنشطتها التخريبية”. وفي الضالع، واصلت قوات الجيش اليمني المدعومة بالمقاومة الوطنية وألوية العمالقة، تقدمها في جبهات مريس، وتأمين عدد من المواقع في مناطق يعيس والزيلة وملزق، بعد معارك خلّفت 13 قتيلاً في صفوف الحوثيين، بينهم القيادي الميداني المدعو يحيى سريع، إلى جانب سقوط عدد من الجرحى، كما استهدفت مدفعية الجيش مواقع للميليشيات في مناطق عدة بمحيط جبل العود وأطراف مديرية النادرة التابعة لمحافظة إب. وشهدت مناطق صولان والقهرة وقرية وينان شمال مريس معارك عنيفة بين الجيش الوطني والميليشيات، خلفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، وأدت إلى استشهاد اثنين من قوات الجيش، وإصابة أربعة آخرين. وفي الحديدة على الساحل الغربي لليمن، واصلت ميليشيات الحوثي قصفها مواقع تابعة لقوات ألوية العمالقة والقوات المشتركة والأحياء السكنية في الدريهمي، وعلى مشارف مدينة الحديدة بمختلف أنواع الأسلحة، وتركز الاستهداف الحوثي على المواقع في شرق الدريهمي وشرق مدينة الصالح. ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن الميليشيات استخدمت في قصفها أسلحة من عياري 12.7 و14.5، كما قصفت بالأسلحة الثقيلة منطقة الجبلية في التحيتا وأطراف مدينة حيس، فيما ذكر المركز الإعلامي التابعة لألوية العمالقة أن الفرق الهندسية التابعة للقوات تمكنت من تفكيك عبوات ناسفة، زرعتها الميليشيات في وقت سابق بمديرية الدريهمي. وفي حجة، واصلت الفرق الهندسية التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة نزع عشرات الألغام من المناطق المحررة في مديريتي مستبأ وعبس، وتمكنت من انتزاع 120 لغماً وعبوة ناسفة من قرية الحمراء في مستبأ، بعد استكمال تحريرها. وفي صعدة، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير عدد من العربات العسكرية التابعة للميليشيات، بعد اقترابها من مركز مديرية كتاف، كما استهدفت عدداً من المجاميع الحوثية في محيط كتاف، وفقاً لمصادر ميدانية، أشارت إلى أن جبهات صعدة شهدت تطوراً جديداً في تعقب آليات الحوثي، يتيح لها استهداف عدد من المواقع الثابتة أو الأهداف المتحركة بنجاح كامل. من جانب آخر، أكد وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محمد المقدشي، خلال ترؤسه، أمس، اجتماعاً بقيادة وأركان ديوان عام وزارة الدفاع، أنه سيتم إعادة هيكلة الجيش، وإعادة توزيع القوى البشرية وفق أسس علمية، بما يجسد روح الوطن الواحد في كل وحدة عسكرية، مشيداً بدعم الأشقاء في دول تحالف دعم الشرعية، وما يقدمونه من تضحيات لمساندة الشعب اليمني لاستعادة الوطن، ودحر المخططات الرامية لزعزعة أمن اليمن وأمن جيرانه وأمن الملاحة الدولية.
مشاركة :