أول سيدة تمتهن التمثيل المسرحي في مصر، اكتشفها"محمود حجازي" مؤسس المسرح الغنائي، وهي أهم اكتشافات حجازي الفنية بل والغير متوقعة، وكان مما أسعد الجمهور، تغيير الفكرة النمطية، بأن المسرح للرجال فقط، بالإضافة لأنها أبهرت الجميع ببراعتها، عما عرفها الجمهور في عالم السينما والمسرح، بالعجوز الخرفاء التي تنسى الأشياء، رغم تمتعها بقسط كبير من الجمال، لأنها كانت أنثى فاتة، ذاع صيتها ونشر عنها العديد من الأخبار والمقالات في الصحف الفنية، لتمتعها بثراء فني وابداع ليس لهما مثيل، هي الفنانة صالحة قاصين.ولدت صالحة في 18 مايو عام 1878ميلادية في محافظة القاهرة، كانت يهودية الديانة، وذاع صيتها في المسرح والسينما بالعجوز الخرفاء، وكانت فاتنة الجمال، وأحبها الفنان الراحل "نجيب الريحاني"، وكان يطاردها في كل مكان تذهب إليه، وكتب عنها في مذكراته بعبارته الشهيرة "مهجة القلب السيدة "ص"، وحال اختلاف الديانات بين زواجهما، فكانت صالحة يهودية، بينما كان الريحاني مسيحي، وقيل إنها أشهرت إسلامها قبل ٣٥ عاما من وفاتها، غير أنها تزوجت ٣ مرات كانت الأخيرة هي الأفضل في حياتها واستمرت ١١ عاما، قالت عنها "إنها أفضل فترة في حياتها". تمكنت قاصين بأدائها الفني الراقي في عدد من الأدوار المميزة، كدورها في مسرحية "ضحية الغورية"، بجانب دورها البارز في فرقة الريحاني، وفرقة عزيز عيد التي أدت معها مسرحية "الملك يهوب"، وعدد كبير من المسرحيات بأن تصبح معه سيدة المسرح العربي الأولى.بجانب تلك الأعمال كان للشاشة السينمائية نصيب لأدوار في سن متقدمة، بعد أن مثلت أكثر من ١٨٠ فيلما، أبرزها "قلبي دليلي"، و"لوكاندة المفاجآت"، و"بنات حواء"، و"إسماعيل يس في مستشفى المجانين"، و"شهر عسل بصل"، و"مع الأيام"، و"الشيطانة الصغيرة" وغيرها من الأعمال.وصل أجر الفنانة المصرية إلى 100 جنيه من الذهب شهريا، بسبب تهافت الجمهور على رؤيتها وحبه لها، واستقباله لها الدائم بالتصفيق الحار، والثناء على أدوارها وفنها.وتوفيت في 9 أبريل في 1964 ميلادية، وأصيبت بمرض ألزهايمر في آخر حياتها، لكنها تمسكت بالحياة في مصر ورفضت السفر إلى إسرائيل مع شقيقتها جراسيا قاصين التي امتهنت التمثيل أيضا، وظهرت في عدد من الأفلام المصرية.
مشاركة :