الأزياء الأفريقية تدخل العالمية وتجذب المعجبين في عواصم الغرب

  • 3/11/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

جوهانسبورغ - لندن: «الشرق الأوسط» تختلط في العرض فساتين السهرة المصنوعة من القطيفة الزرقاء مع الملابس الكاجوال التي اقتبست الألوان الدافئة للتربة الأفريقية، كما تجتمع البلوزات المطرزة مع التنورات المزدانة بنماذج متكررة بديعة الشكل، ومع ثياب من قماش الدنيم تحمل صورا للفهود، ويمكن تبين لمسة من البساطة في التصميم، كما يظهر في العرض معاطف سوداء خالية من الرسوم والأشكال، وتنورات واسعة مصنوعة من الحرير والتللي. يتألق ذلك كله في أحد عروض الأزياء الكبرى أقيم في جوهانسبورغ خلال الأسبوع الحالي، ولم تكن هناك أية حواجز ثقافية عندما قامت العارضات سواء كن سمراوات أو بيضاوات البشرة بعرض تصميمات كبار مصممي الأزياء بجنوب أفريقيا، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وأكد أسبوع الأزياء بجوهانسبورغ أن الأزياء الأفريقية تطورت إلى حد كبير بعد أن كانت مجرد ملابس تطبع عليها صور الحيوانات أو قمصان السفاري أو أقمشة ملونة من غانا، أو إكسسوارات من حلي محلية بهيجة الألوان التي تتزين بها نساء قبائل الماساي بجنوب كينيا وشمال تنزانيا. وطوال السنوات الثلاث الماضية كانت شركة «مرسيدس بنز» هي الراعي الرسمي لهذا العرض الذي يقام بانتظام منذ 6 أعوام، مما مثل علامة أخرى على تزايد الاهتمام الدولي بالأزياء الأفريقية. وتقول مصممة الأزياء ماريان فازلر التي تقوم باستخدام قماش الدنيم القديم وتزيينه بمواد فاخرة: «إن الأزياء يجب أن تعكس المكان الذي جاء منه الشخص». وتوضح فازلر أنها تستلهم تصميماتها من مدينة جوهانسبورغ الحديثة التي تعج بالحيوية، ومن «شوارعها وموسيقاها وسمائها وفنونها». أما المصمم الشاب خوسي نكوسي الذي دخل هذا المجال منذ 4 أعوام فيقول إن أي مصدر للإلهام يعد مشروعا. وهو يرى أن الفساتين الزرقاء الراقية التي يصممها والمزدانة بلمسة من اللمعان مناسبة «للنساء الأفريقيات المثقفات، فهي تتسم بالأناقة والتمرد». ولدى مصممي الأزياء من جنوب أفريقيا مثل ديفيد ثال وهندريك فيرميولن معجبون في نيويورك وميلانو. وتقول ماريكا كوارسينغ من منظمة «الأزياء الأفريقية الدولية» التي نظمت العرض إن الباحثين عن المواهب الغربيين يأتون لمشاهدة عروض الأزياء في جنوب أفريقيا ولاغوس ولواندا ودار السلام. وتضيف: «إن أنظار العالم كانت تتجه صوب الغرب من أجل اقتباس أحدث خطوط الموضة، غير أن العالم يريد الآن شيئا أكثر أصالة وأقل اعتمادا على العامل التجاري». وأوضحت أن كثيرا من مصممي الأزياء الأفارقة يواصلون استلهام النماذج المطبوعة التقليدية في تصميماتهم، غير أن تصميماتهم تندمج بسهولة مع الملابس الغربية ويمكن ارتداؤها في لندن أو نيويورك، كما أن المصممين الأفارقة كان لهم أسلوبهم الخاص في اختيار عارضات الأزياء بحيث لا يقلدون النماذج الغربية في العارضات النحيفات، وأن النساء الأفريقيات لهن مقاسات متنوعة. ويشير بريان رامكيلاوان من مجلس الأزياء بجنوب أفريقيا إلى أن صادرات الملابس الجاهزة لم تسجل أرقاما كبيرة بعد، ولكن تم البدء في المشاركة في أسواق الأزياء الدولية. ويقدر أن عدد العاملين في صناعة الأزياء والمنسوجات في جنوب أفريقيا يبلغ نحو 80 ألف شخص، وهو ما يمثل نصف عدد العمالة منذ 10 أعوام، وذلك نتيجة زيادة واردات الملابس الصينية التي أثرت سلبا على صناعة المنسوجات المحلية.

مشاركة :