تجمع عشرات الآلاف أمام مقر وزارة الدفاع السودانية وسط العاصمة الخرطوم بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة للأمن فض الاعتصام، في وقت وجه رئيس حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، كلمة طالب فيها بـ”الاستجابة لمطالب الشعب”. وأظهرت لقطات مصورة آلاف السودانيين يتدفقون إلى موقعالاعتصام والشوارع المحيطة في المجمع، الذي يضم بالإضافة إلى وزارة الدفاع مقر إقامة البشير والمقر الرئيسي لجهاز الأمن والمخابرات الوطني. وتدفق المحتجون بعد سلسلة محاولات لقوات أمنية فض الاعتصام المستمر منذ السبت، إلا أن تصدي قوات من الجيش حال دون ذلك، وسط أنباء باندلاع مواجهات وتبادل لإطلاق الرصاص،مما أسفر عن سقوط 7 قتلى. وقال شهود ومصادر إعلامية إن قوات الأمن حاولت اقتحام الاعتصام بشاحنات صغيرة، في المحاولة الثانية لقوات الأمن تفريق المتظاهرين اليوم، بعد محاولة أولى تدخلت على إثرها قوات من البحرية السودانية. ومع تصاعد وتيرة الاحتجاجات والتوتر، قال رئيس حزب الأمة، في مؤتمر صحفي، إن “مسلحين ملثمين يقومون فجر كل يوم بغارة على المعتصمين” ما أدى حتى الآن لمقتل “نحو 20 وجرح العشرات، والاعتداء على آخرين”. وعن الاعتصام المستمر، علق بالقول إنه بمثابة “استفتاء مليوني يؤكد حرص الشعب السوداني على تنحية هذا النظام وإقامة نظام جديد”، مشيرا إلى أن “الحل الأمثل هو الاستجابة لمطالب الشعب بتنحي النظام ورئيسه وتحقيق المطالب التي نادت بها قوى الحرية والتغيير”. وتعصف بالسودان منذ شهور احتجاجات صغيرة، لكنها مستمرة أطلق شرارتها ارتفاع أسعار الخبز ونقص السيولة النقدية، قبل أن تتصاعد وتيرتها في الأيام الماضية. ومنذ السبت، الذي اختاره الناشطون لمسيرتهم كي تتزامن مع ذكرى ثورة شعبية في السادس من أبريل عام 1985 أجبرت الرئيس جعفر النميري على التنحي، يعتصم الآلاف خارج مقر وزارة الدفاع. وقال وزير الداخلية السوداني، بشارة جمعة، أمام البرلمان، الاثنين، إن 6 أشخاص قتلوا في العاصمة الخرطوم خلال احتجاجات يومي السبت والأحد، بينما قتل شخص آخر في إقليم دارفور بغرب البلاد. وعلى أثر هذه التطورات، ترأس البشير، مساء الاثنين، اجتماعا لمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالمركز العام، حيث قال في ختام اللقاء إن حفظ الأمن والاستقرار أولوية. وأضاف، وفق بيان نشرته وكالة أنباء السودان، أن “الشعب السوداني يستحق الطمأنينة”، قبل أن يؤكد أنهم “سيعبرون الأزمة أكثر قوة وتماسكا”، مشيرا “لأهمية استخلاص العبر والدروس من هذا الابتلاء”.
مشاركة :