العبادي يتهم دعاة العقد الاجتماعي الجديد بالتسويق لصفقة القرن

  • 4/9/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عمون - قال نائب رئيس الوزراء وزير الدولة السابق الدكتور ممدوح العبادي إن الأردن اليوم امام معلبات ترتدي ثوب الليبرالية بإسم العقد الإجتماعي الجديد.وأكد العبادي في محاضرة القاها نادي شباب المحطة، أن "الاشتباك" مع ما يسمى اعلاميا صفقة القرن اصبح على الارجح ضرورة حتمية، مشيرا الى ان الامريكيين تقصدوا ابقاء تفاصيلها طوال الوقت غامضة حتى تصبح حمالة اوجه وتساهم في خفض او رفع التوقعات.واشار الى ان الصفقة مشبوهة تستهدف الاردن لإنه سيكون جزءا من الحل ،الأمر الذي ينتج عنه بالنسبة لنا الاشتباه ببعض النظريات التي يتم تسويقها اليوم بإسم "عقد إجتماعي جديد" أوإعادة بناء الهوية الوطنية الاردنية أو ما شابه من "معلبات" ترتدي ثوب الحداثة والليبرالية والعصرنة. وتاليا ما قاله العبادي:يطيب لي قبل ان ابدأ معكم تذكيركم بان العبور بمحطة "الاشتباك" مع ما يسمى اعلاميا بصفقة القرن اصبح على الارجح ضرورة حتمية. ونتحدث هنا عن الاشتباك مع تفاصيل تقصد الامريكيون ابقائها طوال الوقت غامضة حتى تصبح حمالة اوجه وتساهم في خفض او رفع التوقعات . وقبل الخوض في اية تفاصيل لابد من التوقف سريعا عند بعض المحطات وأهمها شغف الرئيس الامريكي وتاجر العقارات دونالد ترامب بالتحول إلى "شخصية تاريخية" تستطيع تقدم ما يراه حلا لأقدم قضية في العالم تمهيدا لتمسكه بالولاية الثانية مع اللوبي الصهيوني النافذ ومجموعات اليمين المسيحي المتصهين"الكنيسة الانجليكية" التي تتبنى الكثير من الأساطير.بالمقابل ثمة محاولات ملموسة من بنيامين نتنياهو للإستثمار في شغف ترامب وخطته لأغراض الإفلات في الانتخابات الوشيكة بمعنى حسم القضايا التاريخية وضم "الضفة الغربية" بإعتبارها "يهودا والسامرا" وترك خيار الدولة الفلسطينية في غزة فقط مع الاستثمار في مخاوف بعض دول الخليج الثرية من إيران لكي تتولى تمويل ما سيحصل تحت ستار "السلام الاقتصادي".طبعا هذه الإملاءات بعد إستهداف حقوق الشعب الفلسطيني لا يمكنها ان تنجز بدون إلغاء حق العودة والضغط على "الجار الاردني" وبمختلف أنواع الضغوط.بالتالي نتحدث عن صفقة مشبوهة تستهدف الاردن لإنه سيكون جزءا من الحل ،الأمر الذي ينتج عنه بالنسبة لنا الاشتباه ببعض النظريات التي يتم تسويقها اليوم بإسم "عقد إجتماعي جديد" أوإعادة بناء الهوية الوطنية الاردنية أو ما شابه من "معلبات" ترتدي ثوب الحداثة والليبرالية والعصرنة . ليس سرا هنا تحديدا بان جزء اساسي وحيوي من تلك الصفقة الخبيثة يفترض ان يؤثر على المصالح العليا للأردن والاردنيين . وليس سرا بالمقابل ان الجانب الامريكي ومعه اليمين الاسرائيلي يحاولان الاستثمار في اللحظة لتصفية القضية الفلسطينية واخراج الصراع من عباءته التاريخية المعروفة للجميع بصورة تذيب تماما خيارات لها علاقة بحل الدولتين او باي حلول عادلة ومنصفة.ذلك اتجاه لا يمكنه ان يتحول الى حقيقة واقعية وتاريخية بقدر ما سيؤدي في النتيجة الى تكريس وتثبيت الصراع والعودة الى سياق المواجهة .وهنا حصريا يمكن القول بان الاشتباك مع تفاصيل قادمة لا محالة هو الاساس اليوم فما يتخيل الامريكي والاسرائيلي انهما فاعلاه ليس قدرا بمطلق الاحوال خصوصا اذا قرر الشعبان الفلسطيني والاردني قول كلمتهما الحاسمة واذا ما توفرت تلك الشراكة على المستوى الشعبي والمؤسسي والرسمي من منطلق الايمان بالعمل على اعاقة او عرقلة او حتى"خدش العملاق" وذلك اضعف الايمان.الاشتباك الحقيقي مع مخاطر ما يسمى بصفقة القرن يتطلب مغادرة المنطقة التي تكثر فيها الهواجس والاقوال فقط .ويعني العودة مجددا الى القانون الاساسي الذي حكم تجربة هذا الوطن حول نهر الاردن بضفتيه طوال سنوات وعقود من الاستهداف والمؤامرات ومن التعايش مع ازمات اكبر واهم وهو القانون الذي تتجلى فيه عبقرية الارادة الشعبية عندما "تحيل التحديات الكبيرة الى فرص".الاشتباك غير ممكن بدون انسجام شعبي ورسمي وتوافقات وطنية والاهم غير ممكن بدون مشروع استراتيجي وطني يدقق في تفاصيل المشهد سياسيا واقليميا ودوليا ويدقق اكثر في تفاصيله الداخلية والوطنية والمحلية.بمعنى اخر: نعيق العملاق المقبل او نخدشه بالعمل والافعال وليس فقط بالأقوال وبالاندفاع مجددا خلف توافقات تعيد انتاج المشهد وتساهم في تحويل تحدياته وهواجسه الى فرصة حقيقية تحت عنوان " الاشتباك والتقدم الى الامام ".ما الذي يقتضيه ذلك بصورة محددة ؟.اردنيا وعلى الصعيد الداخلي يمكن ان نقدم معا بحضرتكم وصفة الضرورة الوطنية الملحة وباختصار فالتوقيت حساس ولا يسمح لنا جميعا بالبقاء على محطة ورصيف الانتظار ولا نملك ترف التلاوم الان او الحياد في مواجهة ازمة ببعدها الوطني هذه المرة.اقلقني هنا انخفاض مستوى التفاعل الشعبي مع خطاب جلالة الملك بالزي العسكري وهو يدافع عن القدس ويرفض التوطين والوطن البديل .وحتى نغادر مساحة القلق وقبل استعادة مشاهد وحدوية وشعبية مهمة في السابق مثل مسيرة حق العودة او موقفنا كأردنيين ايام حفر الباطن لا بد من الوقوف عند تلك الهوامش في الفوارق بين الموقف الرسمي الملكي المعلن وضعف تجاوب الشارع .على الطرفين تأمل هذه الهوامش والاندفاع نحو تقليصها والعمل وبأسرع وقت ممكن لاستعادة منظومة الثقة بين المؤسسات الرسمية والمكونات الشعبية الاردنية .. اعلم مسبقا بان البحث عن مساحة مشتركة هنا ليس مهمة سهلة لكنها ضرورية وبصيغة يتنازل فيها الطرفان الشعبي والرسمي عن التلاوم والحياد لصالح حالة متقدمة من الشراكة ترقى الى مستوى التحدي والأزمة.من نافلة القول الاشارة هنا الى حاجتنا الى تحولات وقرارات كبيرة تؤدي الى تصليب وتمتين الجبهة الداخلية ولا تقف عن قانون انتخاب جديد وعصري او منظومة نزاهة انتخابية بقدر ما تقطع مساحات اضافية باتجاه تفعيل نصوص الدستور والاحتكام للصلابة في القرار ووقف نمو ظاهرة الشللية والعودة للاستدراك في ازمة الادوات وتدشين حوارات مصالحة وطنية سريعة وفعالة تؤدي الى تكريس وتفريغ الطاقة باتجاه العدو فقط على الاقل في هذه المرحلة .نحتاج هنا بوضوح لبرلمان حقيقي ونخب خبيرة عميقة وادوات مهنية قادرة على التفاوض والاعتراض وتحقيق المصالح .ونحتاج لحكومة حقيقية لا تكثر من الكلام والنصوص على حساب الانجاز والافعال ولخارطة طريق تعفي الاردنيين جميعا عبر سلسلة متراكمة من المصالحات التوافقية من نتائج مقولة ما يطلبه الجمهور .الوضوح والمصارحة والمكاشفة في هذه الايام الصعبة يمكن ان تتحول الى اسلحة فتاكة في مواجهة الاستحقاقات والتداعيات وكذلك وقف انحراف البوصلة والتركيز على ما هو اهم برامجيا ووطنيا بدلا من الاستعراضات المقيتة والاسترسال في تبادل اللوم حيث قلناها سابقا ونعيدها اي بوصلة لا تشير الى القدس خائنة .طبعا الفرصة مواتية لفتح صفحة جديدة والعمل على نهج مختلف في ادارة الدولة والتأسيس لحراك ابيض القلب واللسان على مستوى الادارة يقصي رموز المحسوبين على المحور الغربي والامريكي ويحارب الفساد ويعالج الفقر والبطالة وازمة المديونية ويوقف تلك الشعارات الاستعراضية الاستهلاكية الخالية من مضمون حقيقي على الارض .مع العودة للجادين الوطنيين من الرموز بدلا من الاعتماد على شخصيات هلامية من النوع الذي تهرب عند اول مواجهة فالتاريخ لا يرحم عندما تواجه الاوطان ازمات كبيرة وصفحاته مليئة بتجارب الدول التي سقطت لانها اعتمدت على المنافق الضعيف بدلا من القوي الامين .ويحتاج المشهد داخليا ايضا الى تشكيل كتلة وطنية حرجة تشتبك باسم الشعب والدولة مع التفاصيل وتبلغ من يحاولون اعادة ترسيم المنطقة في واشنطن وتل ابيب بكلمة الشعب الاردني الصارمة بدلا من الانتظار والترقب والسماح للآخر بالعبث في المعادلة الداخلية الاردنية .بالمقابل خيارات التنويع في العلاقات الاقليمية لم تعد الان وفي الظرف الراهن مجرد خطوة قيد البحث ،الامر الذي يتطلب مراجعة عميقة لتحالفاتنا وصداقاتنا بكل ما تقتضيه المسالة من انفتاح شفاف وحقيقي على محور دول الممانعة وتيارات المقاومة وبكل ما تتطلبه سواء في ايران او في تركيا او في سورية والعراق ولبنان .ينبغي ان نعيد حساباتنا ايضا مع مؤسسات الشعب الفلسطيني جميعها وبدون استثناء على اساس وحدة المصير واحتياجات المواجهة والاشتباك بما في ذلك حركتي حماس وفتح وجميع فصائل المقاومة في غزة والضفة الغربية وجميع الشخصيات والفعاليات في فلسطين التاريخية دون ان ننسى مؤسسات الشرعية والرئاسة الفلسطينية .ودون ان ننسى بالمقابل العمل على تعزيز صمود شعبنا الفلسطيني بكل ما نستطيع تقديمه خصوصا لأهلنا في القطاع المحاصر والضفة الغربية المحتلة عمليا .وهنا ينبغي علينا كأردنيين ان نتذكر بان ثلاثة اجيال على الاقل من شباب الضفة الغربية التي يهدد نتنياهو بضمها بعد الجولان يمثلون شرائح فاعلة ومناضلة ونشطة ومقاومة لم نتحدث معها كأردنيين ولا نعلم عنها شيئا طوال اربعة عقود في مؤشر تقصير حقيقي يمكن معالجته بمبادرة سريعة وخلاقة ومنتجة فورا .

مشاركة :