إيران تهدّد «القيادة المركزية» والبحرية الأميركية بالخليج

  • 4/10/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق مسؤولون إيرانيون، أمس، تهديدات عسكرية ضد القوات الأميركية في المنطقة، على خلفية تصنيفها «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، في حين رفعت قوات واشنطن بالعراق حالة الاستنفار، لكن «البنتاغون» أشار إلى عدم تغيير قواعد الاشتباك. بعد يوم واحد من قرار الولايات المتحدة الأميركية غير المسبوق إدراج "الحرس الثوري" في قائمة الإرهاب، تعهدت إيران بمحاربة القيادة المركزية الأميركية بالشرق الأوسط المعروفة بـ "سنتكوم" التي صنفتها "جماعة إرهابية"، وحذرت حاملات الطائرات الأميركية من الاقتراب من زوارق "الحرس" السريعة المنتشرة في مياه الخليج. ووجهت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في بيان، تحذيراً إلى واشنطن، قالت فيه "إننا لن ندخر جهداً في محاربة مجموعة سنتكوم الإرهابية"، محذرة من تداعيات "الإجراء العدائي الأميركي". واعتبر البيان أن "الحرس الثوري تمكن من إنهاء وجود الجماعات الإرهابية في العراق وسورية بطلب من حكومتي البلدين، وهو ما فرض هزيمة قاسية على أميركا عرابة الإرهاب بالمنطقة". في موازاة ذلك، حذّر القائد البارز بـ "الحرس" محسن رضائي الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تداعيات خطوته. وقال رضائي: "يا سيد ترامب قل لسفنك الحربية ألا تمر قرب زوارق الحرس الثوري". وأصدر الجيش الإيراني بياناً قال فيه: "سندافع يداً بيد، وحتى آخر لحظة عن النظام الإسلامي ومبادئ الثورة الإسلامية وإنجازاتها". وقال وزير الدفاع العميد أمير حاتمي، إن "بلاده سترد سريعاً إذا طبقت واشنطن قرارها الأحمق على الأرض بالمثل ووفق استراتيجياتها". ويدخل القرار حيز التنفيذ الأسبوع المقبل وفق ما أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أمس الأول. تحذير رسمي وذكر نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، عباس عراقجي، أن الخارجية الإيرانية استدعت السفير السويسري في طهران الذي يرعى المصالح الأميركية لتحميله رسالة تحذير واضحة من إمكانية وقوع مواجهة عسكرية في الخليج، وذلك عشية إدراج المؤسسة العسكرية الإيرانية على قائمة الإرهاب. «البنتاغون» وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم "البنتاغون" ربيكا ريبيرتش، مساء أمس الأول، إن "قواعد الاشتباك لم تتغير"، مضيفةً في تعليق على تهديدات إيرانية للقيادة المركزية في الجيش الأميركي: "ليس لدينا معلومات موثوق بها توحي بوجود تهديد وشيك"، مضيفة أن "البنتاغون" لا يكشف عن تعديلات مستويات الحماية، لكنه يتخذ الإجراءات المطلوبة لضمان سلامة القوات الأميركية في جميع أنحاء العالم. في السياق، نقلت تقارير عن مصدر أمني، أمس، أن القوات الأميركية ترفع إجراءاتها الأمنية بمحيط مقراتها في العراق. وتشير التقديرات إلى أن الحرس الثوري يضم 125 ألف فرد، ويشمل وحدات عسكرية وبحرية وجوية، كما يقود "الباسيج" وهي قوات متطوعين شبه عسكرية، بالإضافة إلى أنه يسيطر على البرامج الصاروخية الإيرانية. وخاضت قوات الحرس الثوري الخارجية المعروفة بـ "فيلق القدس" بقيادة اللواء قاسم سليماني حروب إيران بالوكالة في المنطقة. روحاني على مستوى سياسي، وصف الرئيس حسن روحاني الولايات المتحدة بأنها "زعيمة الإرهاب الدولي"، مؤكداً أن بلاده تخوض "المعركة ضد الإرهاب منذ نشأته". وقال في مخاطباً الأميركيين: "من أنتم لتصفوا بالإرهابية المؤسسات الثورية؟". وندد بالإجراء الأميركي ودافع عن أعمال "الحرس" في سورية ولبنان والعراق. ولوح بقدرة بلاده الصاروخية المثيرة للجدل، وقال إن "إيران طوال السنة الماضية صنعت صواريخ لا يستوعبها العقل الأميركي". وقال روحاني "سيوحد هذا الخطأ الإيرانيين، وستزيد شعبية الحرس في إيران وفي المنطقة". وأضاف في كلمة ألقاها بمناسبة اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية في إيران: "أبلغكم يا قادة أميركا... إذا ضغطتم علينا فسننتج بكثرة أجهزة الطرد المركزي آي.آر8 المتطورة". وانتقد روحاني الأوروبيين بسبب التجارة، وقال "تحلينا بالصبر وسنبقى صابرين... لكنّ للصبر حدودا... نفذوا التزاماتكم واحترموا تعهداتكم". خامنئي من ناحيته، أعرب المرشد الأعلى علي خامنئي عن ثقته بأن "ألاعيب الولايات المتحدة ضد الحرس ستفشل"، منتقدا قرار ترامب. وقال خامنئي لمجموعة من أعضاء "الحرس الثوري": "لدى الأميركيين رغبة في التآمر على حرسنا، إن الحرس في طليعة مواجهة أعداء ثورتنا، ودافع دائما عن البلاد... أميركا فشلت في وقف تقدمنا"، مضيفا: "رغم كل الضغط في الأربعين عاما الماضية فشل الأميركيون في فعل أي شيء وخطوتهم الوحشية لن تؤتي ثمارا". زي ورسالة في غضون ذلك، عقد البرلمان الإيراني، جلسة علنية، حيث حضر بعض النواب، ومنهم رئيس البرلمان، علي لاريجاني، باللباس العسكري لـ "الحرس". ووصف لاريجاني قرار الإدارة الأميركية بـ "الوقح"، مشيراً إلى أنه دليل على "عمق الحقد والجهالة" الأميركية. ووجه أعضاء البرلمان رسالة إلى خامنئي، بشأن الإجراءات الأميركية "غير العقلانية". وأكد نواب مجلس "الشورى" في رسالتهم أن "النواب يتعهدون باتخاذ قرارات تتناسب مع شأن الشعب الإيراني الثوري في مواجهة إجراءات الإدارة الأميركية المعادية". وفي لفتة تحمل تهديدا مبطناً للقوات الاميركية في أفغانستان، حيث ترعى طهران ميليشيات أفغانية، عنونت وكالة "فارس" المقربة من المحافظين المتشددين صباح أمس: "مقتل أربعة إرهابيين من الجيش الأميركي في أفغانستان"، وذلك في إشارة إلى هجوم وقع قرب قاعدة باغرام الجوية، أكبر قاعدة أميركية في أفغانستان مساء أمس الأول. وتقع أفغانستان في دائرة عمل "سنتكوم". صعوبات وفي حديث لوكالة فرانس برس، قال الباحث في الشأن الإيراني بالمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية كليمان تيرم، إن القرار الأميركي قد يتسبب "في مزيد من الصعوبات للدول الأوروبية وروسيا والصين خصوصاً في حال أرادت مواصلة حوار دبلوماسي مع إيران بدون أن تتهمها الولايات المتحدة بالتعامل مع إرهابيين". ويرى تيرم أيضاً أن "خطراً أكبر" يلوح في الأفق بالنسبة للشركات الأجنبية "بأن تقوم بالتجارة مع إيران بدون أن تتهمها واشنطن بتمويل الإرهاب"، نظراً لوجود الحرس الثوري في قطاعات رئيسية في الاقتصاد الإيراني، عدا التهديد بـ "تصعيد التوترات العسكرية بين شبكات النفوذ في الحرس الثوري والجيش الأميركي". مصالحة واشتباك في المقابل، قال رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأميرکية، براين هوك أمس في مقال بعنوان "الحاجة إلى المصالحة بين إيران والولايات المتحدة"، نُشر في صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الثورة الإيرانية فشلت في الوفاء بما وعدت به الشعب، مشدداً على أن مصير النظام بيد الشعب الإيراني وحده. وکتب هوك: "يوماً ما، ستعمل ألمع الأفكار في بلادنا على حل مشاكل الشعب الإيراني من خلال إقامة علاقة بين الولايات المتحدة وإيران". واتهم الحكومة الإيرانية بـ "القمع والفساد والمشاركة في الحروب الدينية والمذهبية بلبنان وسورية والعراق وأفغانستان واليمن وغيرها". السعودية ترحب على صعيد ردود الأفعال الدولية، رحبت السعودية بقرار واشنطن ضد "الحرس الإيراني"، واصفة إياه بـ "خطوة عملية وجادة في جهود مكافحة الإرهاب". ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر بالخارجية السعودية قوله إن "القرار يترجم مطالبات المملكة المتكررة للمجتمع الدولي بضرورة التصدي للارهاب المدعوم من إيران، من أجل حفظ الأمن والسلم الدوليين". وكانت البحرين رحبت كذلك بالقرار الأميركي. ودعت فرنسا إلى تجنب أي تصعيد للتوتر في منطقة الشرق الأوسط. وتعليقا على القرار الأميركي، ردت وزارة الخارجية الفرنسية بالقول، إن باريس "لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي المبرم عام 2015". ورفض الاتحاد الأوروبي، أمس، التعليق على قرار الإدارة الأميركية إدارج الحرس الثوري الإيراني على قائمة «الإرهاب». إلى ذلك، قالت وسائل الإعلام الرسمية، إن إيران عينت الدبلوماسي والمفاوض النووي السابق مجيد تخت روانجي رئيسا لوفدها في الأمم المتحدة، في وقت تحاول فيه إنقاذ اتفاق نووي مع قوى عالمية رغم انسحاب الولايات المتحدة منه، بينما قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي: «بدأنا تركيب سلسلة تضم 20 جهازا من أجهزة الطرد المركزي من طراز 6 آي ار، وتم اعلام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك».

مشاركة :