قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي “يحيى التليدي” إن تصنيف الحرس الثوري الإيراني إرهابيًّا من الإدارة الأمريكية سيشكل خطوة محورية في تحديد أحد أهم مصادر الإرهاب في المنطقة والعالم، وسيحد من النفوذ الإيراني كذلك، حتى لو أنه جاء متأخرًا. وفي التفاصيل، أوضح “التليدي” لـ “سبق” أن هذا القرار يعد الأول من نوعه بتاريخ الولايات المتحدة، وخصوصًا أن الحرس الثوري الإيراني يشكل نصف القوة العسكرية الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك هو قلب نظام الملالي وحربته المسمومة، وهو المسؤول عن دعم وتمويل وتدريب الحركات الإرهابية التابعة له، وفي مقدمتها حزب الله في لبنان، ومليشيات الحوثي في اليمن، والحشد الشعبي في العراق. وأكد أن الخطوة الأمريكية غير المسبوقة ليست فقط ستزيد من عزلة إيران، وانحسار نفوذها في المنطقة، بل سيكون لها تأثيرها البالغ على الداخل الإيراني؛ إذ إن الحرس الثوري يهيمن على ثلث الاقتصاد الإيراني الذي يئن تحت وطأة العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ أشهر؛ وبالتالي ستظهر تداعيات القرار الأمريكي على مناحي الحياة داخل إيران، وكذلك سيزيد من نزيف العملة الإيرانية وانهيارها؛ وهو ما يجعل الشعب الإيراني الذي نفد صبره يثور مجددًا لإسقاط نظام الملالي؛ لتنتقل المعركة فعليًّا داخل إيران. وأضاف “التليدي”: على مَرّ العقود الماضية، وتقريبا بعد 38 عامًا من الإرهاب المنظم، دأب الحرس الثوري الإيراني على تنفيذ تفجيرات واغتيالات داخل إيران وخارجها، واعتداءات على سفارات الدول التي يفترض أن تكون محمية بالقانون الدولي، وتهريب البشر والإرهابيين وصولاً إلى تهريب المخدرات والأسلحة، قبل أن يتم تصنيفه مؤخرًا منظمة إرهابية. وأشار إلى أنه لا يمكن تخيل قذارة إرهاب الحرس الثوري الإيراني، الذي وصل لأطهر البقاع وأقدسها (مكة المكرمة والمدينة المنورة). ونتذكر تاريخ اعتداءاتهم على الحجاج، ومحاولات تنفيذ هجمات إرهابية داخل الحرمين الشريفين.
مشاركة :