دبي: «الخليج» من المقرر أن تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً كبيراً في مشروع الحزام والطريق الصيني، كما جاء ضمن فعاليات ملتقى الاستثمار السنوي الذي يستمر حتى 10 إبريل/ نيسان في دبي والذي ركّز في يومه الثاني من دورته التاسعة على العديد من الاستثمارات والمشاريع المرتبطة بالمبادرة.واستعرض الملتقى في يومه الثاني أفضل الممارسات في مجال استقطاب الاستثمارات من الأسواق الناشئة، وسلط الضوء على طرق جديدة في استهداف الأسواق الناشئة، وتحديداً في ما يتعلق بوكالات ترويج الاستثمار. ولفت المؤتمرون إلى أن الأسواق الناشئة لديها دوافع مختلفة للاستثمار الأجنبي المباشر عن تلك في الدول المتقدمة. فهذه الشركات يمكنها تأمين ميزات التكلفة في البلد الأم ولكنها تتجه الى البلد المضيف للحصول على الخبرات الإدارية والتسويقية. وقال عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة فخورة باستضافة هذا المنتدى ضمن ملتقى الاستثمار السنوي كدليل على علاقاتنا الاقتصادية والتجارية القوية مع الصين. وينمو التبادل التجاري بين البلدين كل عام. ونتوقع أن تصل الأنشطة التجارية إلى 33 مليار دولار بين الإمارات والصين. وإضافة إلى ذلك، يوجد لدى البلدين شراكات استراتيجية متعددة لتعزيز البحث العلمي وفي قطاعات الطاقة المتجددة والمياه، وهذا التعاون من المقرر أن يوسع التجارة المتبادلة بين الإمارات والصين. وإضافة إلى ذلك، تم تعزيز الشراكة الاستراتيجية من خلال توقيع 13 مذكرة تفاهم بين الإمارات والصين. ولن يساعدنا هذا المنتدى في تبادل الأفكار فحسب، بل يساهم أيضاً في دمج شراكات التجارة والاستثمار المستدامة».بدوره، قال «يي تشانج»، نائب الأمين العام لغرفة التجارة الصينية الدولية، إن مبادرة الحزام والطريق تعد إنجازاً كبيراً بالنسبة للصين. وقال: «سيصبح هذا المنتدى منصة أساسية لنا لتبادل الأفكار وسياسات التنمية لدينا. والصين والدول العربية لديها علاقات جيدة وودية، وسوف تمكن المبادرة إيصال هذه العلاقة إلى مستوى جديد. وهناك الكثير من المشاريع التي أعلن عنها في المبادرة. وتهدف غرفة التجارة الصينية الدولية إلى تشجيع الاستثمارات التجارية في جميع أنحاء العالم. ونحن على ثقة بأن الأنشطة التي عقدت في دولة الإمارات العربية المتحدة سيتم الترويج لها بشكل جيد ومن خلال المبادرة سنوسع الفرص التجارية بين الصين والإمارات العربية المتحدة الى مستويات أكبر». ووجد تقرير مؤسسة ماكينزي العالمية أنه على الصعيد العالمي، هناك حاجة لاستثمار متوسطه 3.3 تريليون دولار أمريكي سنوياً في البنية التحتية الاقتصادية من أجل دعم معدلات النمو المتوقعة حالياً حتى عام 2030. ومن المتوقع أن تمثل الاقتصادات الناشئة نحو 60% من تلك الحاجة.وبتسليط الضوء على أهمية مبادرة «الحزام والطريق»، قال الدكتور موخيسا كيتوي، الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، سويسرا، إن «مبادرة»الحزام والطريق«هي مبادرة جد مجدية. وقد أدى هذا النموذج إلى ارتفاع الاستثمار في تطوير البنية التحتية في الصين ومشاريع البنية التحتية الصينية في الخارج. ونحن بحاجة إلى فهم نماذج الأعمال التي نجحت في الصين في تعزيز سلاسل توزيعها عن طريق تحويل العلاقات التجارية إلى مشاركة عالمية». ومبادرة «الحزام والطريق» هي عبارة عن سياسة بقيمة 900 مليار دولار أطلقتها الحكومة الصينية للبناء على طرق التجارة القديمة من الصين عبر آسيا الوسطى بالسكك الحديدية (الحزام)، وإلى إفريقيا وخارجها عن طريق البحر (الطريق). وتشمل المبادرة 69 دولة تشكل 60% من سكان العالم و40% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وفقاً لتقرير صادر عن «نايت فرانك».الفرص الاستثماريةتناول الملتقى في يوميه الأولين عمليات الاستثمار في القطاعات الزراعية والسياحية والترفيهية والبنى التحتية والقطاع اللوجستي، وغيرها. وشملت مواضيعه الفرص الاستثمارية التي توفرها دولة الإمارات والأسواق الناشئة إضافة الى مواضيع هامة مثل إدارة المخاطر الاستثمارية والتسويق الاستثماري والديناميكية المؤسسية الخاصة بالاستثمار، والاستثمار في قطاعات الطاقة والتصنيع والعمليات المالية. ويستهدف الملتقى الاقتصادات سريعة التغيير والبلدان والصناعات الناشئة لمساعدتهم على تعزيز إمكاناتهم. وهو يجذب مزيجاً من المسؤولين الحكوميين ذوي المستوى العالي وأصحاب الأصول الخاصة ومؤسسي المشاريع من جميع أنحاء العالم. ويطرح الملتقى أهم الدروس المستفادة من التجارب الدولية في موضوع التنوع الاقتصادي، وجهود دولة الإمارات في فتح آفاق جديدة أمام فرص الاستثمار المباشر الواعدة، من أجل تسريع عملية التنوع الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال «ريموند ييب»، نائب المدير التنفيذي لمجلس تنمية التجارة في هونج كونج (HKTDC): «تواصل دبي إقامة علاقات تجارية أوثق مع هونج كونج والصين. ومجلس تنمية التجارة في هونج كونج هو منظمة ترويج تجارة المكاتب التابعة لحكومة هونج كونج التي تحتفظ بمكتب في الإمارات العربية المتحدة منذ أوائل السبعينات. ولدينا ثقة بالبلاد ونحن نحقق معالم في وقت قصير جداً». وتاكيداً لأهمية مبادرة «الحزام والطريق»، أكّد مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لشركة الشروق التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتنمية، على أهمية ومكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في تنمية التجارة والأعمال في المنطقة. كما أوضح أن الشارقة تعلب دوراً في تعزيز النمو الاقتصادي وأنها وجهة استثمارية مهمة للمستثمرين الصينيين.ومع التركيز على المشروعات الرئيسية في علم تكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة والأغذية والزراعة، ركز منتدى مبادرة «الحزام والطريق» في ملتقى الاستثمار السنوي على العديد من النقاط المهمة في المبادرة.
مشاركة :