بعد إجراء استطلاع للرأي على صفحات التواصل الاجتماعي، أعلنت أمانة العاصمة الأردنية عمّان، عزمها استبدال الزي البرتقالي الذي طالما ارتداه عمال النظافة في المملكة بلون الأزرق الفيروزي (التركواز). وكان أمين عمان عقل بلتاجي شكل لجنة لدراسة تغيير لون الزي واختيار لون جديد يلائم طبيعة المهنة وعوامل الطقس والسلامة العامة. وبعدها جرى عرض ثمانية ألوان للتصويت عليها، ليحصل اللون التركوازي على الكم الأكبر من الأصوات على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفحة الأمانة الالكترونية. وسيرتدي العمال الذين يبلغ عددهم أكثر من ستة آلاف، الزي الجديد ابتداء من العشرين من الشهر الحالي، حسبما أعلنت الأمانة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني. ويأتي إعلان الأمانة استجابة لمبادرة أطلقها جواد الكساسبة - شقيق الطيار الأردني الذي أحرقه تنظيم "داعش حيا"- تطالب بتغيير الزي البرتقالي الذي بات مرتبطا باستشهاد الطيار على ايدي التنظيم المتطرف قبل شهرين. وأوضحت الأمانة ان "هذا القرار جاء استجابة لمطالب العديد من المواطنين وأهالي عمان وشقيق الشهيد معاذ الكساسبة؛ حيث أصبح اللون البرتقالي مرتبطا بالممارسات الإرهابية لتنظيم داعش، وحرصا من الامانة على عدم تشويه صورة عامل الوطن ورسالته لخدمة المدينة وقيم العمل الشريف التي يجسدها". كما أوضحت الأمانة ان "تغيير الزي سيتم على مراحل وبالتدريج؛ حيث سيتم صرف بدلات لعمال الوطن أربع مرات في العام للحفاظ على مظهرهم العام واللائق". يذكر ان الكساسبة أسر في ديسمبر (كانون الاول) بسوريا بعد سقوط طائرته المشاركة في الضربات الجوية للتحالف الدولي لضرب مواقع التنظيم في محافظة الرقة (شمال). وجرى إعدامه حرقا وهو حي في مشهد رهيب كانت له أصداء عالمية كبيرة. وسبق للتنظيم نشر صور ومشاهد تظهر قيامه بقطع رؤوس أسرى أجانب وعرب، وتنفيذ عمليات إعدام جماعية بحق معارضيه، ارتدى أغلبهم الزي البرتقالي. وكانت «الشرق الأوسط» في حينها أجرت تحقيقا لكشف أسباب ارتداء أسرى "داعش" الزي البرتقالي في مقاطع الفيديو لمشاهد الاعدامات. وخلص التحقيق الى أن هذا السلوك فيه رمزية ومحاكاة، وأن التنظيم يختار الزي البرتقالي كنوع من التضامن مع مسجوني معتقل غوانتانامو. ويرمز اللون البرتقالي أيضا الى الثأر والانتقام الذي ينتهجه "داعش" ردا احتجاز عناصره. ويحاول التنظيم أيضا تعميم رسالة أنه يستطيع أن يحكم وينفذ الإعدامات تماما كما لو أن لديه أنظمته المتكاملة، حسبما استخلص التحقيق. يذكر أن تنظيم القاعدة كان استخدم اللون البرتقالي قبل "داعش" عام 2004، وكان ظهور اللون البرتقالي في تلك الفترة حين بث التنظيم مقطعا مرئيا للمهندس الأميركي بول جونسون، الذي اختطفه أفراد ما يعرف بـ«تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» وقطعوا رأسه.
مشاركة :