حكيمة عامر كان عملا مسرحيا غاية في الروعة يطرح قضية تعنيف المرأة والتحرش بها في قالب تراجيكوميدي هادف بقلم الكاتب والناقد المتميز حسن نرايس..استمتعت بمشاهدته والسفر عبر شخوصة المبدعة ..اعادني الممثل عاجل الى الزمن الجميل حين كنا نتفاعل ونحن اطفال مع مسرحية حسي مسي. وشرح ملح .حيث كنا نضحك بصدق ..ونتأثر بصدق.. والحال اليوم ان جل المسرحيات تسعى خلق الكوميك. وابتعدت عن الكوميديا..كما غاب عن الممثل الدور الصادق النبيل الذي يترك رسالة تساهم في تغيير المواقف..الشيء الذي تمثله سي حسن في مسرحيته حين تحضر شخصية الرجل الذي لقب هنا بالهايش ضد المرأة وهي امرأة تعمل بملهى ليلي واسمها جميلة وهذا يجعلنا نتحضر المقاربة التناصية بين جميلة والوحش في احدى المشاهد تظهر جميلة والهايش في صراع كبير حيت يسعى الهايش الى ابتزاز جميلة وضربها واستفزازها ..واذلالها الشيء الذي جعلها تفقد السيطرة على اعصابها فتقتله اذ هي تقتل ذلك المجتمع الذي همشها وجعلها امرأة مقهورة .مسلوبة الأرادة والحرية ..لينتهي بها المطاف في مصحة المجانين .وهنا تظهر شخصية الطبيب والممرض اللذان يدخلان معها في استنطاق عنها وعن حياتها الخاصة ..وعن الاسباب التي دفعتها الى قتل زوجها الهايش... على المستوى الفني نلاحظ لمسة فنية بارعة من صنع الفنان عاجل رافقه المبدع نجله فيما يتعلق بالاضاءة وتقنية الصوت التي زادت لذة العرض تلك الايقاعات والايحاءات الموسيقية الرائعة بايحاء من الفنان فتاح النكادي ....أرى ان الابداع المسرحي في المغرب لايزال بخير طالما اننا نسعى الى اعادته الى الدور الحقيقي الذي اخرج له الا وهو .. تنوير العقول وتغيير المجتمع والثورة على الافكار المتخلفة التي تحول دون سمو الانسان وارتقائه.