أقسم بالولاء لبريطانيا.. وسرّب أسراراً هامة للروس!

  • 4/10/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أثناء فترة الحرب العالمية الثانية، عملت الولايات المتحدة الأميركية بشكل سري على تطوير سلاح نووي عن طريق مشروع مانهاتن الذي أشرف عليه أساساً كل من الجنرال ليزلي غروفز (Leslie Groves) والفيزيائي الأميركي روبرت أوبنهايمر (Robert Oppenheimer). وقد انبثقت عن هذا البرنامج السري أولى الأسلحة النووية، التي استخدمت لقصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين خلال شهر آب/أغسطس سنة 1945. أهم جواسيس السوفييت في غضون ذلك، راقب الاتحاد السوفيتي عن كثب مشروع مانهاتن لإنتاج السلاح النووي عن طريق جواسيسه في الأراضي الأميركية، كما عمل قبل ذلك على متابعة برنامج سبائك الأنابيب النووي البريطاني الذي سبق مشروع مانهاتن. وبفضل جواسيسهم، حصل السوفييت على معلومات هامة سرّعت برنامجهم النووي. ويعتبر كلاوس فوكس (Klaus Fuchs) واحدا من أهم الجواسيس الذين نقلوا معلومات نووية حساسة للاتحاد السوفيتي، بعد دخوله فريق العمل ببرنامج سبائك الأنابيب البريطاني، قبل أن يساهم لاحقا في إنجاح مشروح مانهاتن الأميركي. درس الألماني كلاوس فوكس الرياضيات والفيزياء بجامعتي ليبزغ (Leipzig) وكيال (Kiel) والتحق بالحزب الشيوعي الألماني سنة 1930. ومع حصول النازيين على مقاليد السلطة سنة 1933، غادر ألمانيا وانتقل للعيش ببريطانيا ليواصل دراسته بجامعتي بريستول (Bristol) وأدنبره (Edinburgh) ليحصل في النهاية على درجة الدكتوراه. مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، اعتقل كلاوس فوكس لفترة وجيزة كإجراء احتياطي بسبب جنسيته الألمانية قبل أن يطلق سراحه بعد تدخل من الفيزيائي ماكس بورن (Max Born) ليعود بذلك لعمله. منحه الجنسية البريطانية في أيار/مايو 1941، استدعي هذا العالم الألماني للعمل ضمن فريق برنامج سبائك الأنابيب، كما تم منحه الجنسية البريطانية سنة 1942 بعد أن أقسم بالحفاظ على أسرار برامج التسلح البريطانية. وأواخر العام 1943، تواجد كلاوس فوكس ضمن بعثة علمية بريطانية أرسلت إلى جامعة كولومبيا بنيويورك للعمل ضمن فريق مشروع مانهاتن، حيث أوكلت للأخير مهمة تطوير طريقة للانتشار الغازي كما أرسل خلال شهر آب/أغسطس 1944 إلى لوس ألاموس (Los Alamos) بولاية نيومكسيكو الأميركية للعمل إلى جانب عدد من كبار الفيزيائيين كهانز بيته وإدوارد تيلر على حساب الطاقة الناتجة عن انفجار نووي. قنبلة الرجل البدين إلى ذلك، تركزت أبحاث كلاوس فوكس على قنبلة "الرجل البدين"، كما كان واحداً من الفيزيائيين الحاضرين خلال عملية تفجير أول سلاح نووي بموقع ترينيتي (Trinity) يوم 16 تموز/يوليو 1945. على حسب المخابرات الحربية البريطانية المكتب الخامس (MI5)، حصل كلاوس فوكس على الرمز REST ونقل خلال فترة تواجده ببريطانيا معلومات حساسة للسوفييت عن طريق الجاسوسة أورسولا بيرتون (Ursula Beurton) ، التي حملت الرمز SONYA حيث التقى الطرفان مرات عديدة على مدار عامين قبل انتقال كلاوس فوكس سنة 1943 إلى الولايات المتحدة الأميركية. وفَّر سنتين من الأبحاث على الاتحاد السوفيتي أثناء عمله ضمن فريق مشروع مانهاتن، نقل كلاوس معلومات هامة لعالم كيمياء أميركي يدعى هاري غولد (Harry Gold)، عرف باسم Raymond. وأثناء اللقاءات العديدة بمدن نيويورك وسانتا في (Santa Fe)، زود كلاوس الجاسوس السوفيتي Raymond بمعلومات قيمة حول تصاميم السلاح النووي، ما ساعد العلماء السوفييت على تسريع برنامجهم النووي. وبحسب العديد من الخبراء الأميركيين والبريطانيين، وفّر كلاوس بفضل معلوماته جهود سنتين من الأبحاث حول القنبلة النووية للاتحاد السوفيتي. سنة 1946، عاد كلاوس فوكس مجددا إلى بريطانيا ليعمل ضمن برنامج الطاقة الذرية البريطاني، إلى حين اكتشاف حقيقة نشاطاته السرية سنة 1949. فعن طريق برنامج فينونا (VENONA) البريطاني الأميركي لكسر شيفرة الرسائل السرية السوفيتية، كشفت حقيقة هذا الجاسوس، فاعتقل وصدر في حقه حكم بالسجن 14 سنة، عقب اعترافه بنقله التكنولوجيا النووية للاتحاد السوفيتي، قضى منها 9 سنوات خلف القضبان قبل أن يطلق سراحه ليعود على إثر ذلك نحو وطنه ويستقر في ألمانيا الشرقية. كما أدى توقيف كلاوس إلى الإطاحة بشبكة تجسس واسعة تعمل لصالح السوفييت على الأراضي الأميركية.

مشاركة :