تواصل – وكالات: قررت الأمم المتحدة مساء الیوم الثلاثاء إرجاء “الملتقى الوطني” بین الأطراف اللیبیین الذي كان مرتقبا في منتصف أبریل إلى أجل غیر مسمى بسبب المعارك جنوب طرابلس، في حین یعقد مجلس الأمن اجتماعا الأربعاء حول ھذا البلد. وأعلن الممثل الخاص للأمین العام للأمم المتحدة في لیبیا غسان سلامة إرجاء “الملتقى الوطني” الذي كان سیعقد من 14 إلى 16 أبریل في غدامس. وقال سلامة “لا یمكن لنا أن نطلب الحضور للملتقى والمدافع تضرب والغارات تشن”، مؤكدًا تصمیمه على عقد الملتقى “بأسرع وقت ممكن”. وكان من المقرر أن یبحث المؤتمر وضع “خارطة طریق” لإخراج البلاد من الفوضى ومن أزمة سیاسیة واقتصادیة غیر مسبوقة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. ویعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الأربعاء حول الأزمة في لیبیا، تقرر أن تكون مغلقة. في غضون ذلك، قال العقید محمد قنونو، المتحدث باسم القوات الموالیة لحكومة الوفاق الوطني، إن وادي الربیع كانت تحت سیطرتھا الثلاثاء. وأضاف أن “العدو”، في إشارة إلى القوات الموالیة لحفتر، تم دفعه إلى منطقتي سوق الخمیس والعزیزیة جنوبًا. وأكد قنونو أن قوات حكومة الوفاق الوطني شنت غارات جویة على مواقع “الجیش الوطني اللیبي” جنوب طرابلس، وعلى خطوط الإمداد التابعة لھ في وسط البلاد. وتُواصل قوات حفتر ھجومھا باتجاه طرابلس وسط معارك عنیفة مع خصومھا الموالین لحكومة الوفاق الوطني، ما أدّى إلى سقوط 35 قتیلا ونزوح أكثر من 3400 شخص حتى الآن. وكانت المعارك استؤنفت صباح الثلاثاء جنوب العاصمة، في جسر بن غشیر ووادي الربیع (حوالي 30 كم)، بحسب مصدر أمني في طرابلس. ویعلن الجانبان یومیا عن تحقیق “تقدم”، لكن لا یبدو حتى الآن أن أیا منھما تمكن من ترجیح الكفة لصالحه في ھذه المعارك. وأدان الأمین العام للأمم المتحدة أنطونیو غوتیریش بشدة “تصاعد” العنف حول طرابلس ودعا إلى “وقف فوري” للمعارك، كما دعا “جمیع الأطراف إلى الدخول فورا في حوار لإیجاد حل سیاسي”. من جھتھا، أعادت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان میشال باشلیه في بیان تذكیر “جمیع الأطراف” بـ “التزاماتھا بموجب القانون الدولي في ضمان حمایة المدنیین والبنى التحتیة المدنیة”. فيما أكد المتحدث باسم الجیش الوطني اللیبي، اللواء أحمد المسماري، مساء الثلاثاء، أن تنظیم داعش بدأ یقدم الدعم لإرھابیي طرابلس، وذلك بعد الھجوم الذي وقع في الجفرة جنوبي البلاد. وأوضح المتحدث باسم الجیش الوطني اللیبي: “قتلنا 4 إرھابیین في منطقة الجفرة”، فیما عرض خلال المؤتمر الصحفي صورا للإرھابیین الذین تم القضاء علیھم خلال المعارك. وقال المسماري إن “معركة طرابلس” الآن لیست في أیدي المجلس الرئاسي ورئیس حكومة الوفاق فایز السراج بل أصبحت في أیدي الجماعات الإرھابیة. وأضاف أن “السراج سیجد نفسه خارج الدائرة السیاسیة وسیجني نتائج تأییده الأعمى للجماعات الإرھابیة”. وأشار إلى أن الجیش اللیبي استولى على عدد كبیر من المركبات والدبابات والذخیرة من الإرھابیین في طرابلس. ولفت المتحدث العسكري إلى “اجتماع الجماعات الإرھابیة في مدینة سرت للتخطیط للھجوم على منطقة الھلال النفطي”. ویعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مغلقة الأربعاء حول الأزمة في لیبیا، حیث أدت المعارك إلى عرقلة الجھود التي تقودھا الأمم المتحدة للتحضیر للانتخابات. وقال دبلوماسیون إن مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة سیطلع المجلس على قراره تأجیل مؤتمر وطني یھدف إلى وضع خارطة طریق للانتخابات.
مشاركة :