78 محطة مياه جاهزة لاستقبال الصيف

  • 4/11/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نجحت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة فى مركز بحوث الصحراء، فى الوصول إلى نتائج مبشرة فى سياق أعمال الحملة القومية للنهوض بإنتاجية الإبل بالمراعى الطبيعية، الذي ينفذ لأول مرة داخل محطة بحوث جنوب سيناء بمدينة رأس سدر؛ بغرض رفع إنتاجية الإبل من اللحوم والألبان وتصنيع منتجاتها. وينفذ مركز بحوث الصحراء، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، مشروع الحملة القومية للنهوض بإنتاجية الإبل برئاسة الدكتور أحمد رجب عسكر، ويشارك فيه عدد كبير من الجامعات المصرية من خلال تدعيم الحملة لأوائل خريجى كليات الزراعة والطب البيطرى، بالتعاقد معهم لإجراء دراسات الماجستير والدكتوراه فى إطار مدرسة بحثية متكاملة تتعاون لإخراج الأفضل فى هذا المجال.وقال الدكتور أحمد عسكر: إن الإبل لها أهمية كبيرة فى تحقيق الأمن الغذائى فى مصر، خاصة فى ظل التغيرات المناخية وندرة المياه العذبة، موضحا أن هدف الحملة ليس زيادة تجارة الإبل، ولكن هو تنمية واستدامة الإبل وزيادة إنتاجيتها من الألبان واللحوم، وبذلك يتم العمل على رفع كفاءة الإنتاج بتحسين سلالات الإبل المصرية، واختيار أفضلها من الحيوانات عالية الإدرار للبن، لأن السبيل الوحيد للوصول إلى معدل ربح عال هو إنتاج وتسويق ألبان الإبل.وأضاف، فى رأس سدر بجنوب سيناء، تم إنشاء مزرعة نموذجية إرشادية متكاملة، واهتم المشروع بتغذية الأمهات «النوق»، ونجح فى زيادة الإنتاجية من الألبان والارتقاء بقيمة المنتج ودخوله فى مجال التصنيع، كمثال تصنيع الأجبان والقشدة والزبدة واللبن الرايب وغيرها من منتجات الألبان. وكذلك تم عمل العديد من النظم الغذائية على صغارها «القعدان»، منها «نظام الفطام المبكر»، وتغذيتها بتقنيات غذائية عالية ومفيدة، وبالفعل تم الوصول بوزن القاعود الصغير الواحد منها إلى ٣٠٠ كيلوجرام على عمر عام فقط، ومن هنا تحققت الإنتاجية العالية من اللحوم، ويأتى النموذج التكاملى للمزرعة إلى أنه بجانب حظائر الإبل قام المشروع بزراعة المحاصيل العلفية المتحملة للملوحة من البرسيم الحجازى الدائم والأعلاف الموسمية مثل الشعير والسورجم والدخن، من أجل تخفيض تكلفة التغذية والوصول إلى هامش ربح أعلى من تربية الإبل. وفى وادى حوضين بمدينة الشلاتين جنوب البحر الأحمر، قامت الحملة بإقامة مزرعة إرشادية متكاملة، وذلك بالتعاون مع الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة التابع لوزارة الزراعة، وهى شبيهة بالنموذج القائم فى رأس سدر بجنوب سيناء. وهناك أيضا تم توظيف الموارد المتاحة من الأرض والمياه الجوفية المالحة لإنتاج أعلاف خضراء تنتج أنواعا نباتية مقاومة للملوحة وذات قيمة غذائية عالية، للتقليل من تكلفة تغذية الإبل.بينما كان يتركز عمل مشروع الحملة فى منطقة الساحل الشمالى الغربى بمطروح على التعامل المباشر مع مربى الإبل، وليست بإقامة مزرعة نموذجية إرشادية خاصة بالحملة، كما تم فى منطقة جنوب سيناء والشلاتين، بهدف تطوير النظم الغذائية المتعارف عليها للإبل، وتجنب الرعى الجائر وتعظيم الاستفادة من المراعى الطبيعية من أجل خفض الفجوة الغذائية ما بين كميات الأعلاف الموسمية المتوفرة من المرعى واحتياجات الإبل الغذائية خلال المراحل الفسيولوجية المختلفة؛ حيث اكتشف الباحثون بالحملة بأن فترة جفاف المرعى تتزامن مع مرحلة نهاية الحمل للنوق، مما يتسبب فى كارثة كبيرة لدى المربين من خلال نقص الغذاء المتوافر من المرعى، فضلا عن أنها من المراحل الفسيولوجية الحرجة للحيوان، التى تتطلب ارتفاع احتياجاتها الغذائية كمًّا ونوعًا.وأكد الدكتور أحمد عسكر، أن فترات نهاية الحمل تعد من الفترات الحرجة للمجترات بشكل عام، والتى يتوقف عليها إهدار الثروة الحيوانية فى مصر، موضحا أن الإبل موسم تكاثرها فى الشتاء وفترة حملها حوالى ١٣ شهرا، تحتاج خلالها إلى تغذية جيدة للوصول إلى وزن مولود عالى ومعدل إنتاج لبن كاف للنمو الجيد للمواليد، بينما فى مناطق الساحل الشمالى الغربى والصحراء بشكل عام تطول فترات جفاف المرعى، التى تمتد مع فصل الصيف إلى أوائل الشتاء، وفيها يتكفل المربى بشراء الأعلاف باهظة الثمن لتوفير الغذاء اللازم لتغطية احتياجات النوق خلالها، خاصة فى المرحلة الأخيرة من الحمل، والتى تستلزم توفير كمية أكبر من الغذاء الكافى ليغطى احتياجات الأم والجنين معا. وقال اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، إنه تفقد محطة بحوث رأس سدر، وهى فكرة من المراكز التى تخرج عملا مميزا وتطور فى نواحى متعددة من المشروعات الإنتاجية، مشيدا بما شاهده من مشروعات منفذة بالفعل، وظهر إنتاجها على أرض الواقع داخل المحطة التى تبلغ مساحتها نحو ٢٥ فدانا، بالإضافة إلى مساحة ٦ أفدنة خارج المحطة بامتداد السور البحرى والقبلى للمحطة، مؤكدا أن المحطة بمثابة مركز إشعاع للتنمية الزراعية المتكاملة تحت الظروف الملحية داخل المحافظة، وأن المحافظة مقبلة على مشروعات زراعية حديثة تسهم فى زيادة الناتج المحلى من القمح واللحوم الحمراء، معلنا أن مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة برأس سدر، نجح فى إنتاج محاصيل حيوية مهجنة تصلح فى الأراضى المالحة، إضافة إلى إقامة مشروعات حيوية، مثل: عسل النحل والزيتون، بالتعاون مع مركز البحوث بوزارة الزراعة.وأعلن المحافظ عن نجاح المركز فى إنتاج سلالة جديدة من القمح أطلق عليها المحافظ «سدر ١»، جرى زراعته فى تربة مالحة، وريها بمياه تحتوى على نسبة ملوحة عالية بمحطة بحوث رأس سدر، مؤكدا أنه سيجرى تعميم التجربة بجميع مدن المحافظة، خاصة أن القمح محصول استراتيجى مهم. موجها الشكر إلى المسئولين لتنفيذ هذه الأبحاث، ومطالبا الجميع بتطبيقها لتصبح جنوب سيناء سلة غذاء مصر.ومن المتوقع أن تحصل إنتاجية الفدان أكثر من ١٢ أردبا، حسب ما أكد الدكتور إيهاب سعود نائب رئيس مركز بحوث صحراء رأس سدر.

مشاركة :