بنما: سامي مسالمة أكد كبار المسؤولين وقادة الأعمال في دولة الإمارات ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي، التزامهم التام بتطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك، مع انطلاق فعاليات النسخة الثالثة للمنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية، أول من أمس في العاصمة البنمية. وقال الرئيس خوان كارلوس فاريلا، رئيس جمهورية بنما خلال افتتاح المنتدى: «تلعب بلداننا دوراً رئيسياً في الربط والتواصل الإقليمي، فاقتصادنا يعتبر أحد أسرع الاقتصادات نمواً في المنطقة، وأطلقنا استراتيجية لتعزيز علاقاتنا الثنائية مع الدول الخليجية في قطاعات استراتيجية». كشف رئيس جمهورية بنما خلال اجتماع رفيع المستوى عقده مع أعضاء وفد غرفة دبي المشارك في المنتدى، أن بنما ودبي تخططان لتأسيس مجموعات عمل خاصة لتطوير التعاون في قطاعات رئيسية ذات اهتمام مشترك، ومنها السياحة والعقارات والمناطق الحرة، وذلك لتحقيق نتائج على المدى القصير والدفع بالعلاقات الثنائية إلى مستويات متميزة. وتحدث المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، عن التعاون بين دولة الإمارات والدول اللاتينية، مشيراً إلى أن سياسة الانفتاح التي تتبعها دولة الإمارات والتزامها القوي بالتنويع الاقتصادي، هما الأساس في قصة نجاحها، مضيفاً أن هذه الاستراتيجية ساعدت دولة الإمارات على تأسيس شراكات في أماكن مختلفة حول العالم، مؤكداً أن المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية، هو استمرار لهذه الاستراتيجية باعتباره جزءاً أساسياً في جهود تعزيز التبادل التجاري والتعاون الاستثماري. وأكد الشحي في تصريحات صحفية على هامش المنتدى، أن الإمارات تنظر إلى أمريكا اللاتينية بأهمية كبرى، لأن الحكومة الإماراتية تسعى إلى فتح آفاق جديدة للتجارة والاستثمار والسياحة عبر القارات، مشيراً إلى اعتقاده أن هناك فرصاً كبيرة غير مستغلة من قبل المستثمر الإماراتي، كما أن حجم التجارة بين الإمارات وأمريكا اللاتينية لا يعكس حجم الاقتصاد اللاتيني. طلبات لاستضافة المنتدى وأشار الشحي إلى أن المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية، سيفتح آفاقاً وفرصاً كبيرة وسيلغي الكثير من العقبات بين الطرفين، كما أن وجود الإمارات اليوم في بنما سيخلق أيضاً تنافساً كبيراً ما بين الدول اللاتينية الأخرى التي ستسعى إلى استضافة هذا الحدث في نسخه القادمة في بلادهم، إذ إن هناك طلباً من كولومبيا لاستضافة النسخة القادمة من المنتدى، كما أن المكسيك أيضاً تقدمت بطلب استضافة، وهناك فرص كبيرة يمكن استغلالها في هذه الدول. وأشار الشحي إلى اعتقاده أن كثيراً من دول أمريكا اللاتينية، ستقوم بزيارات مختلفة للإمارات للاستفادة من التجربة الناجحة وتطبيقها في بلادهم، مثل ما فعل الرئيس البنمي بعد مشاركته في نسخة العام الماضي من المنتدى العالمي لدول أمريكا اللاتينية في دبي، إذ قام بنقل تجربة الإمارات في عدد من القطاعات والقوانين إلى بنما لتطبيقها هناك، ولفت إلى أن حكومة الإمارات وكذلك القطاع الخاص، مستعدان لمشاركة هذه الدول مختلف التجارب لتطوير اقتصادها. خطوط طيران مباشر وقال: «من أهم النقاط أيضاً التي تم التطرق لها خلال الاجتماعات مع الوفود المشاركة، هو آليات التواصل، وأعتقد أن طيران الإمارات متى كان هناك رغبة من حكومات بلدان أمريكا اللاتينية، كبنما وكولومبيا لإزالة العقبات لعمل خطوط طيران مباشرة، فإنها لن تفوت هذه الفرصة، ولذلك يجب على الجانبين في أمريكا اللاتينية والإمارات، العمل لتوقيع اتفاقيات الأجواء المفتوحة والحرية الخامسة، فهذه الخطوات تساعد شركات الطيران للقيام بدراسات جدوى، فقطاع الطيران يعتبر تنافسياً وقوياً، لكن أيضاً هناك عائق الحمائية في بعض دول أمريكا اللاتينية وتحديداً لدى بعض شركات الطيران لحماية مصالحها، ومع ذلك، فإن هناك رغبة قوية من حكومات بلدان أمريكا اللاتينية لفتح خطوط طيران مباشر سواء من خلال طيران الإمارات أو الاتحاد». مكتب تمثيلي وقال ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي: «يعتبر استضافة بنما للمنتدى، دليلاً على العلاقات المتنية التي تجمع البلدين، حيث يوفر المنتدى صورة شاملة عن الاتجاهات الرئيسية التي تميز الأسواق اللاتينية والكاريبية والفرص التي توفرها هذه الأسواق للشركات في الإمارات، ومنها أعضاء الغرفة الذين تجاوز عددهم 231,000 عضو». وأعلن الغرير عزم الغرفة افتتاح مكتب تمثيلي خارجي لها في المكسيك خلال العام الجاري، ليكون رابع مكاتبها التمثيلية في الأسواق اللاتينية، معتبراً هذه الخطوة استراتيجية في تعزيز الوجود الإماراتي في الأسواق اللاتينية والارتقاء بمستوى التبادل التجاري بين دبي وأمريكا اللاتينية. ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوع على افتتاح غرفة دبي مكتباً تمثيلياً جديداً لها في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، وذلك في أعقاب افتتاح مكتبي البرازيل وبنما في 2017 و2018 على التوالي. وأشار رئيس مجلس إدارة غرفة دبي، إلى تطور العلاقات التجارية بين الجانبين، مشيراً إلى أن تجارة دبي غير النفطية مع الدول اللاتينية ارتفعت بنسبة 46% خلال الفترة 2011-2018، وذلك من 4.6 مليار دولار في 2011 إلى 6.7 مليار دولار أمريكي في العام 2018، معتبراً أن صادرات دبي إلى الأسواق اللاتينية تشهد نمواً ملحوظاً، وأكد أن هذه التطورات التجارية الإيجابية هي حصيلة واعدة للتعاون الثنائي الذي نتج عن تنظيم منتديات الأعمال العالمية. تمهيد الطرق وقال في تصريحات إضافية على هامش المنتدى: «كثير من الشركات اليوم تتعامل مع قطاعات موجودة من الأساس فيها، ولذلك عند النظر إلى أماكن بعيدة جداً، كدول أمريكا اللاتينية، يكون من الصعب عليهم الاستثمار والدخول في هذه الأسواق الجديدة، كما أنهم لا يملكون المعلومات الكافية عن هذه الأسواق، فهنا يأتي دور «غرفة دبي» في تقريب هذه الأسواق وتوفير المعلومات والتقارير، التي من شأنها أن تعطي صورة عن أبرز القطاعات وتعريف مجتمع الأعمال بها وبأهمية الاستثمار فيها. عمليات استحواذ وأشار الغرير إلى أنه من الممكن أن تحصل عمليات استحواذ لشركات إماراتية في أمريكا اللاتينية سواء في قطاع الأغذية أو اللوجستيات أو حتى البنوك، كما أن الدول اللاتينية تسعى جاهدة إلى تطوير اقتصادها لتجنب الوضع الذي حصل في فنزويلا على سبيل المثال، بالرغم من أنها دولة قوية ونفطية، إلى جانب أن الإمارات تسعى لخلق تبادل اقتصادي قوي وترفع من فرص العمل، كما أن الشركات الإماراتية لا تريد حوافز للدخول إلى الأسواق اللاتينية، إنما يكفي تشريعات تحمي الشركات والاستثمارات، بالإضافة إلى توفير القطاعات الاقتصادية المناسبة للاستثمار. الاقتصادات الناشئة وخلال مشاركته في أول جلسات المنتدى، التي ناقشت الديناميكيات المتغيرة للتجارة والاستثمار العالمي، أشار حمد بوعميم، مدير عام «غرفة دبي» إلى أن وجود الغرفة في أمريكا اللاتينية هو وجود طويل الأمد، حيث تتطلع الغرفة إلى الأسواق اللاتينية، كشريك استراتيجي لصناعة المستقبل، معتبراً أن التعاون التجاري والاستثماري المشترك بين دبي ودول أمريكا اللاتينية واسع المجالات، ويساهم في بناء جسور من التعاون والشراكات عابرة للحدود، متوقعاً أن تخرج النسخة الثالثة من المنتدى بشراكات جديدة ومبتكرة تعزز التكامل الاقتصادي بين المنطقتين وأضاف بوعميم قائلاً:« تمتلك الاقتصادات الناشئة وخصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا اللاتينية ودول حوض الكاريبي، الكثير لتقدمه في مجال التجارة والاستثمار، ولكن النظام التجاري العالمي والقطاع الخاص يواجهان تغيرات وتحديات تتطلب أفكاراً وحلولاً جديدة. والوقت الآن مثالي للأعمال والحكومات للعمل والتنسيق معاً، لتطوير سياسات وممارسات تجعل التجارة العالمية أكثر سهولة للجميع ». وتحدث لويس ألبرتو مورينو، رئيس بنك التنمية للبلدان الأمريكية، عن الدراسة التي أعدها البنك والتي تسلط الضوء على اتجاهات التجارة البينية بين الأسواق الخليجية واللاتينية والكاريبية، مشيراً إلى أن التجارة البينية بين المنطقتين يمكن أن تنمو بحوالي 13 مليار دولار أمريكي سنوياً، إذا ما تم اعتماد خطوات جديدة وتطبيق توصيات مثل توقيع المزيد من اتفاقيات التجارة والاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي. حضور المنتدى وينظم المنتدى غرفة صناعة وتجارة دبي بالشراكة مع بنك التنمية للبلدان الأمريكية و«ذا إيكونوميست إيفنتس» التي تدير محتوى المنتدى، بحضور الرئيس خوان كارلوس فاريلا، رئيس جمهورية بنما، والرئيس جوفينيل مويس، رئيس جمهورية هايتي، وإيزابيل سانت مالو، نائب الرئيس ووزيرة خارجية جمهورية بنما، والمهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي، وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية نيابة عن المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، إلى جانب ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، وحمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، ولويس ألبرتو مورينو، رئيس بنك التنمية للبلدان الأمريكية. أحمد بن سليم: دبي أكبر مركز للماس قال أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، في جلسة خلال منتدى الأعمال العالمي بأمريكا اللاتينية في مدينة بنما: «نحن على وشك أن نكون أكبر مركز للماس في العالم منذ عامين». كما أكد على العمل لجعل دبي واحدة من أكبر مراكز القهوة في العالم. وأكد أن المركز بدأ تركيزه على أمريكا اللاتينية منذ عدة سنوات، وصادف أن«غرفة دبي» كان لها زيارات للبرازيل وكولومبيا وبنما وكوستاريكا في تلك الفترة وقد أخذنا صورة جيدة عن الفرص في هذه المنطقة، وأدركنا فعلاً أنها تشكل فرصاً ثمينة جداً لم نكن ندركها من قبل، كما أن هذه الدول تريد تعزيز علاقاتها التجارية وفتح أسواقها وعدم تضييع فرص التعاون مع الإمارات التي تعتبر منصة وبوابة لأسواق عديدة في الشرق الأوسط والمنطقة بشكل عام. وقال ابن سليم:«قبل 4 سنوات كنا في مركز دبي للسلع ندرس الأماكن التي يستقطبها المركز، ولاحظنا حينها أنها تأتي من أوروبا وإفريقيا والهند والصين وأمريكا وكندا، لكن دول أمريكا اللاتينية لم تكن موجودة حينها على الخريطة، وهذا الأمر نبهنا إلى ضرورة الترويج للمنطقة الحرة في تلك البلدان».
مشاركة :