استقبل الفلسطينيون نتائج الانتخابات الإسرائيلية بكثير من خيبة الأمل، التي عبر عنها مسؤولون فلسطينيون باعتبار الشارع الإسرائيلي قد اختار الاحتلال على السلام.وقال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن «الناخب الإسرائيلي قد صوت للمحافظة على الوضع القائم». وأضاف: «لقد صوتوا على عدم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. لقد صوتوا للتفرقة العنصرية والأبرتايد». وأضاف: «من الاستطلاع الأولي، هناك فقط نحو 18 مقعداً من أصل 120 يؤيدون مبدأ الدولتين على حدود 1967. وهذا يتطلب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي».وتابع عريقات في مؤتمر صحافي عقد في مقر دائرة شؤون المفاوضات، في مدينة رام الله: «التنافس في هذه الانتخابات كان من خلال من هو الطرف الإسرائيلي الذي يستطيع الاستمرار في الوضع القائم؛ لكن بكلفة أقل».وأردف بأن «البعض حاول القول إن القضية الفلسطينية كانت غائبة عن الانتخابات الإسرائيلية؛ لكننا نقول: هذا كلام غير صحيح، فرؤساء الحملات الانتخابية، وخصوصاً حملة نتنياهو، كانوا يدركون تماماً أن المسألة الأساسية هي إبقاء الوضع على ما هو عليه، وإسقاط مبدأ الدولتين، وإسقاط القانون الدولي والشرعية الدولية».وقال عريقات إن منطقة الشرق الأوسط أمام خيارين: الأول الاستقرار والأمن وتحقيق الديمقراطية، والثاني الاسم الجديد للحركة المتطرفة التي ستحل بدل «داعش».وأكد عريقات أن الرئيس محمود عباس سيعقد خلال الأيام المقبلة عدة اجتماعات مع القيادة، وسيتركز جدول أعمالها حول تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، وتحديداً فيما يتعلق بتحديد العلاقات مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي.وكان عباس قد قال قبل إظهار النتائج، إنه مستعد للجلوس مع أي حكومة إسرائيلية تتشكل إذا كانت تؤمن بصنع السلام، معبراً عن أمله في أن يفهم الناخبون الإسرائيليون أنه يجب صنع السلام؛ لكن بدد الإسرائيليون هذه الأمنيات كما يتضح.وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، في بيان باسم المنظمة، إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية أكدت على الإمعان في تفشي العنصرية والتطرف، وأن الناخب الإسرائيلي اختار السياسة الراهنة القائمة على القتل والضم والسرقة، واضطهاد الشعب الفلسطيني، وانتهاك حقوقه ومقدراته.وأشارت إلى أن سياسات بنيامين نتنياهو خلال ولاياته السابقة، المبنية على تكريس خطاب الكراهية وتعزيز المنحنى السياسي الإسرائيلي القائم على العنصرية والفاشية والتطرف وانعدام الثقة بالآخر والقمع والبطش، أصبحت نهجاً يستند إليه الناخب الإسرائيلي في اختيار ممثليه.وأكدت على أن نتائج الانتخابات أجهضت احتمالات السلام، ودللت بشكل واضح على رفض إقامة الدولة الفلسطينية، والالتزام بتصعيد وتكثيف الاستيطان وسرقة الأراضي، واستكمال المشروع الصهيوني الأصولي على أرض فلسطين التاريخية، في مواصلة لتحدي القوانين والأعراف الدولية، وإرادة المجتمع الدولي.كما أكدت وزارة الخارجية والمغتربين، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تعني «تغييب الحلول السياسية للصراع، وعدم التعاطي الجدي مع فرص تحقيق السلام ومرجعياته الدولية».وقالت الوزارة: «إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تفرض على الجانب الفلسطيني إعادة دراسة وتقييم العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية من جميع جوانبها، وتوجيه المسار بصورة تتلاءم وإفرازات المعركة الانتخابية في إسرائيل».وانضم عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» توفيق الطيراوي للداعين إلى تغيير السياسة الفلسطينية، على ضوء نتائج الانتخابات الإسرائيلية. وقال الطيراوي بأن على السلطة الفلسطينية أن تغير من سياستها المتمثلة في أن الخيار الوحيد هو المفاوضات.أما عضو القيادة الفلسطينية أحمد مجدلاني، فأكد أن نتائج الانتخابات تثير مخاوف الفلسطينيين من ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، مؤكداً أن الفلسطينيين سيطلبون مساعدة جهات دولية في محاولة لعرقلة هذه الخطط.وعلقت حركة «حماس» من جانبها على النتائج قائلة إنها تفرض تحدياً جديداً. وقال نائب رئيس الدائرة السياسية في حركة «حماس»، عصام الدعليس: «إن نتائج الانتخابات في ضوء إدارة ترمب المنحازة لإسرائيل، تفرض على الفلسطينيين تحدياً جديداً لمواجهة استمرار تصفية القضية الفلسطينية».
مشاركة :