قدم مستثمرون في الولايات المتحدة دعوى قضائية ضد شركة بوينج الأمريكية، عملاق صناعة الطائرات في العالم، يتهمونها بالتستر على أوجه قصور في سلامة طائراتها وذلك بعد الحادثتين اللتين وقعتا لطائرتين من طراز (737 ماكس 8) في غضون بضعة أشهر. وأوضح مكتب "هاجنز برمان" للمحاماة اليوم الأربعاء أن الشركة أخفت حقائق حاسمة تتعلق بهذا الطراز الذي وقعت له الحادثتان. يشار إلى أن سهم بوينج تراجع بقوة في الفترة الأخيرة في أعقاب وقوع الحادثة الثانية في العاشر من آذار/مارس الماضي. وحسب صحيفة الدعوى، فإن بوينج متهمة على سبيل المثال بالتكتم على حقيقة أن هناك وظائف مهمة تتعلق بالسلامة في الطائرات جرى عرضها بوصفها خيارات إضافية يجب دفع مقابل لها وأن أغلب شركات الطيران لم تشتر هذه الخيارات. وتابعت الصحيفة أن بوينج لم تكشف بالإضافة إلى ذلك أنها تولت بنفسها تنفيذ أجزاء أساسية من اختبارات السلامة لطائرات 737 ماكس نيابة عن الهيئة الأمريكية للرقابة على النقل الجوي. ونوهت الصحيفة إلى أن هذا الجانب كان بمثابة تداخل واضح في المصالح لأن بوينج كانت تسعى إلى سرعة طرح الموديلات الجديدة في السوق وذلك في إطار التنافس مع ايرباص، منافستها العنيدة. وكتب المحامي ريد كاتراين في دعواه أن الشركة أخفت عن المساهمين متعمدة " مخاطر فتاكة" وأضاف أن بوينج " قدمت الربح وطموحات النمو على سلامة الطيران". ولم تعلق الشركة على هذه الاتهامات حتى الآن. ويقف مكتب "هاجنز برمان" الشهير في مجال المحاماة وراء هذه الدعوى، وهو نفس المكتب الذي قاضى فولكسفاجن في "فضيحة الديزل" وجنرال موتورز في فضيحة عيوب مفاتيح التشغيل. وباتت بوينج مهددة بالمزيد من الإجراءات القانونية في أعقاب الحادثتين، من ناحية بسبب دعاوى التعويض عن الضرر من قبل أقارب الـ346 شخصا الذين لقوا حتفهم في الحادثتين ومن ناحية أخرى بسبب الاشتباه في إخفاء معلومات مهمة خلال الحصول على تصريح بتحليق طائرات 737 ماكس الأمر الذي قد يعرضها لملاحقة قضائية من قبل الدولة.