غرفة صغيرة لا تشم رائحة الشمس طوال اليوم بالكاد يضعون بها سريرًا متهالكًا بعد أن جار عليه الزمن، فحوله إلى قطعة خشبية لا تصلح للاستخدام الآدمى، يؤويهم من لسعات الشتاء يتراصون فوقه وبجانبه كالجثث، بينما ينطلق أطفالهم فى نوم عميق فى المساء دون دراية بما هم فيه، الحمام والمطبخ متر فى متر بينهما ستارة قماش متهالكة تحفظ لهم عوراتهم عند دخولهم الحمام، الزوج مريض يتألم ولا يتكلم فتحمل عنه زوجته همه وهم أسرتهم بالعمل فى تنظيف البيوت فى أى مكان تطلب فيه وفى أى وقت. تقول أزهار على، من سكان منطقة أرض اللواء بالجيزة، نفسى فى شقة أنا وجوزى وعيالى عشان عيالى سنهم كبر وما ينفعش نقعد كلنا فى أوضة، وإحنا ناس بسيطة وعايشين يوم بيوم ولا نملك من الدنيا كلها سوى هذه الغرفة الضيقة. وتضيف: جوزى كان شغال كهربائى وجاتله شظية فى عينه اليمنى عملتله غرغرينا وعمل عملية فيها وبسبب الإهمال عينه باظت خالص، والعين التانية ضعفت خالص وما بيشتغلش لأنه مش بيشوف بيهم». وتواصل أنا بشتغل فى تنضيف البيوت كل يوم عشان أولادى فى المدارس محتاجين مصاريف كل يوم ده غير مصاريف البيت وعلاج جوزى المريض، ويومى بـ٧٠ جنيهًا فقط يعنى يدوب تكفى، بس الحمد لله أحسن من ما فيش خالص. وتختتم كلامها: «نفسى فى شقة حتى لو أوضتين نعيش فيها زى الناس ونشم فيها هواء نضيف».
مشاركة :