بعد أن أعلن مجموعة من الضباط من داخل مقر الإذاعة أن "بيانا هاما" سيتم بثه "بعد قليل" تسود حالة ترقب لما سيتضمنه هذا البيان من توجهات لمرحلة ما بعد البشير. أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسميّة السودانيّة الخميس (11 أبريل نيسان2019) أنّ القوّات المسلّحة السودانيّة ستُصدر "بياناً هامّاً بعد قليل"، ما أثار حماسة وهتافات فرح بين المعتصمين أمام المقر العام لقيادة هذه القوات في الخرطوم منذ ستة أيام. ويطالبون بانضمام الجيش إلى مطلبهم بتنحي الرئيس عمر حسن البشير. ودعا منظمو المظاهرات الإحتجاجية السودانيين إلى التوجه إلى مكان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش. ولم تُقدّم وسائل الإعلام الرسميّة السودانيّة تفاصيل عن مضمون الإعلان، وبدأت ببثّ أناشيد وطنيّة. في مكان الاعتصام، شوهد أشخاص يطلقون هتافات "سقطت، سقطت" باللغة العامية السودانية، بينما كان آخرون يرفعون شارات النصر، وغيرهم يؤدون الأناشيد والأغاني. وقال شاهد في المكان "الناس يصلون بكثافة". خشية من عودة النظام العسكري وذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن ضباطا عسكريين دخلوا مبنى الإذاعة وطلبوا قطع البث للإعلان عن "بيان هام من القوات المسلحة بعد قليل فترقبوه" دون ذكر مزيد من التفاصيل. ومع تأخر إصدار البيان يزداد الغموض من طبيعة المرحلة القادمة، مرحلة ما بعد عمر البشير. من جهته، دعا تجمع المهنيين السودانيين، الذي هو من أبرز الأطراف التي قادت الحراك السوداني ضد الرئيس البشير ، عبر موقع تويتر إلى الخروج إلى ميادين الاعتصام: "نرجو من الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بياننا التالي خلال اليوم". ويخشى تجمع المهنيين من أن يقوم الجيش بالإستيلاء على السلطة، وبالتالي عودة السودان إلى النظام العسكري. الأمر الذي دفع التجمع إلى المطالبة بالتوجه إلى ميادين الاعتصام إلى حين تحقيق "جميع المطالب". بينما يرى المراقبون أن مضمون وفحوى البيان هو ما سوف يحدد طبيعة المرحلة القادمة في السودان. في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة إن السلطات منعت الطائرات من الإقلاع أو الهبوط بشكل مؤقت لحين تلاوة بيان الجيش. وأكدت ذات المصادر حدوث اعتقالات في صفوف قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم، على رأسهم نائب رئيس الحزب أحمد هارون. كما لم يعرف بعد مصير الرئيس البشير، المطلوب أيضا من قبل محكمة الجنايات الدولية في قضايا جرائم حرب، على خلفية الحرب الأهلية في دارفور. و.ب/ م.س (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :