مع تسارع وتيرة  الأحداث القادمة من العاصمة السودانية الخرطوم، بعد تحرك قوات الجيش في الشارع فجر اليوم، في شكل يحمل إنقلابا على الرئيس عمر البشير، بات السؤال الأهم،متعلقا بتحرك الجيش في هذا التوقيت بعد 4 أشهر من انطلاق الاحتجاجات الشعبية. يأتي ذلك في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية في العاصمة الخرطوم هذا الأسبوع مجددا، والتي اتخذت محيط مقر وزارة الدفاع ساحة لها ،ليتخذ عسكريون أفعال خاصة بحماية المعتصمين وفتح أبواب الوزارة لهم، بعد محاولات للإعتداء عليهم من قوة أمنية الثلاثاء الماضي. أمين عام حزب المؤتمر السوداني من باريس، محمد الفاتح، فسر في تصريحات لقناة الغد ،أسباب تحرك الجيش اليوم في شكل يحمل في ظاهرة حتى الآن، توجها ضد البشير. وقال الفاتح، إن الحراك الشعبي مستمر منذ 4 أشهر، ولكن النقاط الفاصلة التي أدت للتحولات المفاجئة،تدور ما بين التضارب من جانب مؤسسات النظام في التعامل مع الاحتجاجات،فكان قطع الطريق على أية محاولة للالتفاف النظام على مطالب الشعب وأكد الفاتح ، إن النقطة الفاصلة كانت مع خطاب قائد قوات الدعم السريع، الفريق السوداني، محمد حمدان دلقَو، الذي حمل مضامين كثيرة ، منها تأكيد وجود توجه للاصطفاف من جانب هذه القوة مع النظام. وأشار إلى أن هذه القوة تشكل قوة ضاربة لأي طرف تنضم إليه، وكان بإمكانها جر البلاد لمعارك، وتحول الأوضاع لشكل يذهب بالبلاد للإنزلاق ولفت الفاتح إلى أن الممثل الشرعي لمطالب الإرادة الشعبية ، هى “قوى إعلان الحرية والتغيير”، فهي المفاوض الرسمي لأي عملية ديمقراطية لتسليم وتسلم السلطة، وحتى الآن لم يتم التفاوض من جانب السلطات العسكرية في تيسير الانتقال السلمي للسلطة وتابع:”ما يزيد الوضع أكثر غموضا، الحديث عن تولي النائب الأول للبشير ووزير الدفاع، الفريق عوض بن عوف،مجلسا إنتقاليا في وقت أصدر من جانبه خلال الأيام السابقة مواقف سلبية تجاه الاحتجاجات الشعبية، ويمثل عوف أحد ركائز هذا النظام خلال 30 عاما.