باريس.. السودانيون يتابعون بشغف ما يحدث في الخرطوم

  • 4/11/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فيما يطلق عليه «السودان الصغير» -وهي شوارع قليلة في شمال العاصمة الفرنسية باريس؛ حيث تتركز الأسر السودانية- يشبه اليوم العطلة الوطنية؛ حيث تنصب أعين هؤلاء على الشبكات الاجتماعية والتلفزيون؛ إذ يتابعون بشغف ما يجري في الخرطوم. فعمر البشير الذي يحكم السودان بقبضة حديدية منذ عام 1989، هل سقط؟ هل استقال؟ هل أطاح به الجيش؟ أسئلة تردد على ألسنتهم منذ الصباح في ظل عدم وجود أي شيء رسمي حتى الآن، لكن الشائعات تنتشر في شوارع هذا المثلث الواقع في الدائرة الثامنة عشرة بباريس، وفقًا لصحيفة “لا كروا” الفرنسية. وذكرت مصادر سودانية، اليوم، أن الجيش أجبر البشير على التنحي بعد حكم شمولي دام ثلاثة عقود، وأن هناك خطوات لتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد. ويقول صلاح إدريس الذي يعمل في محل لبيع ملحقات الهاتف المحمول مبتسمًا: «اليوم يشبه العطلة الوطنية»، ويرد عليه أحمد البالغ من العمر 53 عامًا: «الأخبار واعدة، ولكن عليك الانتظار.. إنه متفائل، هذا طبيعي.. إنه يبلغ من العمر 22 عامًا فقط، لكنني رأيت المزيد من الأشياء، ولدي المزيد من الخبرة». وتعليقًا على ما تشهده السودان منذ ديسمبر، قال رجل من إقليم دارفور يدَّعي أنه ناشط في «حركة تحرير السودان المتحدة»: «لقد فعل الناس الكثير. القاعدة صلبة، وهذه المرة هي الأولى التي يخرج فيها الكثير من الناس إلى الشوارع.. هناك أمل». من جانبه، قال علي أرباب صاحب متجر للبقالة ويعيش في فرنسا منذ عشر سنوات، وهو يتابع قناة العربية من هاتفه المحمول: «الحكومة لم تتغير بعد، ولكن يجب أن تغادر»، ويضيف: «ما حدث خلال أربعة أشهر أمر مدهش.. الجميع في الشارع رجالًا ونساءً.. الحياة لم تعد ممكنة.. لم يعد هناك أحد.. لا أموال.. المخابز فارغة، وكذلك الوضع في المستشفيات والمدارس.. الوضع صفر». وعلى الرغم من النداءات التي تدعو إلى توخي الحذر، فإن صلاح إدريس ظل يبتسم، متفائلًا 100% ويخطط بالفعل للعودة إلى البلاد «إذا تغيرت الأمور بشكل جيد». ويؤكد الشاب الذي غادر البلاد قبل عام بعد أن أكمل دراساته في مجال الزراعة: «أفتقد بلدي.. ومن سيحقق تنمية البلد؟ نحن الشباب»، ويضيف: «عمر البشير صنع المشاكل فقط.. البلد غني.. هناك ذهب.. يوجد نفط، ورغم ذلك بقي مغلقًا». لكن رغم حذره، يأمل أحمد الانتقال إلى «سلطة مدنية»، ويقول: «الأمر سيستغرق وقتًا طويلًا لاستئصال عواقب الدكتاتورية المستمرة منذ 30 عامًا لتثبيت مفاهيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان وتكافؤ الفرص»، ويخلص إلى أن «الجيل الجديد يمكنه أن يفعل ذلك؛ فهم يفكرون بإيجابية». وذكر التلفزيون الرسمي صباح اليوم أن القوات المسلحة ستذيع بيانًا في الوقت الذي انتشرت فيه قوات حول وزارة الدفاع وعلى الطرق والجسور الرئيسية في العاصمة. وتدفق آلاف إلى موقع احتجاج مناهض للحكومة أمام وزارة الدفاع، فيما خرجت حشود ضخمة إلى شوارع وسط الخرطوم ابتهاجًا بالنبأ، وأخذت تهتف بشعارات مناهضة للبشير، وهتف المحتجون عند وزارة الدفاع «سقطت سقطت.. انتصرنا». وتصاعدت الأزمة الراهنة في السودان منذ مطلع الأسبوع بعدما بدأ آلاف المحتجين اعتصامًا خارج مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم؛ حيث مقر إقامة البشير. واندلعت اشتباكات يوم الثلاثاء بين جنود حاولوا حماية المحتجين وأفراد من أجهزة الأمن والمخابرات كانوا يحاولون فض الاعتصام. وذكر وزير الإعلام نقلًا عن تقرير للشرطة، أن ما لا يقل عن 11 شخصًا لقوا حتفهم في الاشتباكات؛ منهم ستة من القوات المسلحة. وكانت شخصيات من المعارضة، قد دعت الجيش إلى المساعدة في التفاوض لإنهاء حكم البشير المستمر منذ ما يقرب من ثلاثة عقود والانتقال نحو الديمقراطية.

مشاركة :