تونس - قال مصدر أوروبي اليوم الخميس إن الاتحاد الأوروبي أجلى أفراد بعثته في ليبيا من العاصمة طرابلس بسبب اشتداد القصف بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق. وأوضح المصدر أن أعضاء بعثة المساعدة التابعة للاتحاد الأوروبي من أجل إدارة مندمجة للحدود في ليبيا، غادروا أمس الأربعاء "مؤقتا" طرابلس للعودة إلى تونس حيث مقر البعثة. وشمل الإجلاء الذي انطلق من ميناء جنزور الليبي نحو ميناء حومة السوق بجربة نحو عشرين شخصا. وكانت تقارير إعلامية في تونس كشفت عن وصول موظفين ودبلوماسيين يتبعون بعثة الاتحاد الأوروبي بليبيا إلى سواحل جزيرة جربة التونسية ليل الأربعاء عبر مركبين مطاطيين. وقالت إذاعة تطاوين المحلية نقلا عن مصادر أمنية جنوب تونس إن قوات الجمارك ضبطت في المركبين مسدسات وبنادق وخراطيش كما عاينت لدى القادمين مراسلة وجهها الاتحاد الأوروبي إلى وزارة الخارجية التونسية ووثيقة أخرى تضم البيانات الشخصية لهم وكمية ونوعية الأسلحة والذخيرة التي يحملونها معهم. وأفادت الإذاعة بأن السلطات الأمنية اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة قبل السماح لهم بالمغادرة. وتشهد مناطق متفرقة من أطراف العاصمة طرابلس منذ الخميس الماضي مواجهات بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر المتحالفة مع مجلس النواب وقوات موالية لحكومة الوفاق (المعترف بها دوليا). وقال الناشط الحقوقي بالمعهد العربي لحقوق الإنسان مصطفى عبدالكبير في مدينة بن قردان القريبة من الحدود الليبية، إن وصول الوفود الناشطة في المنظمات الدولية بليبيا إلى الحدود التونسية يعد أمرا اعتياديا في ظل تطور الأوضاع في ليبيا. وأضاف عبدالكبير المطلع على الوضع في ليبيا أن الحركة في الجهة الغربية للعاصمة طرابلس عادية وتسير بشكل طبيعي نحو منطقة العبور براس جدير غير أنه أشار إلى انحسار أنشطة التجار على الحدود التونسية خلال هذه الفترة. يذكر أن بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا كانت قد أصدرت بيانا يوم الخميس الماضي مع انطلاق عملية الجيش الليبي للسيطرة على طرابلس عبرت فيه عن قلقها من الوضع في البلاد. وقالت في البيان "إننا نحث جميع الأطراف على تهدئة التوتر على الفور ووقف جميع الأعمال الاستفزازية. لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة الليبية. من جانبها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن الاتحاد يعبر عن "انشغاله للتطورات المقلقة جدا في ليبيا". وجددت دعوتها لأطراف النزاع من أجل وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية. وتمت إحالة مشروع بيان مشترك الأربعاء إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ 28. وعبرت فرنسا عن تحفظات على مشروع البيان، وسيتم تعميم مسودة جديدة للبيان عليهم الخميس، بحسب مصدر أوروبي.
مشاركة :