الجيش السوداني "يقتلع" البشير ويعتقله ويشكل مجلساً انتقالياً لمدة عامين

  • 4/12/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف اليوم الخميس "اقتلاع نظام الرئيس عمر البشير، واعتقال الأخير والتحفظ عليه في مكان آمن". وأشار في خطاب نقله التلفزيون الرسمي، إلى "تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان، تجرى في نهايتها انتخابات حرة ونزيهة، وتعطيل العمل بدستور جمهورية السودان وحلّ مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء"، كما أعلن حل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية. ولفت إلى "إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وفرض حظل تجول ليلاً لمدة شهر، وإغلاق المجال الجوي لمدة 24 ساعة وإغلاق المعابر الحدودية حتى إشعار آخر، ووقف إطلاق النار الشامل في كل البلد". ودعا إلى الإفراج فوراً عن جميع المعتقلين السياسيين. وأشار بن عوف إلى المصاعب الاقتصادية التي ألمت بالشعب السوداني، مشيداً بالتظاهر السلمي الذي بدأ في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لكن ذلك لم ينبه النظام بحسب قوله، فأصرّ على الكذب والحلول الأمنية. وأضاف أن اللجنة الأمنية تعتذر عن الخسائر في الأراوح. وقال إنها حذرت مما حصل أخيراً، لكنها اصطدمت بعناد وتركيز على حلول أمنية كانت ستُحدث أضراراً هائلة. ولكن ردّ "تجمع المهنيين السودانيين" لم يتأخر، إذ رفض بيان وزارة الدفاع، وطالب باستمرار التظاهرات والاعتصامات إلى حين تشكيل حكومة مدنية، مؤكداً أن البيان لا يلبي طموحات الشعب. وكان التجمع ناشد الشعب السوداني، خصوصاً المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للأركان، بضبط النفس والتحلي بالحكمة والعقل وعدم التفلت أو الاعتداء على أي ممتلكات حكومية أو شخصية. وشدد في بيان على أن "الجميع سيخضع للمحاكمة وفقاً القانون، ولا حل سوى تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية وطنية بناءً على ما توافقت عليه الجماهير في إعلان الحرية والتغيير". وكان شاهد من "رويترز" أكد أن جنوداً داهموا مقر "الحركة الإسلامية" التي يتزعمها البشير وتشكل العنصر الرئيس في "حزب المؤتمر الوطني" الحاكم. وأكدت مصادر لقناة "العربية" اعتقال أكثر من 100 شخصية مقربة من البشير، أبرزهم رئيس الحكومة محمد طاهر أيلا، ووزير الدفاع السابق عبد الرحيم محمد حسين، ورئيس "حزب المؤتمر الوطني" المكلف أحمد هارون، إضافة إلى عدد من نواب البشير، بينهم علي عثمان محمد طه، وبكري حسن صالح. وتدفق آلاف السودانيين إلى موقع احتجاج مناهض للحكومة أمام وزارة الدفاع، بينما خرجت حشود ضخمة إلى شوارع وسط الخرطوم ابتهاجا بالنبأ وأخذت تهتف بشعارات مناهضة للبشير. وقال شهود لوكالة "فرانس برس" أن عدداً من الآليات العسكرية وعلى متنها جنود دخلت مقر القيادة العامة الذي يضم مقر الجيش والمقر الرسمي للبشير ووزارة الدفاع، في ساعات مبكرة صباح اليوم الخميس. ودعا جهاز الأمن والمخابرات في بيان "المواطنين الشرفاء للانتباه إلى محاولات جر البلاد إلى انفلات أمني شامل"، مؤكداً "قدرته والمنظومة الأمنيّة على حَسم العناصر المتفلّتة، نصحًا بالحسنى أو أخذاً بالقوة المقيدة بالقانون".

مشاركة :