مصر تعلن دعمها لخيارات الشعب السوداني

  • 4/12/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت مصر، أمس الخميس، دعمها الكامل لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده، وما سيتوافق حوله الشعب السوداني في تلك المرحلة المهمة، وفيما لم يصدر موقف عربي علني واضححيال الحدث، دعا الاتحاد الأوروبي إلى التوصل لعملية سياسية سلمية شاملة في السودان. وأكدت فرنسا أنها تتابع الموقف عن كثب، لكنها شددت على ضرورة الاستماع إلى مطالب الشعب السوداني، بينما قالت بريطانيا إن الانقلاب العسكري ليس حلاً؛ بل انتقال للسلطة المدنية. وأعربت روسيا عن أملها في عودة سريعة للهدوء في السودان، ودعت تركيا إلى مصالحة وطنية في البلاد. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان صحفي أمس الخميس: «تتابع مصر عن كثب وببالغ الاهتمام، التطورات الجارية والمتسارعة التي يمر بها السودان الشقيق في هذه اللحظة الفارقة من تاريخه الحديث، وتؤكد في هذا الإطار دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني الشقيق وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده، وما سيتوافق عليه الشعب السوداني في هذه المرحلة المهمة، استناداً إلى موقف مصر الثابت بالاحترام الكامل لسيادة السودان وقراره الوطني».وأعربت مصر عن ثقتها الكاملة بقدرة الشعب السوداني الشقيق وجيشه الوطني الوفي على تجاوز تلك المرحلة الحاسمة وتحدياتها، بما يحقق ما يصبو إليه من آمال وطموحات في سعيه نحو الاستقرار والرخاء والتنمية. وأكدت مصر عزمها الثابت على الحفاظ على الروابط الراسخة بين شعبي وادي النيل في ظل وحدة المسار والمصير التي تجمع الشعبين الشقيقين، بما يحقق مصالح الدولتين الشقيقتين.ودعت مصر المجتمع الدولي إلى دعم خيارات الشعب السوداني وما سيتم التوافق عليه في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة، مناشدة الدول الشقيقة والصديقة بمساندة السودان ومساعدته على تحقيق الانتقال السلمي نحو مستقبل أفضل، بما يحقق الطموحات المشروعة لشعبه الكريم. وحسب البيان: «ستظل مصر شعباً وحكومة سنداً ودعماً للأشقاء في السودان وصولاً إلى تحقيق ما يصبو إليه الشعب السوداني من استقرار ورخاء».عربياً، لم يصدر موقف علني واضح مما يجري في السودان؛ إذ إن الدول على اختلاف مواقفها ما زالت في حالة ترقب ومتابعة، كما أن الغموض والضبابية اللذين يلفان المشهد السوداني منعا المنظمات السياسية من إعلان موقف واضح ومحدد مما يحدث في السودان.وفي نيويورك طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس بعملية انتقالية في السودان تلبي تطلعات شعبه إلى الديمقراطية.وفي أديس أبابا، قال الاتحاد الإفريقي إن الانقلاب «ليس حلاً مناسباً» للوضع في السودان. ودعت وزارة الخارجية الأمريكية، الجيش السوداني لتشكيل حكومة «جامعة» تضم مدنيين، وحثت على تحقيق إرادة الشعب السوداني في أسرع وقت ممكن، وإن من حق الشعب السوداني أن تكون هناك فترة انتقالية مناسبة للإعداد الجيد لانتقال السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة.وفي أنقرة، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى مصالحة وطنية. وقال أردوغان الذي وسع نطاق الاستثمارات التركية في السودان في الآونة الأخيرة، إن البلدين لديهما علاقات وطيدة تريد أنقرة الحفاظ عليها. وأضاف في مؤتمر صحفي في أنقرة: «أتعشم أن ينجح السودان في هذا الأمر بهدوء.. وأعتقد أن عليه البدء في تفعيل عملية ديمقراطية طبيعية».من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، إلى التوصل إلى عملية «سياسية سلمية ذات مصداقية وشرعية شاملة» تتوافق مع تطلعات الشعب السوداني، بما يضمن تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي الذي ينشده.وقالت المتحدثة باسم فيديريكا موجيريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد ماجا كوسيجانسيك خلال مؤتمر صحفي: «إننا نراقب عن كثب الوضع في السودان في ظل التطورات التي تشهدها البلاد»، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف.وأكدت كوسيجانسيك في هذا السياق أن بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الخرطوم لا تزال تباشر أعمالها هناك. وفي باريس لم يصدر أي تعليق رسمي عن الإليزيه مقر الرئاسة الفرنسية. وبسؤال لوزارة الخارجية قالت متحدثة باسم الوزارة، إن فرنسا تتابع باهتمام ما يجري في السودان، وتتابع عن كثب الأوضاع هناك. وأعربت عن الأمل في ألا تتطور الأوضاع نحو العنف. وقالت إنه من المهم الاستماع إلى مطالب الشعب السوداني، فيما بدا للمراقبين أن الخارجية الفرنسية استخدمت لغة دبلوماسية تشير إلى أنها حتى الآن لا يبدو أنها مقتنعة بأن الانقلاب العسكري يمثل تلبية لمطالب الشعب.وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إن الانقلاب العسكري ليس هو الحل لأزمة السودان؛ بل يجب أن يقود تغيير السلطة إلى انتقال سلمي لها إلى حكومة مدنية انتقالية تحضر لانتخابات يختار فيها السودانيون بأصواتهم في صناديق الاقتراع من يمثلهم.وفي موسكو دعت وزارة الخارجية الروسية، الأطراف السودانية إلى معالجة قضايا الخلاف كافة بالوسائل السلمية عبر الحوار الوطني. وطالبت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أثناء مؤتمر صحفي لاستعراض مواقف بلادها حيال القضايا الإقليمية والدولية الملحة القوى السياسية والهيئات الأمنية والعسكرية السودانية بتحمل المسؤولية، بهدف تطبيع الوضع في البلاد والحيلولة دون وقوع مزيد من التصعيد ومعالجة كافة القضايا بالسبل السلمية والديمقراطية على أساس الحوار الوطني.كما أعرب الكرملين، أمس الخميس، عن أمله في عودة سريعة للهدوء و«النظام الدستوري» في السودان، الذي يشهد منذ أربعة أشهر حركة احتجاجية، حيث يدعم «مدرّبون» روس القوات الحكومية.وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: «نحن نتابع الوضع عن كثب ونأمل ألا يكون هناك تصعيد للوضع يمكن أن يؤدي إلى سقوط قتلى بين السكان المدنيين». وأضاف: «نأمل عودة الوضع بشكل سريع جداً إلى النظام الدستوري»، واصفاً الأحداث بأنها «شأن داخلي للسودان، يجب أن يعالجه السودانيون بأنفسهم».يذكر أن الكرملين أقر في نهاية يناير بوجود «مدربين» روس إلى جانب القوات الحكومية في السودان «منذ بعض الوقت»، إلا أنه لم يحدد دورهم. وأثناء زيارة إلى روسيا في أواخر العام 2017، طلب الرئيس السوداني عمر البشير من نظيره الروسي فلاديمير بوتين «حماية» السودان من الولايات المتحدة، ودعا إلى تعزيز التنسيق العسكري مع موسكو، بهدف «إعادة تجهيز قواته المسلحة». (أ.ف.ب)أحزاب عربية تهنئ بالتغييربادرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لتكون أول من يهنئ الشعب السوداني بتغيير السلطة في بلاده، وأكدت ثقتها بانتقال سلمي سلس للسلطة نحو دولة لكل مواطنيها.وهنأت الجبهة شعب السودان بانتصاره، وإطاحة الرئيس عمر البشير، وفتح الباب أمام التغيير الديمقراطي بالتعاون مع القوات المسلحة السودانية التي لبت واجبها الوطني والأخلاقي ووقفت إلى جانب شعبها في مطالبه المشروعة. وأكدت الجبهة «ثقتها بأن وعي الشعب السوداني وقواه السياسية كفيل بإحداث الانتقال السلمي للحكم في البلاد، ورسم تجربة جديدة عنوانها الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وتحرير البلاد من التبعية وضمان الأمن والاستقرار». وحيا الحزب الشيوعي اللبناني، الانتفاضة الشعبية المستمرة في السودان، والتي أدت إلى عزل البشير تحت الضغط الشعبي الجارف طوال الأسابيع الماضية. وغرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، النائب السابق وليد جنبلاط، عبر حسابه على «تويتر» بالقول: «بعد الجزائر السودان، يسقط الواحد تلو الآخر. نعم لن نفقد الأمل. إن شرارة 14 آذار وشعلة 16 آذار باقية فينا وستنتصر».

مشاركة :