اختتمت في العاصمة البنمية، بنما سيتي، أمس، فعاليات النسخة الثالثة من «المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية». وشهدت اجتماعات المنتدى، الذي نظمته غرفة صناعة وتجارة دبي، بالشراكة مع بنك التنمية للبلدان الأميركية، عقد أكثر من 300 اجتماع، شارك فيها نحو 800 مشارك من 50 دولة. وأكدت «غرفة دبي» أن النسخة الثالثة من المنتدى حققت أهدافها في استكشاف فرص وآفاق التعاون بين منطقتَي الخليج العربي والدول اللاتينية والكاريبية، لافتة إلى أن الإقبال المميز من رجال الأعمال في أميركا اللاتينية دليل إيجابي على الثقة المتزايدة بدبي وجهةً استثماريةً مفضلةً للشركات اللاتينية. مزايا تنافسية وتفصيلاً، دعا رئيس بنما، خوان كارلوس فاريلا، مجتمع الأعمال في بنما بقطاعيه العام والخاص، إلى المشاركة في معرض «إكسبو 2020 دبي»، الذي وصفه بمنصة مثالية لاستعراض الإمكانات والقدرات التي توفرها بنما للعالم. وأضاف أن بلاده توفر مزايا تنافسية عدة للشركات الخليجية والإماراتية، أبرزها الفرص الاستثمارية المتزايدة، والبنية التحتية المالية الصلبة، والخدمات اللوجستية المتطورة، إضافة إلى موقع جغرافي استراتيجي يوفر وصولاً سهلاً للأسواق اللاتينية والكاريبية. وأشار إلى وجود العديد من أوجه التشابه بين بنما والإمارات، على الرغم من بُعد المسافة بين البلدين، وقال: «هناك تقارب في الرؤى والمبادئ والقيم، وبلادنا مفتوحة أمام المهاجرين والتنوع الثقافي والإنساني أيضاً». وأكد الرئيس البنمي الالتزام بالشراكة الاستراتيجية مع دولة الإمارات، قائلاً إن بلاده وجهة تاريخية للخدمات التجارية وتصديرها، مشيراً إلى أن الاستثمار في بلاده لا ينطوي على مخاطر، خصوصاً أن بنما لديها بنية أساسية، ونقل أفضل للتكنولوجيا، فضلاً عن قطاع قوي للاستثمار والبنوك. هيكلية جديدة بدورها، تحدثت نائب الرئيس ووزيرة خارجية بنما، إيزابيل سانت مالو، عن المكانة المتجددة لبنما مركزاً تجارياً مهماً، معتبرة أن بإمكان كل الشركات في العالم الاستفادة من مكانة بنما وبيئة أعمالها لدخول الأسواق اللاتينية. وكشفت عن خطط بنما الرامية إلى تبني هيكلية عمل جديدة تدعم التنمية المستدامة، وتعزز من جهود التحول إلى نظام ثنائي اللغة، الأمر الذي من شأنه زيادة جاذبية السوق البنمية للشركات والمستثمرين الأجانب. الثقة بدبي من جانبه، قال المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، حمد بوعميم، إن النسخة الثالثة من «المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية»، حققت أهدافها في استكشاف فرص وآفاق التعاون بين منطقتي الخليج العربي والدول اللاتينية والكاريبية، ونجحت في توفير منصة حوارية فعالة بين مجتمعي الأعمال لدى الجانبين، ومهدت الطريق لشراكة طويلة الأمد. وأضاف: «شكّل تنظيم المنتدى في بنما، للمرة الأولى خارج دولة الإمارات، خياراً صائباً نظراً إلى الفوائد التي نتجت عن هذه الخطوة، لأنه أظهر التزام القطاع الخاص في دولة الإمارات بالاستثمار في الأسواق اللاتينية، وما الإقبال المميز من رجال الأعمال في أميركا اللاتينية على المشاركة إلا دليل إيجابي على الثقة المتزايدة بدبي وجهةً استثماريةً مفضلةً للشركات اللاتينية». وأوضح بوعميم أن المنتدى سلط الضوء على الفرص والتحديات والاتجاهات الرئيسة والتقنيات التي من شأنها أن تعزز التعاون بين المنطقتين الخليجية واللاتينية، حيث حدد المشاركون القطاعات ذات الإمكانات العالية، ومنها الأمن الغذائي والصناعات الغذائية والتمويل والتقنية المالية، والمناطق الحرة والتجارة والسياحة والطاقة المتجددة، والصناعات التي تركز على الابتكار. مشروعات ناشئة وخلال جلسة نقاشية حول ريادة الأعمال والابتكار، شدد النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة «غرفة دبي»، هشام الشيراوي، على أهمية الدعم الحكومي لتطوير ورعاية البيئة المحفزة للمشروعات الناشئة، واصفاً دبي بالنموذج المثالي في هذا المجال، إذ استثمر القطاع العام في تسخير كل الإمكانات لدعم قدرات المشروعات الناشئة التي تعتبر مصدراً مهماً للابتكار. ولفت الشيراوي إلى أن المشروعات الناشئة في دبي نجحت في تطوير مفاهيم جديدة عبر استخدام التقنيات الحديثة مثل «بلوك تشين» والذكاء الاصطناعي، و«إنترنت الأشياء»، وحلول المدن الذكية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، معتبراً أن هذه المفاهيم بدأت تلقى رواجاً في أميركا اللاتينية. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، أحمد بن سليم، إن المركز يركز جهوده على التعريف بنقاط قوة دبي اللوجستية وميزاتها التنافسية، وتشجيع الشركات على القدوم إلى الإمارة. وأكد أن هذه المقاربة جعلت من مركز دبي للسلع المتعددة أكبر منطقة حرة في دولة الإمارات، مع وجود خطة واضحة تستهدف زيادة عدد الشركات الأعضاء إلى 30 ألف شركة بحلول عام 2025. التميز التجاري وشارك نائب الرئيس التنفيذي للعمليات وشؤون العملاء في سلطة واحة دبي للسيليكون، الدكتور جمعة المطروشي، الحضور، رؤيته حول نموذج عمل المناطق الحرة في الإمارة، قائلاً إن الركيزة الأهم في تحقيق التميز التجاري هي تحقيق أعلى معدلات رضا المتعاملين من خلال تقديم الأفضل لهم. وأضاف: «نحن نعيش في عالم شديد التنافسية، وفهمنا لهذا الأمر يفسر السبب الذي استطاع من خلاله نموذج عملنا المعتمد في المناطق الحرة استقطاب العديد من الشركات». نقل المراكز وفي جلسة أخرى، استعرض الرئيس التنفيذي لـ«دبي التجارية»، محمود البستكي، رؤيته حول نقاط القوة المشتركة بين دبي وبنما باعتبارهما مركزين لوجستيين إقليميين. وقال: «نرى الكثير من الشركات التي تنقل مراكز إدارة عملياتها اللوجستية إلى دبي، آخذة بعين الاعتبار العديد من العوامل، منها سرعة الإنجاز، والجدوى الاقتصادية، والبنية التحتية، وسهولة إنجاز الأعمال والاستقرار والأمان، ونرى الأمر ذاته يحدث في بنما، حيث تنقل الشركات عملياتها ومراكز إدارتها إلى هنا للأسباب ذاتها». «كوبا إيرلاينز»: التعاون مع «طيران الإمارات» أفضل شراكة للطيران دعا رئيس شركة «كوبا إيرلايز»، بيدرو هيلبورن، إلى إنشاء خط طيران مباشر بين بنما ودولة الإمارات. وأكد أن أي مبادرة لشركة «طيران الإمارات» في هذا الإطار ستعزز العلاقات التجارية بين منطقة الخليج ودول الكاريبي، وقارة أميركا الجنوبية، وستؤسس لمزيد من الفرص للشركات والأعمال، ولشركته التي ستتعزز عملياتها بوجود خط مباشر مع دولة الإمارات. وأضاف أن «كوبا إيرلاينز» توفر أفضل وسيلة فعالة للتواصل بين دول المنطقة، قائلاً إن أي تعاون مع «طيران الإمارات» سيعدّ أفضل شراكة لرفد قطاع النقل والطيران في قارة أميركا اللاتينية من خلال بنما، مشدداً على أن خطاً مباشراً للطيران مع الإمارات سيربط المنطقة هنا تماماً بالشرق الأوسط والهند ودول عدة في قارة آسيا. هايتي تتطلع إلى تعاون مثمر مع الإمارات في الطاقة والرعاية الطبية قال رئيس هايتي، جوفينيل مويس، إن بلاده تركز على تطوير بنيتها التحتية وتحسين تواصلها مع العالم، والاستثمار في قطاعات متعددة، مثل الزراعة والطاقة المتجددة والرعاية الطبية، مشيراً إلى أن هذه القطاعات هي المجالات التي تتطلع هايتي لتعزيزها من خلال تعاون مثمر مع دولة الإمارات والدول الأخرى. وأضاف خلال جلسة خاصة بعنوان: «بناء هايتي الجديدة»، أن هناك فرصة كبيرة للنمو الاقتصادي في بلاده، بعد الزلزال الذي خلف معاناة كبيرة، عام 2010. وأكد أن أولوياته السياسية تركز على إصلاح الإدارة العامة، وتدريب الشباب، وتشجيع الزراعة، والاستثمار في البنية التحتية للطرق لربط المدن المختلفة، وتحسين ظروف قطاع الطاقة، وتهيئة الظروف للاستفادة من الطاقة الشمسية. وتابع مويس: «أنا رجل أعمال، وأؤكد لكم أننا بحاجة إلى الصفاء والاستقرار السياسي، وهذا يحدث من خلال توفير خدمات عامة، مثل الصحة والتعليم والكهرباء»، مشيراً إلى أن بلاده واجهت لحظات صعبة في تاريخها، وأنه بعد 33 سنة من الانتقال الديمقراطي وصلت إلى نقطة يستطيع فيها الهايتيون الحوار وتغيير بلادهم.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :