القدس المحتلة – الوكالات: يتطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الخميس لتشكيل ائتلاف حكومي يميني بعد فوزه في انتخابات تشريعية انطوت على تحد قوي تمثل بخصومه في تحالف وسطي. وأبقت نتائج انتخابات يوم الثلاثاء رئيس الوزراء في موقع قوي لتسلم ولاية خامسة في المنصب الذي يشغله منذ أكثر من عشر سنوات، على الرغم من اتهامات الفساد التي تلاحقه. وقال حليفه المقرب الرئيس دونالد ترامب، والذي تبنى سياسة منحازة لصالح إسرائيل وأيد نتنياهو علنا، إن فوز الأخير بولاية خامسة يمنح عملية السلام التي طال انتظارها في البيت الأبيض «فرصة أفضل». وبدا أن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو سيتساوى في عدد مقاعد البرلمان التي سيحصل عليها منافسه الرئيسي في تحالف (أزرق وأبيض) بيني غانتس، لكن تحالف الأحزاب اليمينية الصغيرة مع نتنياهو سيمكنه من الحصول على حوالى 65 مقعدا من أصل 120. واستبق غانتس النتائج النهائية للانتخابات امس، ليعلن مساء الأربعاء هزيمته أمام خصمه. ويتعين على الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الطلب من أحد المرشحين تشكيل الحكومة، ولن يكون أمامه خيار آخر غير اختيار نتنياهو. وقد تستمر مفاوضات التحالف المكثفة عدة أيام أو حتى أسابيع. وقال ريفلين إنه سيبدأ مشاورات مع رؤساء الأحزاب الأسبوع المقبل قبل اتخاذ قراره. كما قال مكتبه إن معظم المشاورات ستبث ولأول مرة على الهواء مباشرة. وأدى السباق المحتدم بين الحزبين الرئيسيين إلى حالة من عدم اليقين بعد إغلاق صناديق الاقتراع ليلة الثلاثاء وبدء إعلان نتائج الاستطلاعات. وكان كل من نتنياهو وغانتس قد أعلنا فوزهما بعد استطلاعات الرأي الأولية عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع. وقال غانتس للصحفيين مساء الأربعاء «نحن نحترم قرار الشعب»، معترفًا بأنه فشل في إقالة رئيس الوزراء. وتعهد وزير المالية السابق يائير لابيد الذي شارك في قيادة التحالف مع غانتس، بأن لائحة (أزرق وأبيض) تنوي«جعل حياة حكومة نتنياهو صعبة». وكان نتنياهو قد أعلن في الساعات الأولى من يوم الأربعاء أمام أنصاره في تل ابيب «نصرا رائعا». وبينما كان يمشي على خشبة المسرح وسط هتافات الحشود، قام بتقبيل زوجته سارة. وقال: «ستكون حكومة يمينية، لكنني سأكون رئيس وزراء للجميع». وكان من المتوقع تقارب نتائج الخصمين رغم مواجهة نتنياهو تهم فساد محتملة. وقضى نتنياهو الأسابيع التي تسبق التصويت بحملة حثيثة لتنشيط قاعدته اليمينية. ونشر الرئيس الأمريكي الذي قال إنه اتصل بنتنياهو مهنئا، صورة عبر حسابه على موقع تويتر تظهر أشخاصا يلوحون بأعلام طبعت عليها صورة ترامب، وقال إنها «احتفال بنصر نتنياهو». وقدم حلفاء آخرون التهاني لنتنياهو، بينهم رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي ونائب الرئيس الإيطالي ماتيو سالفيني والمستشار النمساوي سيباستيان كورتز. وواجه رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس، الوافد الجديد للسياسة تحديا قويا، وكان تعهد بإلغاء الأضرار التي يقول إن نتنياهو ألحقها بالاسرائيليين من خلال سياسته المثيرة للجدل. وكانت الانتخابات من نواح كثيرة استفتاء على شخص رئيس الوزراء الذي بنى سمعته كرجل ضامن للأمن والنمو الاقتصادي في اسرائيل، ولكن شعبيته والفساد المزعوم جعلوا الكثير من مؤيديه جاهزين للتغيير.
مشاركة :