ولد البشير في الأول من يناير عام 1944، لأسرة فقيرة، تعمل بالزراعة في قرية حوش بانقا الصغيرة، المؤلفة من بيوت طينية وشوارع ترابية، تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، على مسافة 150 كيلومتراً شمالي العاصمة الخرطوم. وفي كثير من الأحيان، كان البشير يضخم بداياته المتواضعة. ففي وقت سابق من الشهر الجاري، كرر قصة رواها عام 2013، عن كسر أحد أسنانه أثناء نقل الخرسانة إلى موقع بناء كان يعمل فيه وهو طالب، لسداد نفقات تعليمه. وقال البشير إنه رفض زرع سن من الفضة له عندما التحق بالقوات المسلحة، لأنه أراد أن يتذكر ذلك الحادث كلما نظر في المرآة. ضابط صغير وانضم وهو ضابط صغير في قوات المظلات، إلى الجناح المسلح للحركة الإسلامية، التي انفصلت عن جماعة الإخوان المسلمين، وحكمت السودان منذ تولى البشير منصبه. في 30 يونيو 1989، تولى البشير السلطة، إثر انقلاب عسكري دعمه الإخوان المسلمون ضد حكومة الصادق المهدي، المنبثقة عن انتخابات ديمقراطية. وقام البشير رئيس المجلس العسكري، الذي استولى على السلطة عام 1989، بحل المجلس عام 1993، وحكم البلاد منذ ذلك الوقت بقبضة من حديد، واتهمته جماعات حقوقية باللجوء للعنف والتعذيب، للتخلص من خصومه السياسيين. غير أن أبرز ما اتسم به حكم البشير، هو رده على التمرد في إقليم دارفور الغربي. وفي مواجهة الأمر بالقبض عليه، الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية، بسبب مقتل عدد يقدر بنحو 300 ألف شخص في دارفور، ركز البشير على بقائه، وتشبث بالسلطة، كدرع تحميه من محاكمة تشبه محاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش. وتحدى البشير المحكمة الدولية، وواصل زياراته للخارج، محاولاً إظهار أنه لم يذعن للأمر الدولي بالقبض عليه الذي أصدرته المحكمة. وفي 2010، تم انتخاب البشير رئيساً في أول انتخابات تعددية قاطعتها المعارضة. ثم أعيد انتخابه في 2015. وفي العام ذاته، وقع اتفاق سلام مع التمرد الجنوبي، بعد أكثر من 21 عاماً من الحرب الأهلية. خسر السودان ثلاثة أرباع احتياطاته النفطية عام 2011، بعد إعلان استقلال دولة جنوب السودان عن البلد الأم. واجه البشير حراكاً شعبياً عام 2013، بعد خروج مظاهرات ضد رفع أسعار المحروقات، سقط خلالها عشرات القتلى، بحسب مصادر رسمية، وأكثر من 200 قتيل، بحسب منظمات حقوقية. أمل التعجيل وسعى البشير للعب على الخلافات الإقليمية والدولية، في تحسين وضع السودان. ففي عام 2013، استضاف الرئيس الإيراني حينذاك محمود أحمدي نجاد في الخرطوم. كما سعى البشير للتودد إلى تركيا وروسيا، في الوقت الذي صعدت فيه الخرطوم تعاونها الأمني مع واشنطن، على أمل التعجيل برفع العقوبات المفروضة على البلاد. وقد رفعت العقوبات عام 2017. وفي مواجهة أخطر تحدٍ لحكمه، عول البشير على الدعم المتواصل من المؤسسة الأمنية، التي رعاها على مدى 30 عاماً في الخروج من الأزمة. وخاطب الشباب هذا الشهر وهو يرتدي جلبابه الأبيض، ويلوح بعصاه التي اشتهر بها، فقال «هذه البلاد ملككم، والمستقبل ملككم. وبلدنا إذا حصل فيه ما حصل في بلاد أخرى، إلى أين سنذهب؟ سنصبح لاجئين؟... لا، سنموت هنا وندفن هنا».طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :