أكد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أمس، أهمية أن يقوم مجلس الأمن بإرسال رسائل قوية إلى الحوثيين ليتم التمكن من إنجاز تقدم في الحديدة قبل النظر في أي خطوات قادمة في عملية السلام باليمن. وأشار جوتيريس إلى أن كافة جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن تتركز حالياً على تنفيذ اتفاق الحديدة، الموقع في السويد قبل أربعة أشهر والذي ينص على انسحاب ميليشيا الحوثي الانقلابية من مدينة وموانئ الحديدة. وجدد أمين عام الأمم المتحدة، أثناء لقائه في نيويورك وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، التأكيد على التزامه الشخصي والأمم المتحدة للتوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية. بدوره، جدد اليماني التأكيد على دعم الحكومة اليمنية لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، ورئيس بعثة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة وتنفيذ اتفاق الحديدة، مايكل لوليسجارد، ونقل عن الرئيس عبدربه منصور هادي تقديره للجهود التي يقودها أمين عام الأمم المتحدة للتوصل إلى حل مستدام للأزمة اليمنية، وتثمينه لالتزام الأمين العام بإخراج ميليشيات الحوثي الانقلابية من الحديدة، وتنفيذ بقية بنود اتفاق ستوكهولم كمدخل للمشاورات السياسية لتحقيق السلام في اليمن. وقال اليماني «إنه وعلى الرغم من الخروقات الجسيمة التي تمارسها الميليشيات الانقلابية، إلا أن الحكومة اليمنية ملتزمة بوقف إطلاق النار بهدف إنجاح اتفاق ستوكهولم ومواصلة طريق السلام». وأضاف: «لا يجب التغافل عن تعنت الميليشيات ورفضها لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، بل يجب أن تحمّل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الحوثيين مسؤولية إعاقة تنفيذ الاتفاق، وممارسة الضغوط عليهم للتوقف عن استغلال معاناة اليمنيين والبدء في تنفيذ اتفاق الحديدة». ويشكل اتفاق الحديدة، المهدد بالفشل بسبب تعنت الحوثيين، بارقة أمل لتحقيق السلام في اليمن الغارق في الصراع منذ استيلاء الميليشيات الحوثية على السلطة في صنعاء أواخر العام 2014. وواصلت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس، خروقاتها النارية لقرار وقف إطلاق النار في الحديدة الذي يسري منذ 18 ديسمبر بموجب اتفاق السويد. وذكرت مصادر ميدانية في الحديدة لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي صعدت خروقاتها النارية، وحاولت مهاجمة مواقع تابعة لقوات المقاومة المشتركة التابعة للحكومة اليمنية ومتمركزة على الأطراف الشرقية والجنوبية الغربية للمدينة الساحلية. وأوضحت المصادر أن المحاولات الهجومية للميليشيات على مواقع المقاومة المشتركة أدت لاندلاع اشتباكات عنيفة في محيط مدينة الصالح، شمال شرق الحديدة، وتخللها قصف مدفعي وصاروخي من قبل الحوثيين على مواقع قوات المشتركة بقيادة ألوية العمالقة والتي تمكنت من التصدي للميليشيات وإجبارها على التراجع. وذكر مصدر عسكري في القوات المشتركة، أن ميليشيات الحوثي أطلقت نيران أسلحتها المتوسطة بكثافة على مواقع القوات المشتركة على خطوط التماس في منطقة كيلو 7 المؤدي إلى شارع صنعاء الرئيسي والممتد وسط المدينة الساحلية وصولاً إلى الطريق الساحلي. كما قصفت الميليشيات الحوثية بالمدفعية الثقيلة مواقع متفرقة للقوات المشتركة وأحياء سكنية في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين، ووقوع أضرار مادية لحقت بالعديد من المنازل. وجددت ميليشيا الحوثي قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع القوات المشتركة بقيادة ألوية العمالقة في مدينة التحيتا ومنطقة الجبلية بمديرية التحيتا الساحلية جنوب المحافظة، واستهدفت أيضاً مواقع تابعة لقوات العمالقة وأحياء سكنية في مدينة حيس جنوب الحديدة. وأعلن الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي مقتل 119 مدنياً وإصابة 685 آخرين، بينهم نساء وأطفال، في أكثر من 2517 خرقاً لميليشيات الحوثي الانقلابية للهدنة منذ سريانها وحتى مساء الأربعاء الماضي. وقال الناطق باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي «إن الجيش على أهبة الاستعداد لاستكمال التحرير والحسم العسكري لطرد الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران من مدينة الحديدة وموانئها وإنهاء معاناة المدنيين المختطفين الذين تستخدمهم الميليشيات رهائن ودروعا بشرية». ولفت إلى التقدمات الميدانية التي حققتها قوات الجيش الوطني في جبهات القتال المشتعلة في كل من مديرية مريس شمال الضالع، ومديرية النادرة في محافظة إب، ومديرية عبس في محافظة حجة والقرى المحررة فيها، ومحوري باقم وكتاف في محافظة صعدة، ومحور تعز والمواقع الاستراتيجية التي حررتها قوات الجيش مؤخراً. وتطرق الناطق باسم الجيش اليمني إلى الجرائم التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية بحق الصحفيين والمدنيين المختطفين في سجونها وما يتعرضون له من أساليب تعذيب مختلفة، فضلاً عن جرائمها البشعة التي تمارسها من خلال تخزين المواد المتفجرة وسط الأحياء السكنية والتي تتسبب في وقوع العديد من الضحايا في أوساط المدنيين. وتمكنت دفاعات قوات التحالف العربي من إسقاط طائرة مسيرة تابعة لميليشيات الحوثي الإيرانية أثناء تواجدها في سماء مدينة سيئون مركز وادي حضرموت، جنوب شرق البلاد. وأفاد مصدر عسكري لـ«الاتحاد» بأن الدفاعات الجوية التابعة للتحالف تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة عقب رصدها في سماء سيئون وتم التعامل معها وإسقاطها في منطقة شحوح في ضواحي المدينة ، مضيفاً أن الانفجارات التي سمعت في أنحاء متفرقة من سيئون ناتجة عن المتفجرات التي كانت تحملها الطائرة. وأشار المصدر إلى أن الطائرة التي أسقطت من الحجم الكبير مقارنة بالطائرات المسيرة الأخرى التي تم إسقاطها في جبهات القتال الأخرى، موضحاً أن الطائرة تم رصدها خلال الأيام الماضية وهي تقترب من مواقع عسكرية في وادي حضرموت قبل أن يتم إسقاطها عبر دفاعات التحالف العربي عقب اقترابها من المنطقة. من جانبه أكد محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء ركن فرج سالمين البحسني، أن إسقاط الطائرة المسيرة الحوثية لم يخلف أية إصابات في صفوف قوات الجيش والأمن والمواطنين ، مشيرا إلى أن قوات التحالف العربي تمكنت من التعامل معها وإسقاطها في منطقة نائية. وأكد أن قوات الأمن والجيش وبمساندة الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة السعودية مستعدة بشكل تام لحماية مواطني المدينة، مطمئناً مواطني حضرموت بأن الأوضاع تحت السيطرة ولا شيء يدعو للقلق والخوف.
مشاركة :