قائد غرفة العمليات بالجيش الوطني الليبي لـ"الاتحاد": مفاجآت تضعف ميليشيات طرابلس خلال أيام

  • 4/12/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد قائد غرفة العمليات الرئيسية بالجيش الوطني الليبي اللواء عبد السلام الحاسي لـ«الاتحاد» أن قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر تحرز تقدماً كبيراً في محاور القتال المختلفة للقضاء على الميليشيات المتمركزة في طرابلس، مشيراً إلى أن قوات الجيش ستفاجئ «الإرهابيين» بتحرك يضعفهم بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، وقال إن الميليشيات المسلحة تتحصن داخل العاصمة وتهدد حياة المدنيين، متهما المجلس الرئاسي الليبي بـ«سرقة أموال شعب ليبيا» وذلك بتخصيص ملياري دينار اعتمادات مالية للميليشيات المسلحة في طرابلس ومصراتة. وحول الدعوات الدولية والأممية لوقف معركة الجيش في طرابلس، قال اللواء الحاسي إن قوات الجيش مستمرة في معركتها ضد الإرهاب ولن تستمع إلى أي أصوات أو دعوات لوقف العملية ولن تلتفت إلى تلك الدعوات مطلقا، وشدد على رفض قيادة الجيش التفاوض مع الميليشيات المسلحة أو الجماعات الإرهابية ومواصلة الجهود الرامية لتطهير ليبيا من الإرهابيين والميليشيات المسلحة. ونفى قطع خطوط الإمداد التي تصل إلى قوات الجيش من قاعدة الجفرة الجوية، متهما الميليشيات المسلحة بترديد أكاذيب وشائعات حول العمليات العسكرية للجيش في طرابلس، وتعتبر قاعدة الجفرة الجوية خط الإمداد الرئيسي إلى قوات الجيش الليبي التي تقاتل في طرابلس وسط تحركات تقوم بها ميليشيات مسلحة من مدينة مصراتة لقطع الإمدادات التي تصل إلى قوات الجيش. وعلمت «الاتحاد» أن المدعي العام العسكري في ليبيا اللواء فرج الصوصاع أصدر أوامر بالقبض على رئيس المجلس الرئاسي وما يسمى حكومة الوفاق فائز السراج وأعضاء المجلس أحمد معيتيق وموسى الكونى وعبد السلام كجمان ومحمد عماري زايد وأحمد حمزة المهدي. في وقت أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي أن قوات الجيش تمكنت من القضاء على عشرات الإرهابيين المنتمين إلى تنظيمات داعش والقاعدة والإخوان، متهمة المجلس الرئاسي الليبي بتقديم الدعم المالي والعقائدي إلى هذه المجموعات الإرهابية. بدوره، كشف قائد المنطقة الغربية العسكرية التابعة للجيش الليبي اللواء إدريس مادي لـ«الاتحاد» عن رصد غرفة عمليات تديرها دول إقليمية لتقديم الدعم اللوجستي والمالي إلى الميليشيات المسلحة المتمركزة في العاصمة، وأشار مادي إلى أن الأوضاع العسكرية في محاور القتال تسير بشكل جيد وسط تقدم كبير لقوات الجيش، مشيرا إلى انهيار الميليشيات المسلحة في محاور القتال المختلفة والتقدم الكبير لقوات الجيش الوطني التي دفعت بالمزيد من التعزيزات العسكرية من مدن المنطقة الشرقية والغربية باتجاه طرابلس للمشاركة في محاور القتال المختلفة خلال عملية التحرير والانقضاض على الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية لاستئصالهم بشكل كامل. وأعلن فريق التدخل أثناء الطوارئ التابع لجمعية الهلال الأحمر الليبي في طرابلس عن إخلاء 16 عائلة من داخل الاشتباكات المسلحة في قلب منطقة السواني جنوبي طرابلس التي شهدت أمس معارك ضارية بين قوات الجيش الليبي والميليشيات المسلحة، فيما شنت طائرات تابعة لحكومة الوفاق غارات على مواقع للجيش في مدينة غريان بالجبل الغربي وفي قصر بن غشير وعين زارة. وأعلن الجيش الليبي إسقاط طائرة حربية من طراز «إل 39» أثناء محاولتها الإغارة على قوات تابعة للجيش الذي أكد أن قواته تواجه بالأساس عددا من الميليشيات في طرابلس أبرزها كتيبة «ثوار طرابلس» بزعامة هيثم التاجوري وميليشيا «قوات الدرع» بزعامة هاشم بكر و«المجموعة المقاتلة» التي يقودها الإرهابي عبد الحكيم بلحاج و«غرفة ثوار ليبيا» وميليشيا صلاح بادي. من جهته، قال قائد مجموعة مسلحة موالية لحكومة السراج «نشهد حالياً معارك كر وفر»، وأضاف «ما زلنا في طور الاستعداد. بالنسبة لنا لم تبدأ الحرب فعليا بعد». وأضاف «تدور المعارك بالمدفعية الثقيلة والقذائف..المطار اليوم على خط الجبهة..الوضع يشكل خطراً كبيراً عليكم». فيما قالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن القتال بين الجيش الوطني الليبي وقوات السراج أسفر عن مقتل 56 شخصا في العاصمة بينهم طبيبان وسائق سيارة إسعاف، إضافة إلى إصابة 266 آخرين خلال الأيام الستّة الأخيرة. وأضافت «أن آلاف الأشخاص فرّوا من منازلهم، فيما يجد آخرون أنفسهم عالقين في مناطق النزاع. وتستقبل المستشفيات داخل وخارج طرابلس يومياً ضحايا». وأشارت إلى أنها تزيد مخزونها من المعدات الطبية في المناطق حيث تدور فيها معارك. ونقل البيان عن ممثل المنظمة في ليبيا سيد جعفر حسين قوله «أرسلنا فرق طوارئ طبية لمساعدة المستشفيات الواقعة في الخطوط الأمامية في مواجهة عبء العمل ولدعم الموظفين في قسم الجراحة بالتنسيق مع وزارة الصحة». إلى ذلك، أجلى الاتحاد الأوروبي من طرابلس أفراد بعثته بسبب اشتداد القصف، وقال مصدر أوروبي إن أعضاء بعثة المساعدة التابعة للاتحاد من أجل إدارة مندمجة للحدود في ليبيا، غادروا مؤقتا العاصمة للعودة إلى تونس حيث مقر البعثة، وشمل الإجلاء نحو عشرين شخصا. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني إن الاتحاد يعبر عن انشغاله للتطورات المقلقة جدا في ليبيا. وجددت دعوتها لأطراف النزاع من أجل وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية. مشددة على أنه لا حل عسكريا للأزمة في ليبيا. من جهة ثانية، طلبت فرنسا من الاتحاد الأوروبي تعديل وتعزيز بيان بشأن موقفه من زحف قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر صوب طرابلس. ونفت أن تكون قد عرقلت بيانا للاتحاد بشأن ليبيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنييس فون دير مول إن فرنسا تريد تعزيز نص بيان الاتحاد في ثلاثة مجالات هي وضع المهاجرين ومشاركة جماعات خاضعة لعقوبات الأمم المتحدة المتعلقة بالإرهاب في القتال في ليبيا وسبل التوصل لحل سياسي تدعمه الأمم المتحدة. وكانت مصادر دبلوماسية قالت إن فرنسا عرقلت بيانا للاتحاد الأوروبي يدعو حفتر إلى وقف الهجوم على طرابلس. وذكر نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو، أن إيطاليا ليس لديها أي نية لاستخدام القوة العسكرية للتدخل في الصراع الليبي، وقال «نستبعد تماما أي تدخل عسكري محتمل في ليبيا، لا اليوم ولا أي وقت مطلقا، مثلما نستبعد أي دعم محتمل حتى ولو غير مباشر للدول الأخرى». وقال «في ظل وجودنا في الحكومة لن تكرر إيطاليا تلك الأخطاء»، وأعرب رئيس الحكومة جوزيبي كونتي عن قلقه حيال خطر الأزمة الإنسانية في ليبيا وتداعياتها على حركات الهجرة، خصوصاً في اتجاه إيطاليا، وقال إن مواصلة المعارك وارتفاع عدد القتلى، الذي بات يُقدر بالمئات، وكذلك الجرحى والأشخاص النازحين، يُنذر بخطر ملموس لأزمة إنسانية تتطلب معالجتها بسرعة».

مشاركة :