في عالم متغير تتزاحم فيه الأفكار والابتكارات وتتحول فيه اتجاهات الموضة من موسم لآخر بسرعات قياسية، لا شك أن المصممة الهندية الأصل ريتيكا رافي تعتبر واحدة من جيل المجددين في صناعة المجوهرات الماسية المطعمة باللآلئ والأحجار الكريمة، مبتكرة طرازاً مختلفاً من تصاميم القلائد والأساور والأقراط، من تلك التي تتمتع بحس عال من خطوط الأناقة والذوق الرفيع، مضيفة على قطعها المجوهرة لمسات من التراث الهندوستاني ولكن وفق مخرجات غربية وأوربية وبامتياز. منذ بداياتها نجحت علامة مجوهرات إيفار، من لفت الأنظار إلى أسلوبها ونمطها الاستثنائي، كونها جمعت بين جماليات المشغولات الهندية التقليدية القديمة، وبين الطابع العصري المبّسط في التصميم، آخذة من الأول روح الأصالة والفن الجميل ومن الأخير نفحات الرقي والأناقة المعاصرة، مبتكرة من هذا المزيج المدهش تشكيلاً بديعاً من مجوهرات الذهب من العيار الـ 18 قيراط، لتأتي وفق صياغات فنية وشغل يدوي مفعم بالتفاصيل، تميّزه عناصر طبيعية وغير مصقولة من الماس الخام، والذي أضفى على كل قطعة وموديل فرادة وترف منقطع النظير. نمط نشأة ريتيكا رافي ووسطها المحاط بمفردات الطبيعة وأجواء الموسيقى والفن والجمال، هو ما شكّل لديها هذا الشغف الكبير لاحتراف صياغة المجوهرات، والذي صقلته بالدراسة المتخصصة، حاصلة على درجة بكالوريوس التصميم مع مرتبة الشرف من كلية لندن للموضة، متابعة مشوارها الإبداعي ما بين الهند وجزر المالديف، وحيث أثرت هذه الأخيرة على طابع المصممة وميلها للنعومة والراحة والنضارة في رؤية الأشياء. في الـ 2019 ابتكرت علامة إيفار تشكيلة مذهلة من المجوهرات، جاءت تحت عنوان «10.18»، مطعمّة بالأحجار والماسات غير المصقولة ومغلفة بالذهب الأبيض، الأصفر، والوردي، مستخدمة في تركيبها قطعاً من ألماس البولكي الطبيعية، والتي تعرف بوجهها المشرق الخام، وتأتي غير متجانسة أو متشابهة على الإطلاق، منفذة إياها بنمط موروثات إقليم جايبور التقليدية القديمة في الصياغة، ومطبوعة بأناقة عصرية ومتجددة. أما مجموعتها الأخرى التي حملت عنوان الـ «تروبادور» فقد جسدت بدورها لمسات الإثارة والمرح ونبض الحياة، مشغولة بحرفية الصاغة الهنود البارعين بشغل المينا الأثري والمستوحى من بلاد المغول، مطبوعة بزخارف ملونة بأكاسيد معدنية مختلطة مع ألوان زجاجية مجففة، وهي طريقة تقليدية وتراثية مشهورة في الهند، لتظهر بصورتها الأكثر حداثة ورقياً مع مجوهرات إيفار.
مشاركة :