قالت وكالة الطاقة الدولية إن معروض النفط العالمي انخفض في مارس، بعد أن دفعت العقوبات الأمريكية وانقطاعات الكهرباء إنتاج الخام في فنزويلا إلى مستوى متدنٍ طويل الأجل بلغ 870 ألف برميل يوميًّا. ويقل مستوى إنتاج الخام في فنزويلا، بحسب وكالة الطاقة التي مقرها باريس، عن المستوى الذي أعلنت أوبك، أمس الأربعاء، وفقًا لرويترز. وقالت الوكالة بتقريرها الشهري «إن انقطاعات الكهرباء تشكل تحديًّا إضافيًّا لقطاع النفط الفنزويلي، الذي انتكس جراء انهيار الاقتصاد والفساد وسوء الإدارة والعقوبات الأمريكية التي فرضت في الآونة الأخيرة. وتابعت وكالة الطاقة الدولية، إن تراجع الإنتاج 270 ألف برميل يوميًّا كان ثاني أكبر هبوط على أساس شهري في فنزويلا، ودفع إنتاج البلاد للانخفاض بمقدار 600 ألف برميل يوميًّا مقارنة مع مستواه قبل عام. وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أعلنت، أمس الأربعاء، إن فنزويلا أبلغتها بضخ 960 ألف برميل يوميًّا الشهر الماضي، بانخفاض قدره نحو 500 ألف برميل يوميًّا مقارنة مع فبراير. وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2019 بمقدار 50 ألف برميل يوميًّا؛ ليصل إلى 1.40 مليون برميل يوميًّا، فيما توقعت تراجع نمو الطلب على النفط في العام المقبل 2020، بمقدار 10 آلاف برميل يوميًّا؛ ليصل إلى 1.45 مليون برميل يوميًّا. ويرى متابعون أن تراجع الطلب على الطاقة يرجع لعدة أسباب، أولها: الأزمة التجارية الراهنة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتي زادت أزمة الركود التي يعانيها الاقتصاد العالمي، ولم يخرج منها، منذ العام قبل الماضي 2017، كما أن أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أسهمت إلى حد بعيد في توقف العديد من الشركات الصناعية الكبرى عن ضخ أي استثمارات جديدة في الاقتصاد البريطاني، تحسبًا لما سوف تسفر عنه المفاوضات الجارية لحسم عملية الخروج من عدمه. ومن بين الأسباب الأخرى، التي يمكن التعويل عليها في توقعات تراجع الطلب على الطاقة، تلك المتعلقة بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على كل من إيران وفنزويلا؛ ما أدى إلى توقف شركات البحث والتنقيب عن ضخ استثمارات جديدة في السوق، خوفًا من التعرض للعقوبات الأمريكية، ولا يمكن استبعاد حالة الأزمات والتوتر التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وتداعيات ذلك على حركة الصناعة والتجارة على حد سواء. أما الأهم في قضية تراجع الطلب المتوقع على الطاقة، فهو الانبعاثات الكربونية وعلاقته بالتغيرات المناخية، والتي شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، وبحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن الطلب العالمي على الطاقة في عام 2018 زاد بأسرع وتيرة خلال العقد الحالي، مرتفعًا بنسبة 2.3%.
مشاركة :