كان طفلًا مميزًا دون إخوته، استهواه الرسم، فرسم على الحيطان، وأبدع في النحت على الطباشير، وبعد مشوار من الإبداع والاحتراف فيهما، اتجه لفن «الديوراما» الذي استأثره على غيره، فاستطاع به أن يروي حكايات شيقة من أزمنة بعيدة، دون حديث، وانقسم وقته بين مهنته كصيدلي، وهوايته كـ«مصغراتي»، لينفرد خلال عامين بطابع خاص عن غيره ممن هم في المجال، في مصر والعالم العربي، كما يضيف لمسة جمالية، بتصويرها بعد تجسيمها لتصبح وكأنها مشهد حقيقي. هو الصيدلاني محمد سامي، والذى يقول: «كل ما أصنعه يحكى حدوتة، من خلال تنفيذ مشهد رأيته في أحد زياراتي أو ربما صورة التقطت من زمن بعيد، ويكون حجمه بقدر كف اليد، من خامات طبيعية، مثل البورسلين والخشب بأنواعه، وغيرها من الخامات التي تظهر الماكيت طبيعيا ١٠٠٪». ويضيف «سامي»: «أنفذ الفكرة برسمها بأبعاد هندسية وبمقاسات حقيقية لتكن متناسبة بعد صنعها، وتبدو أكثر واقعية بتصويرها، وعرضها عبر الإنترنت، لتكون مدمجة بحكاية مكتوبة، تزيد شغف المتيمون بهذه التحف الفنية وتزيدها وضوحًا، خاصة أنني أختار المناظر العتيقة والجذابة لتجسيدها».ويتابع الصيدلي الفنان: «هذا الفن له مريدون وأغلبهم من الدول العربية، أو مصريون مغتربون، لأنها مشاهد وذكريات تذكرهم بأوطانهم الحبيبة، كما يقدرون مجهودي الذي يتعدى الشهر ونصف الشهر في الانتهاء من مجسم واحد، كما أننى لا أبيعها إلا لمن يقدرها، ليس فقط بالأموال وإنما يقدر قيمتها فنيًا، وذلك لأني وضعت كامل خبرتي طوال السنوات الماضية في كل قطعة، كما أعد نفسي واحدًا من أبرع مصممي المصغرات، وأجتهد لإبراز الأصالة والواقعية في أعمالي».ويشير «سامي» إلى سعيه الدؤوب لتعليم كل من يسعى لتعلم هذا النوع من الفن، ولم يعتبره سرا لمهنته، فعقد ورشًا حاضر فيها الراغبين نظريًا وعمليًا في عدد من محافظات مصر، لأنه يود انتشار الفن ببصمته الخاصة، دون إخفاء شيء ليتعلم الجميع، كما يخطط بناء على رغبة بعض الراغبين من العرب أن يعد لهم ورشًا تعليمية للمصغرات، ولم ينس إعداد عمل فني لأبناء مهنته من الصيادلة، فرسم لهم سلسلة كاريكاتير الصيادلة، ونحته أيضًا على الخشب.ويختتم «سامي» حديثه قائلًا: «وقتى في حياتى الشخصية ضيق، يكفى بالكاد ممارسة مهنتى بالإضافة إلى هوايتى وما يتبقى لأسرتى قليل، لذا أمنح فتاتى الصغيرة البالغة من العمر ٤ سنوات، خبرتى وفنى ووقتى خلال ممارسة هوايتى، لعلها ترث منى فنا تفخر به عندما تكون فى نفس عمرى».
مشاركة :