رفضت المعارضة السودانية ما وصفته بـ"مسرحية" انقلاب وزير الدفاع ومعاونيه على الرئيس عمر البشير فجر الخميس، وحثت على مواصلة الاعتصام، فيما باشر المجلس العسكري تحركه. وأصيب الآلاف من السودانيين بالإحباط فور ظهور صديق البشير ورفيق دربه منذ انقلاب عام 1989 عوض بن عوف على الشاشات كأحد منفذي الانقلاب الذي أطاح بالبشير. وهتفت المعتصمون رافضين للخطوة واعتبروها مجرد خدعة باعتبار أن ذات الوجوه التي يعارضونها موجودة في اللجنة الأمنية التي يرأسها بن عوف وتضم جهاز الأمن والدعم السريع والشرطة. ووصف رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير البيان الذي تلاه زعيم الانقلابيين بالمخيب للآمال، مؤكدا رفضه له وعدم السماح بسرقة الثورة. بدوره أعلن تجمع المهنيين السودانيين الذي ظل ينسق الاحتجاجات الشعبية رفضه لبيان وزير الدفاع ودعا المحتجين إلى مواصلة التظاهر حتى يتحقق "التغيير الشامل المنشود". وقال المتحدث باسم تجمع المهنيين إن وزير الدفاع عوض بن عوف قام "بتمثيلية جديدة" وإن بيانه "يبقي على الدولة العميقة" ورأى أن ما جرى هو "انقلاب جديد ومحاولة للمراوغة"، معتبرا أن "الشعب سيتمرد على سلطة بن عوف وأي سلطة تحاصر أحلامه". بدوره ناشد رئيس حركة تحرير السودان الهادي إدريس يحيى المجتمع الدولي والإقليمي بعدم الاعتراف بسلطة الانقلابيين الجدد وإجبارهم على إرجاع الشرعية إلى الشعب السوداني. وبعثت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، بقيادة مالك عقار رسالة مباشرة إلى بن عوف وأعضاء مجلسه مفادها أن الخطوات التي اتخذت لن تنهي الأزمة بل ستعيد إنتاجها منذ لحظة إعلانها. وقال المتحدث باسم الحركة محمد عبد الرحمن الناير إن ما حصل هو إعادة لإنتاج النظام بوجوه جديدة ونسخة ثانية من الإنقاذ. وهاجم رئيس الجبهة الثورية مني أركو مناوي خطوة الانقلاب قائلا إن أبطاله "جنرالات حريق دارفور قتلة شهداء الثورة". وأكد رفض الجبهة القاطع للالتفاف على مطالب الجماهير ومحاولة امتصاص غضبتها من خلال إعادة إنتاج مسرحية "أذهب إلى القصر رئيسا وسأذهب إلى السجن حبيسا" بثوب جديد بهدف فض الاعتصام وإجهاض الثورة. على صعيد آخر يلتقي المجلس العسكري الانتقالي ظهر اليوم الجمعة رؤساء تحرير الصحف والكتاب الصحفيين وقادة الإعلام السوداني والأجنبي في اجتماع بمقر وزارة الدفاع. بينما تم تأجيل إعلان أسماء أعضاء المجلس العسكري لإجراء مزيد من التشاور، إذ ستعقد اللجنة السياسية العسكرية المكلفة من قبل المجلس العسكري الانتقالي لقاء جامعا مع القوى السياسية عند الثالثة من بعد ظهر اليوم الجمعة. كما ستلتقي اللجنة السياسية العسكرية المكلفة من قبل رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السادسة والنصف من مساء اليوم الجمعة في مباني وزارة الدفاع أعضاء السلك الدبلوماسي وسفراء الدول العربية ودول الترويكا وأمريكا، والدول الإفريقية والآسيوية المعتمدين لدى الخرطوم كلا على حده. المصدر: وكالات وصحف سودانية
مشاركة :