الرياض يوسف الكهفي 11.8 مليار ريال مشاريع إلكترونية وتعليمية وخدمية لجامعة الإمام 18 جلسة ومعرض ومتحف مصاحب للمؤتمر وندوات في كافة مناطق المملكة على مدى عام كامل رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ ظهر أمس في مبنى المؤتمرات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حفل افتتاح المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز، الذي تنظمه الجامعة خلال الفترة 20 ـ 21/5/1436هـ. وعبر مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان في كلمة ألقاها خلال الحفل عن سروره بتشريف خادم الحرمين الشريفين حفل افتتاح المؤتمر. وقال: نسعد اليوم بوجودكم معنا يا خادم الحرمين الشريفين، فأنت بهذا تسطر معنى عظيماً من معاني الوفاء للإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وامتداداً لرعايتكم الكريمة لتاريخ هذا البطل العظيم، جمعاً وتوثيقاً ودراسة، فقد رعيتم «دارة الملك عبدالعزيز» لتكون مركزاً وطنياً موثقاً لتاريخ المملكة، فكنتم حفظكم الله الراعي والعالم والخبير، والحارس الأمين لتاريخ هذا الكيان العظيم. ومن هنا تأتي أهمية رعايتكم الكريمة لهذا المؤتمر، فهي امتداد لاهتمامكم بتاريخ الإمام العادل المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وبتاريخ هذا الكيان العظيم، ثم إن حضوركم حفظكم الله رغم مشاغلكم وارتباطاتكم الكثيرة، هو تشريف عظيم لهذه الجامعة ومنسوبيها، وهو امتداد لرعايتكم حفظكم الله هذه الجامعة منذ أن كنتم أميراً لمنطقة الرياض. فأنتم من اخترتم موقعها المميز كبوابة للعاصمة من مطارها الدولي، وأنتم من تابعتم مشاريعها واحداً تلو الآخر حتى غدت اليوم مدينة جامعية متكاملة. وأضاف الفوزان أن الجامعة تشعر بالفخر والاعتزاز وهي تحتضن هذا «المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز رحمه الله -»، فقبل ثلاثين عاما تشرفت الجامعة بعقد المؤتمر الأول، وبمقاييس مصادر المعرفة في تلك الفترة تسابق الباحثون من المؤرخين وأساتذة الجامعات المتخصصين في التاريخ الحديث والمعاصر من جنسيات متنوعة لتقديم ما لديهم من دراسات وأبحاث عن تاريخ المؤسس، تم جمعها وطباعتها في ثلاثة مجلدات. وبعد ثلاثة عقود، رأت الجامعة ممثلة بكرسي الملك عبدالعزيز لدراسات تاريخ المملكة، وبالتنسيق مع دارة الملك عبدالعزيز، تحقيق إحدى توصيات المؤتمر الأول بإقامة هذا المؤتمر، لا سيما أن هذه الفترة المعاصرة تزخر بوفرة المصادر التاريخية وبلغات عدة، خصوصا بعد الكشف عن كثير من مصادر المعرفة التاريخية والوثائق المتنوعة التي تناولت تاريخ الملك عبدالعزيز والمملكة العربية السعودية في عهده. وقال الفوزان إن أهمية هذا المؤتمر تكمن في تلمسه البعد الوطني في تربية الناشئة على حب هذا الوطن المعطاء، فلن تقتصر فعالياته على جلساته الـ 18 وعلى المعرض المصاحب الذي يحكي جوانب من هذا التاريخ المشرق، بل سيرافقها ندوات ومحاضرات وأنشطة شتى تتناول موضوع المؤتمر على مدى عام كامل، تعقد في المعاهد العلمية التابعة للجامعة، التي تنتشر في مناطق عدة من أرجاء وطننا الغالي، لتعريف أبنائنا وبناتنا بشخصية الملك عبدالعزيز رحمه الله وما خلفه من إرث عظيم في وحدة وطنية قل نظيرها، وأمن واستقرار كان أساساً لنهضة حضارية تسابق الزمن ولمكانة دولية وتأثير كبير على المستوى الإقليمي والدولي والإسلامي والعالمي. الطريفي: شخصية الملك عبدالعزيز في تسعة محاور ثم ألقى الأمين العام للمؤتمر الدكتور طلال بن خالد الطريفي كلمة قال فيها: لقد تبنت جامعة الإمام عقد هذا المؤتمر ممثلة بكرسي الملك عبدالعزيز لدراسات تاريخ المملكة، وبالتنسيق مع دارة الملك عبدالعزيز، جاهدين لإبراز شخصية الملك عبدالعزيز: الإنسانية، والقيادية، والإدارية، والوقوف على أهم مراحل بناء الدولة وإضاءة أبرز محطات النهضة التي وصلت إليها المملكة بعد أن عبّد لها الطريق للانطلاق إلى المستقبل. وبين الدكتور الطريفي أن المؤتمر يستمر ليومين ويشتمل على 18 جلسة على فترتين، صباحية، ومسائية، فقد حرصت الجامعة على أن تتنوع فعاليات المؤتمر وجلساته لتنير جوانب حياة المؤسس ضمن محاور المؤتمر التسعة وهي شخصية الملك عبدالعزيز ومنهجه، وتوحيد الدولة وبنائها، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والقضايا العربية والإسلامية، والدبلوماسية والسياسة الخارجية، وأبناء الملك عبدالعزيز ورجاله، والمصادر والدراسات، والملك عبدالعزيز في رؤية عالمية. وفي كلمة ألقاها باسم المشاركين في المؤتمر الدكتور إبراهيم القادري بوتشيش رئيس وحدة البحوث في كلية الآداب بجامعة مكناس في المغرب، ثمن خلالها رعاية خادم الحرمين الشريفين للعلم ورجاله وتشجعيه ـ حفظه الله ـ للحركة الفكرية وإحياء التراث الإسلامي. وقال القادري: في غمرة هذه اللحظة المفعمة بأريج العلم والعلماء حيث تتهيج المشاعر، وتتناثر الأحاسيس في أديم هذا الحفل الافتتاحي البهيج، يقف المرء مقصراً ومعترفاً بالعجز عن التعبير، مهما نثر من حبر القلم، وانتقى من عرائس الكلمات، واختار من درر الألفاظ، ليتوجه إلى حضرة خادم الحرمين الشريفين، بأسمى آيات الشكر والامتنان وعاطر الثناء والعرفان، على رعايته للعلم ورجاله، وإسهاماته في تشجيع الحركة الفكرية وإحياء التراث الإسلامي العريق، وبعث أمجاد التاريخ، وما حضوركم يا صاحب الجلالة للحفل الافتتاحي إلا قرينة ناصعة على ما تسدونه من خدمة طيبة لأهل العلم، ومحبة لكل من جعل من الكتاب صديقاً، ومن القرآن رفيقاً، فلكم منا كل آيات الشكر والتقدير والاعتزاز لمشاركتنا بحضوركم الكريم. تدشين المشاريع ومباني الجامعة بعد ذلك دشن خادم الحرمين الشريفين مشاريع الجامعة المنجزة التي شملت مباني تعليمية في كل من المدينة الجامعية بالرياض وفروعها ومعاهدها العلمية في مختلف مناطق المملكة، وكذلك المشاريع الخدمية والتقنية المتمثلة في ثلاث مراحل (من إسكان أعضاء هيئة التدريس، ومواقف متعددة الأدوار للطلاب، ومشاريع البنية الأساسية للاتصالات والأنظمة الإلكترونية)؛ حيث بلغت القيمة الإجمالية لهذه المشاريع حوالي 3 مليارات و235 مليون ريال. ثم وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لعدد من مشاريع الجامعة إلكترونياً، التي شملت مشاريع تعليمية وخدمية وتقنية في المدينة الجامعية بالرياض وفروع الجامعة ومعاهدها العلمية في مختلف مناطق المملكة بقيمة إجمالية بلغت 8 مليارات وخمسمائة وتسعين مليون ريال. وقد افتتح خادم الحرمين الشريفين أيده الله المعرض المصاحب للمؤتمر الذي شمل أجنحة لعدد من الجهات المشاركة وهي دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومكتبة الملك فهد الوطنية وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. كما دشن الملك سلمان بن عبدالعزيز متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام الذي أنشأته الجامعة بالتعاون مع معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت بألمانيا. وقد كرم خادم الحرمين الشريفين أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء ورجال الأعمال ممولي كراسي البحث في الجامعة. ثم تسلم خادم الحرمين الشريفين من وزير التعليم درع الجامعة ونسخة من مطبوعات المؤتمر وهدية متحف تاريخ التقنية والعلوم في الإسلام. وحضر حفل الافتتاح كل من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وأمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ووزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل، ومدير الجامعة بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان، ووكلاء الجامعة.
مشاركة :